الرئيسية - محليات - مستشفيات إب تواجه أزمة تنفس
مستشفيات إب تواجه أزمة تنفس
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إب/ محمد الرعوي –

قد لا يستشعر العديد من الأصحاء نعم الله عليهم إلا حينما تصيبهم إحدى نوائب أو مصائب الدهر فأغلب المرضى قد يصابون بحالات مرضية قد تعيقهم حتى عن استنشاق نسمة من الهواء الطبيعي ما يجعلهم بحاجة ماسة إلى تدخل الطب الحديث لإمدادهم بالتنفس الصناعي بمادة الأكسجين التي تمثل لهم الركيزة الأساسية لاستمرار بقائهم أحياء ورغم الأهمية التي تمثلها مادة الأكسجين في المستشفيات خصوصاٍ للحالات المصابة بالحوادث التي تصل إليها أو الخاضعين للعمليات وأقسام الرقود والمراقبة فيها وغيرها من الحالات التي تعاني من أزمة التنفس أو حالات الربو وأمراض الجهاز التنفسي إلا أن العديد من المستشفيات في محافظة إب تشكو شحة توفر مادة الأكسجين لديها بسبب عدم إمدادها بها من قبل الشركة الموزعة لهذه المادة حسب العقد المبرم معها من وزارة الصحة العامة والسكان ما يتسبب بالعديد من المشكلات ويضعها أمام واقع صعب يدفعها للبحث عن هذه المادة وشرائها على نفقة تلك المستشفيات.. ولتسليط الضوء أكثر على حول هذه المشكلة وما يترتب عليها من معاناة للمرضى والمستشفيات التقت (الثورة) عدداٍ من المختصين بالمحافظة وخرجت بالحصيلة التالية:

الدكتور /محمد يحيى المجاهد رئيس هيئة مستشفى الثورة بالمحافظة تطرق إلى أزمة مادة الأكسجين التي تعاني منها المستشفيات بالقول: إن مشكلة النقص الحاد لمادة الأكسجين من المشاكل التي أرقتنا منذ فترة طويلة ولكن زيادة حدة هذه المشكلة زادت بانعدام هذه المادة بصورة أكبر قبل نحو ثلاث سنوات ..

مزاجية التوزيع وأضاف: تتم عملية توزيع مادة الأكسجين لمستشفيات المحافظة من قبل شركة (انتر غاز يمن )بحسب العقد المبرم بينها وبين وزارة الصحة لكن للأسف الشركة لم تلتزم بما هو مطلوب منها حيث تقوم بتوزيع مادة الأكسجين للمستشفيات في المحافظة وفي مستشفى ناصر على وجه التحديد يتم بصورة مزاجية وغير منتظمة وهذه مشكلة كبيرة تضع المستشفى في موقف لا يحسد عليه تجاه الطلب المتزايد لمادة الأكسجين في علاج الحالات الوافدة إليه وفي ضل كل ذلك التهاون والتقصير من الشركة إلا أن الوزارة تقابل ذلك بالإيفاء وسداد مستحقات الشركة من قيمة مادة الأكسجين لذا فنحن نستغرب لأسباب تهاون الشركة وعدم التزامها بإمداد المستشفيات بمادة وأسطوانات الأكسجين التي تلبي احتياجاتها. وأردف المجاهد: بالرغم من الأهمية البالغة لمادة الأكسجين في المستشفيات خاصة في العمليات والحوادث ومرضى العناية المركزة حيث كنا نستهلك اسبوعياٍ في مستشفى ناصر حين كنت اشغل منصب مدير عام المستشفى ما لا يقل عن (25) إلى 30 أسطوانة أكسجين إلا أن موزع الشركة لم يزودنا بأسطوانة واحدة لأكثر من عام دون أن نعرف الأسباب رغم تواصلنا معهم وربما تعاني مستشفيات أخرى من نفس المشكلة وبالتالي فإن هذا الانقطاع يكلف العديد من المستشفيات أعباء ونفقات كبيرة لأنها تضطر إلى شراء الأكسجين على حسابها حيث تصل تكلفة الأسطوانة الواحدة إلى (5000-3000) آلاف ريال . تواصل غير مجدُ واختتم بالقول : تجاه هذا العبث والتهاون من الشركة فقد تواصلنا مع الشركة ومع مكتب الصحة ولأكثر من مرة وبصورة رسمية وتم عرض هذه المشكلة عليهم وتبعاتها علينا وعلى المرضى لكن دون جدوى وعبر صحيفتكم الغراء نطالب من الجهات المعنية ممثلة بوزارة الصحة سرعة التدخل ووضع الحلول المناسبة والعاجلة للحد من حجم هذه الكارثة .

احتياجات أما الدكتور / نعمان ناجي العودي مدير عام مستشفى الأمومة والطفولة بالمحافظة فقال من جانبه : بالتأكيد أن احتياجنا في مستشفى الأمومة لمادة الأكسجين قد يكون أكبر من احتياج بعض المستشفيات الأخرى لهذه المادة نظراٍ لوجود أقسام الحاضنات والنساء والولادة والأطفال كل ذلك يحتاج إلى الأكسجين خصوصاٍ عند الحالات التي تخضع للرقود أو المراقبة في المستشفى بصورة أكثر من غيرهم بالإضافة إلى أننا نعمل في قسم العناية المركزة والعمليات على مدى 24 ساعة وهذا يظهر حاجتنا الفائقة والماسة إلى مادة الأكسجين وبصورة كافية ومنتظمة . ويضيف: تواجه المستشفى مشكلة كبيرة وهي عدم الانتظام في توزيع مادة الأكسجين وتوفيرها بل نلاحظ أن توزيع هذه المادة تتم بطريقة عشوائية وعدم الالتزام وفق برنامج يحدد الحاجة إليها الأمر الذي يجعلنا نضطر إلى شراء مادة الأكسجين من خارج الشركة وعلى حساب نفقة المستشفىلذا نطالب وبصورة مستمرة تزويدنا بالكميات الكافية وبصورة أكثر من ذي قبل. واستطرد: نواجه في كثير من الأحيان نقص مادة الأكسجين وأحياناٍ تأخرها وأحياناٍ عدم توفيرها بصورة منتظمة وهذا يؤثر سلباٍ على سير عمل المستشفى ويجعلنا أمام مشكلة لا بد من علاجها نحن لا ننكر وصول مادة الأكسجين وتزويدنا بها من الشركة الممولة إلا أن ذلك غير منتظم. إرباك كبير ونوه العودي بالقول: يوجد لدى المستشفى 50 أسطوانة أكسجين ولكن الكمية التي يتم تزويدنا بها من قبل الشركة لا تتجاوز من (20 إلى 30) أسطوانة بشكل أسبوعي وهذا غير كافُ خاصة أننا نمتلك شبكة مركزية في المستشفى لتوزيع الأكسجين من المحطة الرئيسية إلى كل الغرف والأقسام الأمر الذي يجعلنا نضطر إلى إغلاق بعض خطوط توزيع الأكسجين في الشبكة المركزية بسبب نقص مادة الأكسجين وهذا يسبب لنا إرباكاٍ كبيراٍ في عملنا . واختتم :سبق وأن طالبنا من الجهات المعنية بتزويدنا بمولدات داخل المستشفى لإنتاج الأكسجين خاصة وأنه يوجد لدينا شبكة مركزية جاهزة ونحتاج إلى مولداتالأمر الذي سيسهم في حل المشكلة وبصورة جذرية وسيوفر علينا وعلى الوزارة الأعباء والكلفة الا أن تلك الجهات لم تتجاوب معنا. عناء متواصل وفي ذات السياق تحدث الدكتور / جمال باشا مدير مستشفى العدين قائلاٍ : يعاني مستشفى العدين من عدم تزويده بمادة الأكسجين من الشركة مباشرة كما هو النظام المعمول به مع عدد من المستشفيات حسب العقد وفي وقتنا الراهن الكمية التي يتم تزويد المستشفى بها تدرج ضمن حصة هيئة مستشفى الثورة بإب بالرغم أنه سبق وأن طالبنا مراراٍ أن يتم تزويدنا بكميات الأكسجين إلى المستشفى مباشرة كما كان في السابق. وأردف : مع كل ذلك العناء الذي نواجهه فإن الكمية التي تسلم لنا من الأكسجين ضمن حصة هيئة مستشفى الثورة لا تكفينا ولا تلبي احتياجاتنا خاصة وأننا نحتاج إلى ما يقارب 20 أسطوانة أكسجين بشكل أسبوعي في الوقت الذي يتم فيه تزويدنا (12-10) اسطوانة أسبوعياٍ وأحياناٍ تعطى لنا تلك الكميات في الأسبوعين وهذا الحال يضطرنا إلى شراء الأكسجين من الخارج وهذا يكلفنا أعباء ومتاعب كبيرةومن الصعوبات التي نواجهها شراء الأكسجين الخاص بالمستشفيات هو عدم توفر هذه المادة إلا في محل واحد بالمحافظة بالإضافة إلى أننا نسلم اسطوانات الأكسجين بحالة جيدة ويتم تسليمنا اسطوانات قديمة ومتهالكة في بعض الأحيان بالإضافة إلى اختلاف أنواع الأسطوانات التي قد يصعب علينا أحيناٍ استخدامها . وأضاف : على وزارة الصحة ومكتبها بالمحافظة سرعة اتخاذ الإجراءات والحلول المناسبة للحد من حجم هذه الكارثة التي باتت الهم الشاغل الذي يؤرقنا وتسبب لنا العديد من المشكلات خاصة مع أهالي المرضى بالإضافة إلى شحة الاعتمادات المالية وقلة الدخل الذي لا يؤهلنا أو يساعدنا لشراء كافة الاحتياجات والمستلزمات.

دور إشرافي وعن ذات المشكلة يقول مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة الدكتور/عبد الملك الصنعاني : لا شك أن مشكلة النقص في مادة الأكسجين التي تواجه عدداٍ من المستشفيات بالمحافظة مشكلة شائكة ونحن لم نقف مكتوفي الأيدي تجاهها بل وقفنا عليها بجدية تامة لمحاولة حلها واتخاذ اللازم تجاه كل الشكاوى والمذكرات التي وصلتنا من المستشفيات حيث قمنا بالرفع والتواصل مع قيادة الوزارة لاطلاعها بالنقص الحاد لمادة الأكسجين في عدد من مستشفيات المحافظة جراء عدم تزويدها بتلك المادة الضرورية من قبل الشركة الممولة وطالبنا الوزارة بضرورة وضع الحلول المناسبة لحل هذه المشكلة ورغم أن دورنا إشرافي إلا أننا نبذل كل الجهود للتعامل الجاد مع أي مشكلة تواجه المستشفيات خاصة والجانب الصحي بشكل عام . ويضيف: لم يعد توقيع العقد بين وزارة الصحة والشركة الممولة كافياٍ وملزماٍ لحل المشكلة لهذا يتطلب إسناد إبرام العقد وإلزام الشركة بتوفير مادة الأكسجين إلى اللجنة العليا للمناقصات كما يتطلب حل هذه المشكلة عقد اجتماع مكتب الصحة ومدراء المستشفيات ومناقشة الموضوع بجدية والخروج برؤية واضحة وتشكيل لجنة للسفر إلى العاصمة صنعاء ومقابلة لنا وزير الصحة والسكان وطرح المشكلة ومناقشتها معه لنتمكن من دعم الوزارة بالضغط على الشركة للإيفاء بواجبها المنصوص عليه بالعقد لتوفير مادة الأكسجين التي تمثل عصب العملية الطبية ولا غنى عنها ويمكن لنا من خلال الاجتماع الاتصال المباشر بوزير الصحة واطلاعه بصورة مباشرة على هذه المشكلة ومناقشتها معه لوضع الحلول المناسبة تجاهها .