الرئيسية - الدين والحياة - مختصون ودعاة : التربية بالملاحظة والموعظة أسلوب جسده النبشي مع الأطفال حفاظا على استقامتهم
مختصون ودعاة : التربية بالملاحظة والموعظة أسلوب جسده النبشي مع الأطفال حفاظا على استقامتهم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

دراسة : (50-60) مشهد عنف يراه الطفل في اليوم تنبئ بكارثة مستقبلية في ظل ما جاء به إلينا العصر من متغيرات في عالم تكنولوجيا الاتصالات الحديثة, والتي رافقتها ثقافات دخيلة على الأبناء والشباب بصورة أغلبها خالف القيم والعادات والتعاليم الدينية الأصيلة , بل وجعلهم يتمردون عليها باسم الحداثة والتقدم , مما خلق فجوة كبيرة بين الآباء والأبناء في التربية والنصح والإرشاد , وجعل من المجتمع مهزوزا ومتناقضا بحسب ما تكرسه تلك الدخائل من مفاهيم وأفكار وثقافات تنبئ بخطورة الموقف وتجاهله ,,, العديد من الآباء يشتكون من انحراف في أخلاق وتربية أبنائهم وتمردهم على واقعهم , فأم عبد الرحمن شوقي – ربة منزل – تقول : أبنائي الثلاثة لا يحافظون على صلواتهم أو بالأصح لا يصلون ويقضون أوقاتهم في مراكز النت وأمام شاشات التلفاز لمتابعة المسلسلات والأفلام الهابطة وإن منعتهم من متابعتها في المنزل فيشاهدونها في بيت أصدقائهم , أضف إلى كونهم عصاة لأوامرنا ولا يستمعون لنصائحنا بحجة أننا متخلفون وغير متعلمين وأن تصرفاتهم هي الصح ونحن الخطأ !! عصابات إجرامية أبو محمد سلطان – موظف يشتكي هو الآخر من صحبة ابنه لأصدقاء وصفهم بأصدقاء السوء فلا يعود ولده إلا في أوقات متأخرة من الليل بحجة أنه يذاكر مع أصدقائه الا أنه اكتشف بعد ذلك أن ولده الوحيد من ضمن عصابات السرقة والتقطع والنهب عندما تم اعتقاله هو ومجموعة من رفاقه بتهمة سرقة إحدى المنازل !! من جهته أخلى أبو محمد مسئوليته من تصرفات ابنه المشينة قائلا : يعلم الله كم نصحت وضربت وتابعت ولدي خوفا عليه من هذا الواقع المؤلم والمهين ولكن لا حياة لمن تنادي , فمنذ طفولته وهو معلق بمتابعة ومشاهدة أفلام العنف والاقتتال والمصارعة , فكنت أقول في نفسي أهم شيء أنه في المنزل بعيد عن الشارع وأخطاره , فما لبث مدة قصيرة حتى سار الشارع مبتغاه ومرتعه وهذه النتيجة !! أساليب تربوية وتتساءل هناء الذبحاني – مرشدة اجتماعية : عن الأساليب التي يتبعها الآباء في تربية أبنائهم موضحة : بأن للتغيرات التي شهدها العصر وسائل تربوية حديثة تلائم وتناسب عقليات هذا الجيل الجديد وتؤتي ثمارها في الاتجاه الصحيح , فالوسائل التربوية التقليدية الذي يتبعها البعض بقولهم ما تربينا عليه نربي عليه ابناءنا هو الخطأ بعينه إذ أن لكل زمن أسلوبه وطبعه , وقد بين الكتاب والباحثون حقيقة هذا الأمر وصحته من عدم جدواه , مشرعون بذلك عدداٍ من الوسائل التربوية المتعددة منها : التربية بالملاحظة: وهو ما جسِده النبي _صلى الله عليه وآله و سلم_ في ملاحظته لأفراد المجتمع تلك الملاحظة التي يعقبها التوجيه الرشيد والمقصود بالتربية بالملاحظة ملاحقة الولد وملازمته في التكوين العقدي والأخلاقي ومراقبته وملاحظته في الإعداد النفسي والاجتماعي والسؤال المستمر عن وضعه وحاله في تربيته الجسمية وتحصيله العلمي وهذا يعني أن الملاحظة لا بد أن تكون شاملة لجميع جوانب الشخصية. ومضت تقول : ويجب ألا تتحول الملاحظة إلى تجسس فمن الخطأ أن نفتش غرفة الولد المميز ونحاسبه على هفوة نجدها مع الحذر من التضييق على الولد ومرافقته في كل مكان وزمان , ومن ثم تأتي التربية بالموعظة وقد وضح الباحثون ذلك بأنها تعتمد على جانبين الأول : بيان الحق وتعرية المنكر والثاني : إثارة الوجدان فيتأثر الطفل بتصحيح الخطأ وبيان الحق وتقل أخطاؤه وأما إثارة الوجدان فتعمل عملها º لأن النفس فيها استعداد للتأثر بما يْلقى إليها والموعظة تدفع الطفل إلى العمل المرغب فيه. على هدى الحبيب المصطفى فيما استهلت الداعية أماني العيني – جامعة القرآن الكريم وعلومه حديثها بقول الإمام الغزالي : الصبي أمانة عند والديه وقلبْه الطاهر جوهرةَ نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة وهو قابل لكل ما يْنقش عليه وقابل إلى كل ما يمال به إليه فإن عْود الخير عِلمه وعْلمه ونشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكلْ معلم له ومؤدب وإن عْود الشر وأْهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه الوالي له وقد قال الله – عز وجل -: « يِا أِيْهِا الِذينِ آمِنْوا قْوا أِنúفْسِكْمú وِأِهúليكْمú نِارٍا وِقْودْهِا النِاسْ وِالúحجِارِةْ عِلِيúهِا مِلِائكِةَ غلِاظَ شدِادَ لِا يِعúصْونِ اللِهِ مِا أِمِرِهْمú وِيِفúعِلْونِ مِا يْؤúمِرْونِ ». وأضافت : يجب أن يكون التعامل في تربية الأبناء ما بين الشدة والرحمة في النصح والإرشاد والنزول إلى مستويات الأبناء ومعرفة تفكيرهم وكسب صحبتهم وبناء الثقة وجسر التواصل فيما بينهم وتشجيعهم على الصراحة والحديث معهم أسوة بنبينا الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله : لِيúسِ منِا مِنú لِمú يِرúحِمú صِغيرِنِا وِيِعúرفú حِقِ كِبيرنِا , وعندما دخل عيينة بن حصن على رسول الله صلى الله عليه وسلم – فرآه يقبل الحسن والحسين فقال : أتقبلهما يا رسول الله ¿ قال عيينة : وإن لي عشرة ما قبلت أحداٍ منهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لا يرحم لا يرحم , وأيضا مجاراته للأطفال ولعبه معهم وممازحتهم حتى أحبوه وتعلقوا به , وهذا ما يجب على الآباء حتى لا يوسعوا الفجوة بينهم هم وبين أبنائهم فتصير نصائحهم لا تغني ولا تسدي شيئا , فعِنú سِهúل بúن سِعúدُ رِضيِ اللِهْ عِنúهْ : أِنِ رِسْولِ اللِه صِلِى اللِهْ عِلِيúه وِسِلِمِ أْتيِ بشِرِابُ فِشِربِ منúهْ وِعِنú يِمينه غْلامَ وِعِنú يِسِاره الأِشúيِاخْ فِقِالِ : للúغْلام أِتِأúذِنْ لي أِنú أْعúطيِ هِؤْلاء فِقِالِ الúغْلامْ وِاللِه يِا رِسْولِ اللِه لا أْوثرْ بنِصيبي منúكِ أِحِدٍا قِالِ : فِتِلِهْ رِسْولْ اللِه صِلِى اللِهْ عِلِيúه وِسِلِمِ في يِده . وكيف يربي ويعلم رسولنا الأكرم الأبناء أسس وتعاليم الدين الاسلامي برفقة ولين قائلا لابن عباس :يِا غْلامْ إني أْعِلمْكِ كِلمِاتُ احúفِظú اللِهِ يِحúفِظúكِ احúفِظú اللِهِ تِجدúهْ تْجِاهِكِ إذِا سِأِلúتِ فِاسúأِلú اللِهِ وِإذِا اسúتِعِنúتِ فِاسúتِعنú باللِه وِاعúلِمú أِنِ الأْمِةِ لِوú اجúتِمِعِتú عِلِى أِنú يِنúفِعْوكِ بشِيúءُ لِمú يِنúفِعْوكِ إلا بشِيúءُ قِدú كِتِبِهْ اللِهْ لِكِ وِلِوú اجúتِمِعْوا عِلِى أِنú يِضْرْوكِ بشِيúءُ لِمú يِضْرْوكِ إلا بشِيúءُ قِدú كِتِبِهْ اللِهْ عِلِيúكِ رْفعِتú الأِقúلامْ وِجِفِتú الصْحْفْ . حقنة مخدرة وفي دراسة مؤخرة كشفت أن ما تبثه وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة من مشاهد العنف والانحلال الأخلاقي , تؤكد أن الطفل يشاهد ما لا يتلاءم مع ثقافته وسنه وقيمه ( -50 60 مرة ) من برامج الكبار مما يؤدي إلى نتائج خطيرة منها : تزيد من عدوانية الأطفال _فهم يتعلمون عن طريق التقليد_ يحاول الطفل تقليد ما يشاهده دون وعي .كلما كان عدد الأفلام المشاهدة أكثر كان تقييم الطفل لدرجة العنف والصور الإجرامية ضعيفاٍ كمن يتناول حقنة مخدرة حيث يشعر بالتبلد الانفعالي تجاه ما يشاهد من مناظر عنف أصبحت لا تثير شفقته ولا إنسانيته. والاحتمال الأخطر من ذلك أن هذا الطفل يصبح مستقبلاٍ غير مكترث بالضحايا الحقيقيين الذين يتعرضون لعدوان ما أو أن يمارس هذا العنف ضد الآخرين دون تقدير لعواقبه و إن برامج العنف ربما تنمي مشاعر الإحباط التي تؤدي بدورها إلى السلوك العدواني , بحيث يكمن التأثير السلبي على العقيدة والدين لأن معظم الجهات المسؤولة عن إنتاج أفلام الكرتون يابانية أو أمريكية وما تحمله من أفلام غير أخلاقية !!