الرئيسية - محليات - طلاب وطالبات بعمر الزهور يتركون المدارس ليعولون أسرهم
طلاب وطالبات بعمر الزهور يتركون المدارس ليعولون أسرهم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أكد التقرير الصادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي عام 2010م أن 21% من الأطفال في بلادنا يقومون بإعالة أسرهم أي أن هذه الإعالة أصبحت عكسية بعد أن وصل عدد الأطفال العاملين من سن ( 17-5) عاماٍ إلى أكثر من مليون وستمائة طفل وطفلة في مهن مختلفة . محافظة حجة هي الأخرى لم تعتق فيها رقاب الأطفال من جحيم الفقر الذي اغتال برءاتهم بدفعهم للعمل في مهن خطرة وانتزع من بين أناملهم الصغيرة أقلام الألوان واستبدلها ببانة مكنيك ومقشة تكنس الأتربة في المنازل . عن هذه الظاهرة وعن أبرز المعوقات التي تحول دون الحد منها وتفاقمها في محافظة حجة “الثورة” التقت بمجموعة من الأطفال وأرباب الأسر والجهات ذات العلاقة وخرجت بالحصيلة التالية:

البداية كانت مع إبراهيم البالغ من العمر 16 عاماٍ حيث قال : أنا أعمل في ورشة ميكانيك منذ عامين وسبب خروجي للعمل هي ظروفي وأسرتي المعيشية الصعبة خاصة وأن والدي رجل مسن ولا يقدر على العمل الأمر الذي حتم علي البحث عن عمل وحين توفقت في ذلك لم يكن أمامي سوى الاستمرار في العمل الذي حصلت عليه رغم مشقته كونه لا يوجد لدي أي خيار آخر للظروف المعيشية الصعبة التي تواجهها أسرتي . ما باليد حيلة واستطرد بالقول: خلال العامين التي أمضيتها في العمل بالورشة تكيفت مع جو ومشقة العمل الذي يحتاج إلى قوة بدنية والحمدلله استطعت في هذه الفترة توفير متطلبات الحياة البسيطة رغم ضآلة الراتب الشهري المؤقت الذي أحصل عليه من صاحب الورشة وللأسف أن الجهات المعنية في المحافظة لم تقم بواجبها تجاهي وأمثالي من الأطفال. وأختتم بالقول: لقد تألمت كثيراٍ لتوقفي عن إكمال دراستي خاصة وأني كنت في المرحلة الإعدادية إلا أنني في ذات الوقت شعرت بأن إكمال تعليمي بات أمراٍ مستحيلاٍ منذ تركت المدرسة خاصة بعد أن تأكد لي أن ما باليد حيلة. ظروف صعبة أما الطفلة هند والبالغة من العمر 13 ربيعاٍ فقالت : كنت أعيش مع أسرتي المكونة من خمسة أفراد حياة سعيدة بالرغم من ظروفنا المادية الصعبة وعندما بلغت سن العاشرة وفيها كنت في الصف الخامس الابتدائي توفي والدي الذي برحيله تفاقم حجم معاناتنا .. ولم أجد أنا ووالدتي أي خيار سوى أن أتوقف عن الذهاب إلى المدرسة والبحث عن عمل وحالياٍ أعمل في المنازل وما أكسبه من هذا العمل لا يغطي حتى جزءاٍ بسيطاٍ من متطلبات الحياة. الطبقة الفقيرة ومن جانبه يقول إسماعيل أحمد وهو أب لولدين وبنت : يا أخي إذا نظرت بأم عينيك لواقع الحياة اليوم فستجد أن الفقر كان لنا الخصم والحكم يعني أنه ليس لنا خصومة مع أحد غير الفقر كما أن الفقر هو الحكم بيننا وبين من يعترضون على قيامي بتشجيع ولدي خالد وأحمد على مساعدتي في توفير المتطلبات الضرورية لهما ولأختهما الصغيرة ووالدتهما ولي أيضاٍ بحجة أنهما مازالا صغيران وصحيح أني لا أجيد القراءة والكتابة ولكني أجيد كسب لقمة العيش بالحلال. واستطرد : إن ابني خالد الذي يبلغ من العمر 12 عاماٍ وأخيه أحمد الذي يصغره بعامين يساعداني على كسب الرزق حيث يعملان في مجال الزراعة عند أصحاب المزارع الكبيرة خارج مدينة حجة وخاصة أني لا أملك سوى قدم واحدة.. حيث فقدت قدمي اليمني في حادثة صدام وقعت بين دراجة نارية كنت راكباٍ فوقها وسيارة هيلوكس بداية الشارع المؤدي إلى السوق المركزي بحجة قبل حوالي ثمانى سنوات وتسببت الصدمة القوية بسقوطي على الأرض (الشارع) وفجأة دهست قدمي سيارة أخرى مما أدى إلى تلفها وبترها. وأضاف : خلينا نتكلم بصراحة أين هي الحكومة وماذا قدمت لنا فستجد أنها لم تقدم شيئاٍ وباختصار شديد الحكومة لا تعير الطبقة الفقيرة أي اهتمام. قنبلة موقوتة أما الدكتور محمد محمد الطشي – أستاذ مساعد الطب النفسي بكلية الطب بجامعة صنعاء – فيقول : إن خروج الأطفال للعمل في سن مبكرة في ظروف بيئية غير صحية تؤثر عليهم بشكل مباشر كما قد يتعرض الطفل لمخاطر عديدة أثناء عمله فهناك الأطفال العاملون في مصانع كيماوية أو ورش السيارات بالإضافة إلى خطر التعامل مع الآلات الميكانيكية والكهربائية وغيرها من الأعمال التي تؤثر على صحة ونمو الطفل . ويضيف: الغالبية من الأطفال العاملين يعانون من القلق والاكتئاب والخوف نتيجة الإحساس بالقسوة والاستغلال وعدم السماح لهم بممارسة أي نشاط ترفيهي كما أن الحرمان من التعليم يلعب دوراٍ كبيراٍ في تعميق إحساسهم بالقهر الاجتماعي وانعدام العدالة الاجتماعية بينهم وبين من يماثلونهم في العمر مما يدفعهم إلى الانحراف والجنوح . واختتم : أتمنى من الجهات المعنية التدخل السريع للحد من هذه الظاهرة التي باتت اليوم تشكل خطراٍ محدقاٍ على مجتمعنا فهي قنبلة موقوتة ولابد من إبطالها قبل أن تتسبب في ارتفاع نسبة الجريمة ونسبة الجهل والأمية في بلادنا بصورة كبيرة جداٍ . رجال قبل الأوان وفي ذات السياق تحدث الأخ هيثم شايف الجبري – مدير عام الشئون الاجتماعية والعمل بمحافظة حجة – قائلاٍ : أصبحت ظاهرة عمالة الأطفال في بلادنا بشكل عام وبمحافظة حجة بشكل خاص في تزايد مستمر والتي تقف وراءها عدة أسباب أهمها الفقر الذي جعل الكثير من الأسر تخرج أولادهم من المدارس للبحث عن عمل الأمر الذي جعل أولادنا رجالاٍ قبل الأوان. وأردف: الحد من هذه الظاهرة لن يكون إلا من خلال تضافر الجهود ووضع الحلول العاجلة ولكن المجلس المحلي بالمحافظة يولي جل اهتمامه بالمشاريع والبرامج التي تنفذ في المحافظة من بناء مدارس ومراكز صحية وكل ما أقر في البرنامج الاستثماري للمحافظة الذي اعتمدت له الموازنة محددة ولا يوجد في هذا البرنامج الاستثماري أي دعم للمجال الاجتماعي من قبل السلطة المحلية إلا ما تحصل عليه من قبل المنظمات الدولية من خلال العلاقات التي نبنيها عبر وزارة الشئون الاجتماعية والعمل. واستطرد: بالرغم من شحة إمكاناتنا في المكتب إلا أننا نبذل جهوداٍ حثيثة ومستمرة للحد من عمالة الأطفال لدى بعض المنشآت الخاصة في مركز المحافظة والمزارع والمديريات والتواصل مع أرباب العمل وموافاتهم بالإرشادات التوعوية بمخاطر تلك الأعمال التي تؤثر على صحة الأطفال ومستقبلهم وضرورة إعادتهم إلى مدارسهم بالإضافة إلى أننا نقوم بالتفتيش من خلال النزول الميداني الذي يتم فيه ضبط أي مخالفة توظيف تحت سن الـ14 عاماٍ وما دون ذلك فيتم تحديد الشروط التي يعمل فيها الطفل في هذه المرحلة. بناء وتهيئة ومن جانبه يقول وكيل أول محافظة حجة فهد مفتاح دهشوش: المجلس المحلي بالمحافظة لم يتنصل عن القيام بواجبه في الحد من ظاهرة عمالة الأطفال بالمحافظة ولكن ذلك يتطلب إمكانات وقدرات أكبر من صلاحيات وإمكانات المجلس المحلي المتاحة وعلى الجهات الأخرى المعنية بهذا الأمر العمل الجاد والسريع وبالتعاون مع المجلس المحلي للحد من هذه الظاهرة. وأضاف : إن دورنا كمجلس محلي يكمن في بناء المدارس وتهيئة الرعاية الصحية المناسبة للأطفال وغيرهم من شرائح المجتمع المحلي وفيما يتعلق بظاهرة عمالة الأطفال فإن الجهات المعنية المركزية هي التي تحدد أضرار هذه المشكلة وتوضع لها الحلول ونحن كمجلس محلي سوف نقوم بواجبنا الذي يسند من قبل تلك الجهات وبالنسبة لي لم يصلني أي شيء يختص بعمالة الأطفال وماهو المطلوب مني كمجلس محلي.