الرئيسية - محليات - اعرف وطنك
اعرف وطنك
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

” عر عدن “

تعد صهاريج محافظة عدن الواقعة في مدينة كريتر بمديرية صيرة من أبرز المعالم الأثرية والسياحية في اليمن وعلى مستوى المنطقة العربية نظرا لما تمثله من نظام دينمائي وتكنولوجي بارع ووجه حضاري فريد حيث تتألف تلك الصهاريج من سلسلة جبلية هائلة عرفت قديما بـ(عر عدن) وبعد ذلك سميت بشمسان منذ القرن (9هـ /15م) وهو جبل صار علما في عرض البحر العربي لقدماء الملاحين وعرفه الهمداني بأنه في نهاية جبل السراة  يحيط به البحر وهذه الهضبة هي العامل الفريد الذي خصت به المدينة لتصريف مياه الأمطار وجعل نظام الصهاريج ممكنا فيها فعليها تسقط وإليها تنساب مياه الأمطار النازلة من جبل شمسان الذي يحتضن هذه الهضبة فتنحدر كل قطرة من ماء المطر العذب إلى هذه الصهاريج التي تقوم بثلاث مهمات هي: تلقف المطر وحجز الحجارة والطمي الساقط من الشلالات وتوجيه الماء عبر سلسلة من هذه الجدران لتصريفه إلى حيث يمكن خزنه . وقد عاصرت الصهاريج مدينة عدن منذ قديم الزمان وأشار إليها صاحب كتاب “الطواف حول البحر” في القرن الأول الميلادي وذكر وجود أماكن للتزويد بالماء العذب في عدن وأكد المقدسي وجود حياض عدة كما زارها ابن المجاور ومن بعده ابن بطوطة عندما زارها في القرن الرابع عشر الميلادي وأرخ ابن الدبيع خراب بعضها . كما أنها الصرح الأول في جزيرة العرب التي عملت لاستغلال مياه الأمطار ومقاومة شح المياه العذبة غير أنه مع مرور الزمن أهملت ودفنتها السيول حتى قامت سلطات الاحتلال البريطاني لعدن بالكشف عن الخزانات المدفونة وأعادت ترميمها وفي وقت لاحق من إعادة ترميمها أضيف إليها صهريج ضخم لم يكن موجودا من قبل عرف بصهريج كوجلان. وتعد تلك الصهاريج من المعالم التاريخية والمزارات السياحية والمنتزهات الفريدة في مدينة عدن والتي لا يستطيع الزائر لها إلا أن يقف مبهورا أمام هذه الإبداعات التي قاومت الجفاف وحافظت على المدينة حية ومزدهرة تستقبل السفن على موانئها لتزود من تقلهم من البحارة والمسافرين والتجار بمياه الشرب العذبة قبل أن تبحر من هناك لتشق طريقها في المحيط الهندي . كما تعد صهاريج عدن من المآثر الهندسية الجميلة التي تدل على عظمة ابتكار الإنسان اليمني لاحتياجاته قديما فكما بنى السدود وزرع المدرجات الجبلية بنى أيضا الصهاريج بنظام مائي متطور لبى احتياجات عصره واستمرت حتى اليوم شاهدا حضاريا يستمد منه شعبنا اليمني في العصر الحديث دروسا وعبرا للمستقبل.