الرئيسية - محليات - خمس سنوات من الإهمال والتعثر
خمس سنوات من الإهمال والتعثر
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مجددا يوجه أهالي منطقة وادي سردود مناشدتهم للحكومة وللسلطة المحلية في محافظة المحويت بسرعة استكمال مشروع جسر وادي سردود الذي مضى على عملية البدء بإنشائه خمس سنوات دون أن يكتمل .  جسر وادي سردود جرى اعتماده بمبادرة كريمة من فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي حين كان نائبا للرئيس قبل نحو سبعة أعوام. وبحسب مايذكر السكان هنا فإنه قبل عامين فقط جرفت السيول 12 سيارة دفعة واحدة داهمها السيل القادم من جبال الحيمة والرجم بشكل فجائي ولم يتمكن أصحابها من النجاة بها أثناء مرورهم في مجرى الوادي الفسيح والذي يمتد لما يقرب من  نصف كيلو متر , ولايكاد يمر فصل الصيف كل عام  دون وقوع حوادث من هذا النوع, حيث يتبرع عدد من أهالي المنطقة التي يخيم عليها الفقر لتحذير السائقين عند اقتراب السيل أو مساعدة السيارات العالقة ’ وعادة مايتلقون مقابلها مبالغ رمزية كمكافأة لهم يصل أعلاها إلى 500 ريال , وهذا المبلغ بالنسبة لفرد في منطقة الخميس يعد هدية كبيرة نظراٍ للفقر المدقع المخيم على المنطقة. تدفق السيول ويقول محمد فتيني- مالك مطعم يطل على مجرى الوادي بمنطقة الخميس: نحن على مقربة من فصل الصيف وبعد أسابيع ستبدأ السيول بالتدفق إلى الوادي ومالم يتم فتح الجسر الذي يشارف على الانتهاء فإننا أمام فصل جديد أيضاٍ  لغرق السيارات التي يداهمها السيل فجأة أثناء مرورها في مجرى الوادي وأحياناٍ يكون هناك ضحايا بين المسافرين عوضاٍ عن الأضرار المادية أو خسارة البضائع وتلفها بسبب تدفق السيل. ويضيف : تتدفق مياه السيول إلى مجرى وادي سردود من عدة جبال بعيدة في محافظة صنعاء وريمة والمحويت , جراء هطول الأمطار على هذه الجبال يعني أن تدفق السيول في مجرى  الوادي تفاجىء المسافرين الذين يعبرون الوادي مطمئنين إلى أن الجو صحو والشمس مشرقة ولا إشارات على سقوط أمطار . معاناة المارة ومن جانبه يقول سعيد فاضل: من شأن فتح الجسر الذي لم يتبق عليه الكثير إنهاء معاناة المارة عبر طريق مديرية بني سعد التي تربط محافظة المحويت بمحافظتي الحديدة وصنعاء وبات يفضلها الكثير من المسافرين حتى المسافرين منهم إلى صنعاء او إلى الحديدة ممن يبتغون السياحة والترفيه عن النفس, أو للهرب من ازدحام خط صنعاء الحديدة. ويضيف: مع قرب اكتمال عمليات سفلتة طريق القطاع  زادت حركة الشاحنات التجارية على هذا الخط كونه يتميز بعدم وجود المنحدرات الجبلية الصعبة الموجودة في خط المحويت القناوص إضافة إلى اختصاره للمسافة الزمنية , ومن شأن إنجاز الجسر إزالة هم انقطاع الطريق بسبب السيل في وادي سردود وانتظام الحركة التجارية على طريق الحويت بني سعد بماينعش هذه المنطقة التي تتسم بالفقر ويمنح أبناءِها فرص عمل لم تكن متاحة من قبل. وعود كثيرة يعد وادي سردود أحد أهم أودية اليمن وهو يصب في مياه البحر الأحمر ولايكاد يتوقف جريان مياهه طوال العام , وبخاصة في وقت الصيف حيث ترتفع منسوب المياه فيه بشكل كبير ويعيق بدرجة كبيرة حركة مرور السيارات , وقد يقطعها لعدة أيام, وتجد السيارات المنخفضة صعوبة طوال العام في قطع مجرى الوادي . وقال عادل المهدي وهو تاجر مواشي : اعبر هذا الطريق بشكل دائم ولي خمس سنوات انتظر افتتاح الجسر فذلك سيخفف عنا صعوبات جمة , فالطريق الأخرى التي تربط الحديدة وتهامة بمحافظة المحويت عبر طريق جيزان الحديدة الدولي  بعيدة للغاية كما أنها صعبة جدا صعوداٍ وهبوطاٍ وترهق الماشية. ويؤكد عادل أنه اضطر في بعض المرات للمبيت لأكثر من ثلاث ليال انتظاراٍ لانحسار السيل ليتمكن من مواصلة المسير نحو عاصمة المحافظة بشاحنته المرتفعة , مضيفاٍ بالقول: سمعنا الكثير من الوعود عن قرب افتتاح الجسر ولكن كلها كانت تذهب أدراج الرياح ويبقى الوضع على ماهو عليه , كل شيء هنا يمضي ببطء والمواطن سواء عابر الطريق أو التاجر الذي يستخدم الطريق وحدهما يتحمل الخسارة الناجمة عن كل هذا التأخير الذي امتد لسنوات, شهد العالم خلاله افتتاح جسور تمتد لكيلو مترات بين دول – يعلق ساخراٍ- وهنا جسر نصف كيلو له خمس سنوات ولم ينجز حتى الآن. *على ضفاف الوادي طوال العام وخاصة في فصل الصيف وأيام الإجازات تنتشر الكثير من العائلات القادمة للتنزه والباحثة عن الراحة والاستجمام , ولايبعد وادي سردود عن عاصمة محافظة المحويت سوى أقل من ستين كيلو متر , وبالتالي فإنجاز جسر وادي سردود من الأهمية بمكان كما يؤكد ذلك مسئولو مكتب السياحة بمحافظة المحويت. انعاش السياحة ويقول محمد الصبري يعمل في قطاع السياحة  بالمحافظة: محافظة المحويت تحتوي على الكثير من المناطق السياحية التي يمكن استغلالها وإضافتها كرصيد سياحي إضافي وزاخر بالمقومات الجذابة إلى الموجودة حالياٍ من مزارات سياحية طبيعية . ويضيف: وادي سردود واحد من تلك المزارات السياحية  ويحبذ الكثير من زائري المحافظة زيارته , وبانتهاء العمل في جسر وادي سردود أعتقد أن عدد الزائرين للمحافظة بشكل عام ولوادي سردود بشكل خاص سيتضاعف  فالكثير من زائري المحافظة يحجمون عن زيارته لخوفهم من عدم تمكنهم من عبور الوادي بالاتجاهين سواء إلى محافظة المحويت ومواصلة أو إلى العاصمة صنعاء أو الحديدة. ويؤكد الصبري بأن من شأن فتح جسر وادي سردود واكتمال الاعمال الإنشائية والسفلتة في طريق المحويت بني سعد التي تمتد لحوالي 39 كيلو متراٍ فقط من شأن ذلك كله انعاش هذه الطريق بشكل كبير ورفع مستوى المعيشة لسكان المناطق المجاورة التي يخيم عليها الفقر وتفتقر لفرص العمل المتاحة , مؤكداٍ بأن المؤشرات في شأن ذلك مشجعة , خاصة إذا ماتم الترويج لينابيع المياه الحارة في وادي سردود والتي لها خاصية علاجية ويفد إليها الناس للاستشفاء أينما وجدت . بطء شديد يسير العمل في جسر وادي سردود ببطء شديد ويشهد وقوفاٍ متكرراٍ , وبحسب أحد العمال فإن ذلك يعود إلى تأخر صرف مستحقات المقاول من قبل السلطة المحلية في المحافظة , غير أن أهالي المنطقة أيضاٍ يتهمون المقاول بالعمل ببطء شديد وكان بإمكانه إنجاز الجسر قبيل أحداث العام 2011م والتي شهدت توقفاٍ لجميع المشاريع قبل أن يجري استئناف تلك المشاريع مطلع العام 2013م. جسر وادي سردود البالغ كلفته 300 مليون ريال ويربط عبر طريق القطاع طريق المحويت الحديدة بطريق صنعاء الحديدة  يمثل شرياناٍ حيوياٍ في المنطقة بالنسبة لحركة البضائع أو للمسافرين وهو إلى حد ما يشبه قناة بنما من حيث اختصار الوقت وتوفير الجهد , والمطلوب من السلطة المحلية  الانصات لمناشدة أبناء المنطقة والاستفادة لما يمثله ذلك الجسر وطريق المحويت بني سعد من أهمية تجارية وسياحية قصوى لايمكن الاستفادة منها دون افتتاح الجسر أمام حركة العبور واكتمال سفلتة طريق المحويت بني سعد والتي هي الأخرى لم يتبق عليها الكثير وتعاني من البطء في الإنجاز.