الرئيسية - محليات - تدهور الأوضاع الصحية بعدن يفاقم من معاناة المرضى
تدهور الأوضاع الصحية بعدن يفاقم من معاناة المرضى
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مديرية صيرة إحدى مديرات محافظة عدن التي تعاني من تردي الوضع الصحي الذي يشهد ظروفاٍ صعبة جدا على مستوى المحافظة, رغم ما تقدمه ثلاثة مجمعات صحية مجمع الميدان والقطيع والشعب والصين سابقا من خدمات وفقا للإمكانيات المتاحة لها ولكنها تواجه ضغوطات كبيرة نتيجة استقبال حالة مرضية هائلة . وبحسب عاملين في تلك المجمعات الطبية فإن شحة بالإمكانيات المالية والمستلزمات الطبية ونقص الكادر الطبي المتوسط وغيرها من التحديات والعوائق مع استمرار إغلاق مستشفى عدن العام طيلة ما يقارب عشرة أعوام دون معرفة الأسباب جعلت الثلاثة المجمعات الطبية آنفة الذكر تعيش في أزمة حقيقة. ولمعرفة الواقع الصحي بمديرية صيرة كان لـ «Š« التقت بعض من الجهات ذات العلاقة ولأخذ تصريحات وأراء توضح أهم الصعوبات التي تقف عائقا أمام تأدية الواجب تجاه المواطن هناك وغيرها من الأوضاع الصحية المتردية بالمديرية وأسبابها.

• بداية تحدث مدير إدارة مكتب الصحة بمديرية صيرة الدكتور شاكر عمر عباد قائلا: إن أهم ما يعانيه القطاع الصحي بصيرة توقف مستشفى عدن العام الذي يقع في النطاق الجغرافي للمديرية وتحول مشروع تأهيل المستشفى إلى معضلة أكبر وأعباء تتحملها المجمعات الصحية بالمديرية تجاه (111.563) نسمة وهذا العدد أكدته بعض الإحصائيات لعام 2014 م , وكذا الموازنة التشغيلية للمجمعات التي تصل إلى (265) ألف ريال شهريا لكل مجمع منها (120) ألف ريال مقابل نظافة و(35) ألف ريال مكافحة الأرضة و(22500) ريال مقابل أدوية ومستلزمات طبية إلى جانب ما تتسلمها المجمعات من الإمداد الدوائي بشكل فصلي لا التي تغطي احتياجات المريض والنقص الحاد في الكادر الطبي المتوسط من تمريض وأشعة ومختبرات وفني عمليات. قوة فائضة وأضاف: إن عدد العاملين بالمجمعات الصحية بالمديرية (173) عاملاٍ وعاملة موزعين بين إداريين وأطباء وفنين, مشيرا إلى أن توظيف عام 2011م تم من خلاله توزيع (76) موظفاٍ وموظفة على المكتب بعيدا عن الاحتياج ممن تم توظفيهم عام 2011م منهم (11) صيدلياٍ (10) أسنان وتم استيعابهم خارج إرادتنا حتى لا نحرم الشباب من وظائفهم وتحولوا إلى قوة فائضة ولا نريد أن نرفض ويحرموا من وظائفهم . وأوضح شكري أن عدد المترددين على عيادات الطبيب العام والعيادات التخصصية بالمجمعات الصحية بمديرية كريتر خلال عام 2013م( 48898) حالة أجريت لهم فحوصات (15645) فحصاٍ و(1959) أشعة عادية اكس و(1947) جهاز موجات فوق الصوتية و(241) تخطيط قلب و(1,113) عمليات جراحية صغرى وهذه أعداد لا يستهان بها في ظل الإمكانيات البسيطة المتاحة بسب الدكتور شاكر. وأشار إلى أن عدد المنشآت الصحية الخاصة العاملة بالمديرية (150) منشأة منها (2) مستوصف و(2) مراكز أسنان و(3) عيادات تخصصية و(12) عيادات أسنان و( 8) عيادات طبيب العام و(21) مختبراٍ و(معامل أسنان و(55) صيدلية ومخزن أدوية و(15) محلاٍ للسمعيات والبصريات و(1) عيادة جراحة . وهذه القطاعات وإن توفرت فإن المواطن البسيط ومن ذوي الدخل المحدود لا يطيق زيارتها نتيجة الظروف القاسية التي تعيشها. إغلاق المستشفى • عضو المجلس المحلي مديرية صيرة إبراهيم عبد الجليل الشبيلي يشير إلى أنه نتيجة لمتابعة المجلس المحلي بالمديرية بدأ يتحسن الوضع الصحي ويشكل حالة جيدة يلمس المواطن هذا التغير بالمجمعات الصحية ــ القطيع ــ الميدان التي تعمل على مدار (24) ساعة إلى جانب مستوصف الشعب (الصين) الذي يستقبل حالات مرضية في الولادة والأطفال وغيرها بعد توقف بمستشفى عدن الذي مازال مغلقا إلى يومنا هذا دون أن تعلم السلطة المحلية بالمديرية ماهي حكاية بقاء المستشفى بهذه الحالة. داعيا وسائل الإعلام الابتعاد عن التكتيم الإعلامي وكشف من يقف وراء صفقة إغلاق مستشفى عدن الذي يعد مرفقاٍ حيوياٍ يلمس خدماته كل أبناء عدن والمحافظات المجاورة ويخفف الضغط على المراكز الصحية بالمديرية , مشددا بضرورة أن تقوم قيادة السلطة المحلية بعدن بواجبها لمخاطبة وزارة الصحة وكل الجهات ذات العلاقة بالعمل على تشغيل المستشفى . * فيما يقول عضو المجلس المحلي بسام علي أحمد الجمالي إن الوضع الصحي بمديرية كريتر مترد جدا, إلى حد لم تتوفر في بعض الأحيان قطعة (الشاش) رغم الدعم المحلي الذي يصل سنويا إلى (30) مليون إنشائي وتجهيزي , مشيرا إلى أن هناك ثلاثة أجهزة في مجمع القطيع على وشك الانتهاء نتيجة التخزين وعدم التأهيل , إضافة إلى عزوف الكادر الصحي عن العمل والبحث عن المال المغري بالقطاع الخاص , وزد إلى ذلك عدم توفر النظافة وحيث وأماكن كثيرة بحاجة أن تكون معقمة . سوء التغذية • الدكتور عوض العولقي مدير إدارة الرعاية الأولية لبرنامج التغذية بالمحافظة أشار إلى أن نتائج مسح التغذية عام 2012 م بشكل عام بينت أن سوء التغذية الحادة عند الأطفال ما دون السنة الخامسة (2,4 %) وسوء التغذية المتوسطة (14,1 %), مبينا أن حالات سوء التغذية من الحالات الصعبة وبسبب عدم الوعي الصحي تواجه عمال وفرق التطوع المجتمعي مشاكل بمتابعة واكتشاف حالات سوء التغذية . مشدداٍ على أهمية الإصحاح البيئي للأطفال وخصوصا في الأحياء الشعبية التي تقطنها الفئات الفقيرة والمهمشون. مشكلات القطيع مدير مجمع القطيع الصحي الدكتور خالد جابر أوضح أن الموازنة التشغيلية من أهم المشاكل التي تقف عائقا كبيرا أمام إدارة المجمع حيث أن موازنة مجمع القطيع الصحي (73) ألف ريال تصرف بشيكات شهريا ومنها (22500) ريال قيمة أدوية و(7500) ريال مواصلات لمدير المجمع علما أن مساهمة المجتمع ضعيفة جدا نتيجة ظروف المواطن الصعبة , بالإضافة إلى نقص كمية الأدوية التي تأتي بشكل فصلي من صندوق الدواء ونقص طاقم التمريض والمختبرات وأطباء العموم وإلى جانب تلك المعوقات عطل جهاز الأشعة لأكثر من (3) سنوات وجهاز تخطيط القلب لأكثر من عام ونصف, وأردف الدكتور جابر: وهذا أكبر ما يشكل لنا من عوائق وإحراجات أمام المرضى المترددين على المجمع وخصوصا الفئات الفقيرة التي لا تستطيع الذهاب إلى القطاع الخاص وخصوصا مع توقف مستشفى عدن العام التي تقع بنفس النطاق الجغرافي لمدينة صيرة, علما أن أقسام المجمع المختلفة تستقبل مابين (8-12) حالة يوميا غير قسم التطعيم الذي يستقبل (15ـ20) حالة وهذا عدد غير بسيط بمدينة ذات كثافة سكانية. ونظرا لما يعانيه المواطن وتردده على المجمع كانت لدينا طموح بفتح قسم الجلد ـــ العظام ــ الجراحة ـــ ولكن العوائق كثيرة جدا, موضحا أن الإدارة لجأت لاستعارة أجهزة العيون حتى يتم توفير أجهزة. الميزانية الموحدة • مدير مجمع الميدان الصحي الدكتور هشام علي السقاف عزز ما طرحه مدير مجمع القطيع حيث أوضح بأن الميزانية موحدة بـ (73) ألف ريال شهريا فيما يستقبل المجمع باليوم الواحد (150) حالة بمختلف الأقسام التي تقدم خدمات بأسعار زهيدة ضاربا المثال بخدمة جهاز فوق الموجات الصوتية التي تقدم بـسعر (1000) ريال بينما في المستشفيات والخاصة بـ(3000) ريال وتخطيط القلب بـ(300) ريال وفي الخاص بـ(1500) ريال. معاناة ومصالح • المواطن فريد علي محمد الشميري- متقاعد ــ كان قد عرض لنا قصاصات ورقية ومنها لتخطيط القلب الذي أجراه بمجمع الميدان وأوضح أن المجمع يقدم خدمات لا بأس فيها خصوصا الإسعافات الأولية الضرورية وهذا بحسب الإمكانيات المتاحة للمجمع حسب قول الشميري . وأضاف: إن عدن بشكل عام تفتقر للمنشآت الصحية التي تجري العمليات الجراحية الكبرى, وإن أكثر ما زاد من معاناة المواطن إغلاق مستشفى عدن العام طوال ما يقارب عشرة أعوام بعد أن كان يقدم خدمات صحية مناسبة. • الشاب بسام سالم علي- عاطل عن العمل- أخذنا رأيه بالقرب من مجمع الميدان الصحي عن الوضع الصحي أجاب وبمرارة أن ظروف الحياة القاسية تصل بمدينة عدن إلى هذا المستوى وتنخر أجساد الغلابا والمساكين من أجل مصالح المتصارعين على السلطة والمساكين يدفعون ضريبتها بسبب الغلاء والأمراض المنتشرة. تعثر مدير عام مشروع تطوير مدن الموانئ بعدن المهندس محمد عبدالله عبدالرزاق بدوره أوضح أن سبب تعثر مشروع إعادة تأهيل مستشفى عدن العام يعود إلى عدم قدرة المقاول على تنفيذ المشروع وفقا للفترة الزمنية المحددة ونقص السيولة المالية لديه علما أن تكلفة المشروع أكثر من (28,704,054) دولار أميركي . مشيرا إلى أنه تم توقيع العقد مع المقاول بتاريخ نهاية سبتمبر على أن يتم تجهيز المستشفى خلال فترة مدتها (550) يوماٍ أي إلى عام 2010 م إلا أنه لم يتمكن من الوفاء بالالتزامات المحددة والمنصوص عليها في العقد. مؤكدا أنه تم عقد عدة اجتماعات حول مشروع مستشفى عدن وآخرها عقد بتاريخ 2 فبراير الجاري وبحضور وفد من الصندوق السعودي للتنمية ومندوبين من السلطة المحلية والتخطيط والتعاون الدولي ومكتب الصحة بالمحافظة وكذا المنسق العام للمشروع وخلال هذا الاجتماع تم الاتفاق على حصر كافة الأعمال التي جرى تنفيذها وكذا الأعمال غير المنجزة والتي تقدر تكلفتها من 18 إلى20 مليون دولار وهذا أيضا سوف يعرف بعد الحصر والدراسة والتحليل وإعلان المناقصة على مقاولين آخرين ومن ثم استكمال باقي التجهيزات المتعلقة بالمستشفى ويعلن عن افتتاحه إن شاء الله تعالى كي يخفف ما يعانيه المواطن بعدن جراء توقف العمل فيه.