استعرض أستاذ الفقه الدستوري بكلية الحقوق بجامعة تعز الدكتور قائد محمد طربوش بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة أمس ملامح الدستور الاتحادي لليمن على ضوء مخرجات مؤتمر الحوار الوطني . وتمحورت المحاضرة التي نظمتها المؤسسة في إطار برنامجها الثقافي للتوعية بمخرجات مختلف مكونات مؤتمر الحوار حول الملامح المستقبلية وتجارب بعض الدول الاتحادية حيث استعرض أكثر من أربعين دستورا اتحاديا على المستوى العربي والعالمي وكيفية تقسيمها للسلطات والاختصاصات بين السلطة الاتحادية وسلطات الولايات . واشار إلى أن بعضها توسع في منح الصلاحيات الكبيرة لسلطة الاتحاد وحد من صلاحيات الولايات فيما بعضها عمل العكس.. لافتا إلى أن مختلف الدول الاتحادية حصرت بعضا من الوظائف على السلطة الاتحادية مثل الدفاع والأمن وسك العملة والسياسة الخارجية والتمثيل الدبلوماسي كأساس ورمز للدولة الاتحادية وسيادتها كما أشار في هذا الصدد إلى دستور الولايات المتحدة الأميركية لعام 1987م كأول دستور يبين أهم الاختصاصات بين مختف السلطات الاتحادية والولايات .. منوها بدستور الاتحاد السويسري كأفضل دستور اتحادي عالج مختلف القضايا المتعلقة بسلطة واختصاصات السلطة الاتحادية والولايات اضافة إلى الدستور الهندي اكبر دستور في العالم من حيث عدد المواد التي تضمنها والتفصيلات التي خاض فيها والتي راعى فيها مختلف القوميات والأجناس والديانات وحقوق كل منها بتفصيل دقيق حرصا منه على مصلحة الدولة الهندية وتماسكها . كما أشار طربوش إلى تجارب بعض الدول الاتحادية التي سادت لفترة ما ثم اندثرت كالاتحاد اليوغسلافي والاتحاد السوفيتي والجمهورية العربية المتحدة والعراق على المستوى العربي . وكان مدير المؤسسة فيصل سعيد فارع قد أشار في كلمة له إلى أن المؤسسة في إطار برنامجها الثقافي لهذا العام قد خصصت للشأن العام حيزا كبيرا وبخاصة لما اعتمل في الساحة الوطنية وما خرج به مؤتمر الحوار الوطني من نتائج تاريخية حيث خصص البرنامج الثقافي لفعاليات عديدة تتناول كافة مخرجات مكونات مؤتمر الحوار بمشاركة بعض من شاركوا في المؤتمر من باب التوعية بالمخرجات وكذا الاستماع إلى أراء المواطنين وتطلعاتهم من الدستور القادم.