لم تكن الأوقات التي قضيتها بصحبة عدد من الزملاء أثناء الزيارة التي قمنا بها مؤخرا إلى السجن المركزي بالعاصمة صنعاء لعمل مواد صحفية حول وضع سجناء القضايا الجنائية وقضايا الشرف لإحدى الصحف المحلية لم تكن تلك الأوقات كغيرها من الأوقات التي قضيتها منذ وعيت نفسي على الكروية كون السنوات الخوالي أتسمت بالإحباط من حدوث تغيير في سلطات الدولة الثلاث (القضائية- التشريعية- التنفيذية) التي استفحل فيها الفساد وعم فيها الإهمال والعبث وغابت عنها وعن قيادتها وكوادرها الروح الوطنية والشعور بالمسؤولية حتى شاهدت بأم عيني في ذلك اليوم الجميل الذي قمت فيه بزيارة إلى السجن المركزي واقعا جديدا يجسده الأستاذ القاضي رشيد المحصن رئيس نيابة شمال أمانة العاصمة صنعاء المشهود له بالنزاهة والمثابرة وببذل الجهود المتواصلة في تصحيح أوضاع القضاء والعدل بين الناس حيث شاهدته وهو ينتصر للعدالة ويستمع للسجناء فردا فردا ويطلع على قضاياهم ويحلها دون تسويف أو مماطلة وبحسب اللوائح والقوانين والمرافعات والتحقيقات والأحكام القضائية عندها شعرت أن البلد مايزال بخير وأن فيه أناسا شرفاء وعادلين لا يخشون في قول الحق والانتصار له لومة لائم وخلال نحو ساعتين استطاع الأستاذ المحصن أن يبعث الأمل إلى نفسي وإلى نفوس الحضور بأن القادم من الأيام سيكون أجمل وأكثر إشراقا وأدركت أن رئيس نيابة شمال أمانة العاصمة وأمثاله من الشرفاء هم وحدهم من تعلق عليهم الآمال لرفع الظلم عمن يستحق والانتصار للعدل والإنسانية وإحياء الضمائر الميتة والتأسيس لدولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية وإشاعة الأمن والسلام والمحبة في ربوع الوطن اليمني الكبير.