الرئيسية - محليات - الذبابة البيضاء تهدد طماطم لحج
الذبابة البيضاء تهدد طماطم لحج
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لحج/ صالح الدابية –

في منتصف السبعينيات من القرن الماضي أْنشئ في منطقة الفيوش جنوب شرق محافظة لحج مصنع تعليب الطماطم (قطاع عام) وأْسست لهذا المصنع مزرعة رديفة به لزراعة وإنتاج الطماطم بهدف استيعاب المصنع لمحصول الطماطم بطاقة تشغيلية إنتاجية تلتهم حوالي 70 %من إنتاج الطماطم من مزارع محافظتي لحج وأبين وتعد محافظة لحج من أهم المحافظات الزراعية المنتجة لعدد من المحاصيل التي تمول السوق يومياٍ بأصناف مختلفة من الخضار والفواكه التي تشتهر بإنتاجها مناطق دلتا تبن خاصة وعدد من المناطق الزراعية الأخرى في المحافظة رغم تراجع نشاط مزارع شهيرة ارتبطت بطفرتها الإنتاجية الموسمية على مدى عقود طويلة في إنتاج الفاكهة بأنواعها كمزرعة الحسيني ذات المساحة الواسعة شمال الحوطة عاصمة المحافظة ومزارع أْخرى عْرفت بمزارع الدولة كمزرعة الشجيرات على مدخلها الجنوبي وغيرها من المزارع الأخرى ويشكو المزارعون مع بدء كل موسم زراعي شتوي لإنتاج الطماطم خاصة من انخفاض أسعارها نتيجة لازدياد المساحات الزراعية في محافظة لحج بمنتوج الطماطم وإغراقها بالأسواق في المحافظات المجاورة Š زارت عدداٍ من مزارع الفلاحين في منطقة الخداد وعلى مشارف وادي الحبيل الخصب في دلتا تبن لتلمس همومهم الزراعية .

عن المشكلات الزراعية منذ بدء المواسم الإنتاجية تحدث المزارع محمد صالح قايد قائلاٍ: عادة ما نبدأ موسم زراعة الطماطم في أغسطس من كل عام وتحديداٍ في العشر الأيام الأخيرة ليأتي بثمرُ وفير بعد 3 أشهر من زراعته ويستمر الإنتاج لمدة شهرين تقريبا لتوريده إلى السوق المركزية في لحج حيث تصل قيمة السلة سعة 20 كيلو تقريباٍ إلى 400 ريال في أحسن الأحوال وهذا يعود إلى غياب التنسيق بين الفلاحين في الجمعيات الزراعية في المحافظة لتنظيم عملية زراعة الطماطم والاتفاق على تحديد المساحة المعينة عند كل فلاح إضافة إلى تعطيل وتخريب أهم منشأة صناعية تستوعب حوالي 70 %من إنتاج الطماطم من مزارع الفلاحين من لحج وأبين بينما يصل سعر المنتوج من الطماطم في غير هذا الموسم من المحافظات الأخرى إلى 9000 آلاف ريال للسلة حيث يصل سعر الكيلو إلى 600 ريال تقريباٍ. الذبابة البيضاء وأضاف هذه المساحة المزروعة التي أمامك تقدر بفدان إلا ربع على الرغم من المعاناة الأخرى التي تواجه الفلاحين كارتفاع سعر المبيدات الحشرية كسماد ورقي لتشجيع الشجر على النمو فقط إضافة إلى انتشار الذبابة البيضاء التي تعمل على إتلاف الأوراق والثمر من منتوج الطماطم التي تتأثر بإفرازاتها هذا عدا أْجرة العمال الزراعيين يومياٍ من 700-1000ريال للعامل الواحد بحسب طبيعة عمله في الحقل . تأجير الأراضي الزراعية يسعى عدد من الفلاحين مْلاك الأراضي الزراعية إلى تأجير أراضيهم في كل موسم زراعي عندما لا يستطيعون القيام باستصلاحها وحرثها حيث تحدث حول هذا الجانب المزارع صلاح عبدون قائلاٍ: أملك مساحة 3 فدادين تزرع فيها بعض المحاصيل الزراعية سنوياٍ مثل: الذرة والحبوب بأنواعها والسمسم في فصل الصيف وزراعة الخضروات في الشتاء وتْسقى هذه الأرض من مياه السيول في مواسم تدفقها ومياه الآبار الارتوازية التي عادةٍ ماتجف مع دخول فصل الصيف وهي ظاهرة سنوية على مستوى الأراضي الزراعية الواقعة على سفوح وادي تبن ومن أجل تعميق البئر فإن ذلك سيكلف المزارع حوالي مليوني ريال للوصول إلى المياه الجوفية على عمق أكثر من 20 متراٍ أو يزيد عن ذلك وإذا لم يأت عمل الحفر بنتيجة فإن هذا المبلغ يذهب هدرا ولذلك فإن بعض الفلاحين يذهبون إلى تأجير أراضيهم كحالتي فقد قمت بتأجير هذه الأرض من شهر سبتمبر 2013 لمدة موسم زراعي بمبلغ 250 ألف ريال نتيجة لعدم استطاعتي حرث الأرض واستصلاحها وإعدادها للموسم وإن كانت مْستصلحة فإن تكلفة الإيجار قد تكون أكثر من ذلك . تنظيم التسويق تظل مشكلة التسويق لمنتجات المزارعين وتنظيمها هاجسا يْحفزهم للاستفادة من عائدات منتجاتهم الشرائية من الطماطم خاصة وأنواع الخضروات الأخرى هذا ما يقترحه المزارع صالح محمد عمر حيث قال: لدي حوالي 10 فدادين أرض زراعية قمت بزراعتها هذا الموسم بصل وطماطم ونتيجة لعدم وجود جمعيات زراعية تنظم لخطط زراعية والإشراف على عملية تسويق المنتجات سنوياٍ وتقديم المقترحات والإرشادات للفلاحين بزراعة أنواع معينة من المحاصيل الزراعية وخصوصاٍ الطماطم باعتباره محصولاٍ استهلاكياٍ لا يحتمل الظروف المناخية في الأسواق خاصة وأن عدداٍ من المزارعين الكبار يزرعون من 25 ـ 30 فدان طماطم في منطقة العرائس وقنوات الحبيل وهذا يؤثر على أسعار منتوج المزارع الصغير كذلك الحال ما يزرع في أبين بكميات كبيرة حيث يصل سعر السلة 20 كيلو في بداية تسويق المنتوج إلى 5000 ريال وعند تراكم المنتوج في السوق يصل سعر السلة إلى 400 ريال إضافة إلى عدد من المشاكل التي يعاني منها المزارعون كانتشار دودة ـ التيوتا سليوتا ـ وهي ما تعرف لدى الفلاحين بالذبابة البيضاء وأعتقد أن هذه الدودة جاءت من بعض الدول الأفريقية المجاورة وقد ظهرت قبل ذلك في منطقة صعدة عبر السعودية ثم الحديدة حتى لحج وأبين وهي عبارة عن حشرة صغيرة فراشة تنتقل من شجرة إلى أْخرى وتنشط عند غروب الشمس وأثناء الصباح الباكر وتفقس حوالي 100 بيضة في كل مطرح لها الأمر الذي يؤدي إلى ذبول وعطب حبة الطماطم ثم يؤثر ذلك على مساحة كبيرة من محصول الطماطم فقط ولا يؤثر على المحاصيل الأخرى كالبصل والباذنجان وقد بدأنا بوضع هرمون اصطناعي وهو عبارة عن قطعة بلاستيكية صغيرة توضع على إناء به ماء ثم يأتي ذكر الذبابة ويقع في الماء وذلك للحد من تكاثر هذه الذبابة وخطورتها. حشائش مْعيقة لا تقتصر إعاقة المحصول على الحشرات الضارة بل توجد عوامل طبيعية تعيق نمو الأشجار ويقوم عمال الأجر اليومي بمكافحتها يقول المزارع يوسف محمد حسين: أعمل بالأجر اليومي من الصباح الباكر حتى 6 مساءٍ في تصفية الحشائش والشوائب الضارة بالمحاصيل التي تنمو طبيعياٍ بين محصول الطماطم والبصل مثل : الغبيراء والعشر والعشرق غيرها من الحشائش . كما تحدث المزارع عبدالله نصر سالم قائلاٍ: أعمل بمزرعة الشاطري منذ حوالي 4 أشهر في حراسة ورش المبيدات للطماطم والبصل لمكافحة الديدان الضارة بالزرع كدودة السراء وهي خطرة تأكل ثمرة الطماطم عند نموها هذا عدا الذبابة البيضاء المنتشرة بين الحقول الزراعية واتجه عدد من المزارعين عند نهاية هذا الموسم بالبدء في غرس بذرة الطماطم حتى يتزامن المنتوج بحلول الصيف القادم ليأتي بسعر جيد غياب التوعية والخطط نتيجة لعدم كثرة منتوج الطماطم في هذا الفصل. غياب التوعية والخطط غياب البرامج التوعوية الإرشادية للمزارعين لمكافحة الآفات الزراعية من قبل المراكز البحثية المتخصصة يضاف إلى ذلك غياب الخطط والبرامج الحكومية على مدى أكثر من عقدين من الزمان في وضع الدراسات لإعادة تفعيل عمل مصنع تعليب الطماطم في منطقة الفيوش وتحديثه بل وإنشاء مصنع مماثل له في الحديدة لتصنيع هذا المنتوج للاستفادة من نسبة معينة للتعليب بدلاٍ من إتلافه وإنزاله إلى السوق كمنتوج مصنع أو التصدير لدول الجوار فهل يْدرج هذا ضمن اهتمامات إقليم عدن كعاصمة ذات وضع اقتصادي وإداري ¿!