الرئيسية - محليات - تزايد مخيف لحالات الإصابة بمرض السرطان بالحديدة المخاطر!
تزايد مخيف لحالات الإصابة بمرض السرطان بالحديدة المخاطر!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ذكرت المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بالحديدة أن عدد المصابين بمرض السرطان بالحديدة وصل حتى نهاية العام إلى عشرة آلاف حالة تردد من بينها ثلاثة آلاف ومائتان وواحد وثمانون حالة من الرجال وخمسة آلاف ومائة وثلاث من النساء وسبعمائة وأربع وستين حالة مرضية مصابة بالسرطان من الأطفال. وبحسب التصنيف لهذا المرض فإن أغلب المرضى المصابين بالسرطان في الحديدة تتوزع إصابتهم به بين الحلق والفم والبلعوم.. هذه الإصابات في تلك الأماكن سببها كما يقول المختصون تناول بعض المواد كالشمة والدخان وبعض المبيدات القرطاسية التي تنتشر لأسباب مختلفة, ناهيك عن الإفراط في استعمال بعض المواد الغذائية المعلبة التي تحتوي على مواد حافظة تكون متدنية الجودة ..

عجز وأوضح مدير عام المؤسسة ياسر نور أن محافظة الحديدة تعتبر في مقدمة المحافظات التي تعاني من تزايد أعداد المصابين بهذا المرض المقلق .. مشيراٍ إلى أنه في كل عام يضاف في الحديدة 500 حالة جديدة مصابة بالأورام السرطانية وهو ما يشكل عبئاٍ كبيراٍ على المؤسسة والعاملين فيها من الكادر الطبي .. وهذا التزايد في أعداد المصابين بأصناف متعددة من الأورام السرطانية يقابله قلة الإمكانات في الجانب البشري والمعدات الطبية في المؤسسة والتي بنيت على نفقة فاعلي الخير في المحافظة بالتنسيق مع المركز الرئيسي للمؤسسة .. ناهيك من أن المؤسسة والتي يتلقى فيها ما يقرب من 2000 حالة مرضية مصابة بالسرطان العلاج بشكل دائم اتفتقر لوجود أجهزة الكشف المبكر ومؤشرات الأورام, كما أن الأدوية الموجودة فيها لا تغطي كافة الاحتياجات خاصة وأن القيمة المالية لهذه الأدوية لا يستطيع المواطن العادي شراءها. يقول القائمون على المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان إنهم يصرفون سنوياٍ ما يقرب من عشرة ملايين ريال وهي المبالغ التي يتم تحصلها من أهل الخير وتصرف في الاحتياجات العلاجية والطبية للمرضى .. آلام ومعاناة الحاج عبد القادر سلمان حسن البالغ من العمر ( 50 عاماٍ ) حكى لنا بعضاٍ من معاناته مع مرض السرطان الذي أصيب به قبل 6 أعوام تقريباٍ حيث قال: ( تفاجأت قبل 6 أعوام بإصابتي بانتفاخ جلدي في الرقبة فقمت بعمل عملية جراحية لها إلا أن الأطباء وبعد إجراء العملية قاموا بإرسال عينة من الجزء المستخرج والمتقيح إلى صنعاء للتأكد, ليتم بعد ذلك التأكد أن ما أصابني هو مرض السرطان.. وفي ذلك الحين وبعد إجراء بعض الفحوصات والكشافات في الحديدة قيل لي إنه لا يوجد أي ورم آخر .. لكنه وبسبب رداءة الأجهزة الموجودة في الحديدة اكتشفت بعد أشهر أن الخلايا السرطانية قد انتشرت في الرقبة والبلعوم والترقوة وأنا ومنذ ذلك الحين إلى الآن أكابد الألم الذي تتسببه لي هذه الأورام السرطانية .. وأضاف: للأسف يا ابني أن الدولة لا تقدم لنا أي شيء ونحن لا نستطيع شراء تلك الأدوية نظراٍ لكلفتها, واليوم أكد الأطباء لي أنه لا حل لي إلا بإجراء العملية الجراحية خارج الوطن .. فالأطباء في صنعاء وهنا في الحديدة قالوا إنهم عاجزون عن إجراء العملية الجراحية لي لاستئصال الأورام السرطانية لما فيها من خطورة .. وأنا قد توقفت عن العمل نظراٍ لحالتي الصحية وما عدت استطيع القيام بأي عمل انفق به على نفسي وعلى أسرتي التي تدهور وضعها المالي بعد إصابتي بمرض السرطان .. تدهور أما المريض علي شوعي ( 60 عاماٍ) من أبناء منطقة عبس التابعة لمحافظة حجة والمرقد في الوحدة بمؤسسة مكافحة السرطان بسبب تدهور حالته الصحية فقال: ( لي سنة كاملة وأنا أتردد على المؤسسة للحصول على الأدوية التي لا أقدر على شرائها. تخيل النزول والسفر من عبس كل أسبوع إلى مدينة الحديدة وتكلفة العلاجات المرافقة التي نقوم بشرائها – غير الموجودة في المؤسسة – والدولة حقنا ولا كأننا من المواطنين حقها (ذرفت عينه بالدموع)ثم قال: لقد صرفنا كل ما معنا .. تسلفنا وأدينا والله يختم لنا بالخير .. وعن تعامل المجتمع معه قال الحاج علي شوعي: أحنا نقول للناس في القرية لما نرجع لهم أن مرض السرطان غير معدي وهو ابتلاء من الله فيتفهموا لما نقوله لهم .. علي شوعي وعبد القادر سليمان هم نموذج لعشرات الحالات بل المئات من المرضى المصابين بالأورام السرطانية والذين يعانون آلام المرض وانعدام رعاية السلطة المحلية لهم, ومن العوز والفقر والكلفة المالية الباهظة للعلاجات المرافقة, الأمر الذي يعكس معاناة حقيقية لهؤلاء المرضى الذين العديد منهم, ممن تدهورت حالته وساءت, ينتظر الموت بل ويتمناه على كل تلك الآلام … إحصائيات مقلقة وبحسب الإحصائيات التفصيلية الصادرة عن المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في الحديدة فإن سرطان الثدي والذي يصاب به النساء يعد من أكثر الأنواع انتشاراٍ في الحديدة حيث بلغ العدد الإجمالي للعام 2013م 96 حالة مصابة بسرطان الثدي وتمثل نسبة 19% من إجمالي المرضى, وتلاه سرطان الفم بعدد 73 حالة وبنسبة 15% ويشمل سرطان الفم سرطان ( اللسان واللثة والحنك..) ويقول المختصون في المؤسسة أن السبب في هذا يعود لتناول مادة الشمة وبعض المواد المعلبة … ويلي ذلك سرطان الدم بعدد 49 بنسبة 10% وسرطان الرقبة 35 بنسبة 7% وسرطان المثانة بعدد 26 أي بنسبة 5% وسرطان القولون 20 حالة بنسبة 4 % ثم سرطان ( الكبد والأمعاء والكلية والرحم والمرئ والدماغ والمبيض والبلعوم والأنف والبروستات والرئة بنسبب ما بين ( 2- 3 ) %, ويلي ذلك سرطان ( الخصية والمستقيم وحمل عنقودي والبنكرياس والمعدة والفخذ والقدم والجلد والعظام والإبط والأذن والحوض والجهاز العصبي والصدر والعين وصفاقي بنسبة 1% . وبحسب إحصائية المؤسسة احتلت مديرية باجل ( المكتظة بالمصانع) في المرتبة الأولى بعدد 55 حالة إصابة بالسرطان تلتها مديرية الحوك بعدد 49 حالة ومديرية الحالي بعدد 44 حالة, وجاءت مديريات ( الخوخة وبرع حيس والحسينية والسخنة) وهي مديريات واسعة وبعيدة عن منغصات المدن وعن أدخنة المصانع المرتبة الأخيرة .. وكشفت الإحصائية عن تزايد أعداد المصابين بالسرطان وأنه وصل عدد الحالة الجديدة خلال العام 2013م إلى 497 حالة وبلغ عدد التردد للمرضى على المؤسسة الوطنية خلال نفس العام إلى 9148 مرة. هذه الأنواع والنسب لمرض السرطان في الحديدة تحتاج إلى بعض الدراسات العلمية والتي ينبغي أن تشترك فيها جهات متعددة للوقوف على هذه الإحصائيات وبما يمكن من وضع إجراءات احترازية كوقاية للمجتمع .. تكاليف باهضة ويقول ياسر نور مدير المؤسسة في الحديدة: نقوم بتقديم الرعاية الصحية للمرضى سواء الذين يترددون بشكل دائم على المؤسسة أو من يتم إعطاؤه جرعات طبية كيميائية .. وهذا الجانب يكلفنا مبالغ مالية كبيرة .. خاصة وأن بعض المرضى يتم إعطاؤهم علاجاٍ يومياٍ وبتكلفة مالية تقدر 6000 ريال لكل حالة ناهيك عن أن أحد المرضى والذي جاء إلينا قبل أيام يحتاج إلى جلسات علاجية تكلف شهرياٍ ما يصل إلى مليون وخمسمائة ألف ريال, وهذا المبلغ لا يستطيع المواطن العادي توفيره ليتمكن من العلاج .. وأضاف: إن أعداد مرضى السرطان المتزايد في الحديدة يحتاج اليوم إلى وقفة رسمية ومجتمعية جادة لدراسة الظاهرة في الحديدة خاصة وفي اليمن بشكل عام والعمل على إيجاد مشافي ومراكز طبية متخصصة وتوفير الاحتياجات الطبية والكادر المتخصص خاصة وأننا في الحديدة لا يوجد لدينا استشاري متخصص في الأورام. تعاون وعن ما تقدمه الحكومة للمؤسسة ا لوطنية لمكافحة السرطان بالحديدة قال مدير مكتب الصحة بالحديدة الدكتور عبدالرحمن جار الله: (صحيح أن المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بالحديدة مؤسسة أهلية تقوم على دعم أهل الخير إلا أن مكتب الصحة يتعاون معها ويقدم لها الدعم المتمثل في توفير العلاجات الطبية الخاصة بمرضى الأورام السرطانية .. وأكد أن هناك توجهاٍ لبناء مركز صحي خاص بمرضى السرطان بالمحافظة وأنه تم الاتفاق على أن يقوم مكتب الصحة بتوفير الأرض مقابل أن تقوم المؤسسة بالبناء والتجهيز .. .. وهو اتفاق تم بين السلطة المحلية والمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان ومكتب الصحة بالمحافظة في وقت سابق إلا أن هذا الاتفاق وبالرغم من مضي سنوات عليه لم ينفذ …