الرئيسية - محليات - وزير الأوقاف: التطرف والعنف نتاج لغياب ثقافة السلام والفتاوى المضللة
وزير الأوقاف: التطرف والعنف نتاج لغياب ثقافة السلام والفتاوى المضللة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

اختتمت في العاصمة الإماراتية أبو ظبى فعاليات المنتدى العالمي: «تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» والذي استمر لمدة يومين بمشاركة وفد اليمن برئاسة وزير الأوقاف حمود عباد و 250 عالما ومفكرا وباحثا إسلاميا من مختلف الدول. وبحث المنتدى على مدى يومين سبل تعزيز السلم بالمجتمعات المسلمة والقضايا الإنسانية التي تسببت بها الصراعات الفكرية والطائفية في المجتمعات المسلمة في ظل التحديات الكبيرة التي تعانى منها الأمة الإسلامية في سياقها الزمنى الراهن وكذا سبل تكثيف الجهود والعمل بشكل منهجي ومدروس من قبل العقلاء أولي الأيدي والأبصار من أهلها لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الفكر التكفيري والنزاعات الداخلية في الدول العربية والإسلامية. وقد شارك رئيس وفد اليمن – وزير الأوقاف والإرشاد بمداخلاته في جلسات أعمال المنتدى التي تناولت الإشكالية الكبرى التي يعيشها العالم الإسلامي اليوم جراء نمو ظاهرة التطرف والتكفير والتي أرجع السبب الأساسي فيها إلى غياب ثقافة السلام وبروز فكر العنف حيث تضع تلك الجماعات التكفيرية نفسها في مقام التشريع الإلهي مؤكداٍ على أهمية دور العلماء في مواجهة هذه الإشكالية من خلال إيجاد الموائمات الحقيقية بين السلام والكلام. وشدد الوزير عباد على ضرورة خروج المؤتمر بتوصيات تكون في متناول الشباب بحيث يستنبطون منها أحكاما تسير مجرى حياتهم و تنير لهم طريق الصواب وتحول دون وقوعهم فرائس للأفكار والفتاوى المضللة والمفاهيم المغلوطة التي يستخدمها أصحاب الفكر التكفيري في غير سياقها مستغلين جهل الكثير من أولئك الشباب بتعاليم الدين الإسلامي الصحيحة. وفيما يتعلق بمفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أشار وزير الأوقاف والإرشاد إلى أهمية التركيز في مقام الحديث على ترسيخ مفهوم السلام مستشهداٍ بالكثير من الآيات التي تقدم ذكر الخيرات قبل أعمال المنكرات الأمر الذي يدل على أن الأصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو إبراز فعل المعروف من (تأمين الخائفين إطعام الجائعين وكل عمل فيه نهضة للمجتمع ) مؤكدا على أهمية التركيز على ثقافة السلام وضرورة تعزيز وتكريس تلك الثقافة في نفوس أبناء المجتمع الإسلامي. وفي ختام المنتدى صدر بيان ختامي تضمن عدداٍ من النتائج استنبطت غالبيتها من الأفكار والمقترحات وأوراق العمل والبحوث التي تم إعدادها والتطرق إليها والتباحث بشأنها خلال جلسات أعمال المنتدى. كما تضمن البيان عدداٍ من التوصيات لإنشاء آليات أهمها الشروع في تأسيس مجلس إسلامي لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة يضم ثلة من ذوي الحكمة من علماء المسلمين وخبرائهم ووجهائهم ليسهموا في إطفاء حرائق الأمة قولا وفعلا. وقد اْقترح تسمية ذلك المجلس بـ” مجلس حكماء المسلمين ” وأن تعد لوائحه التنظيمية خلال شهر رمضان المقبل وكذا أن يعقد منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة سنوياٍ و تحتضنه عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة ابوظبي بجانب عقد لقاءات وندوات في البيئات الإسلامية الأحوج إلى استيعاب نتائج هذا المنتدى وتخصيص جائزة سنوية لأفضل الدراسات العلمية في موضوع السلم وجائزة سنوية لأفضل مبادرة وإنجاز في مجال تحقيق السلم في المجتمعات المسلمة. وأوصى المشاركون في البيان الختامي بإصدار مجلة أكاديمية تعنى ببحوث السلم في المجتمعات المسلمة فضلا عن تأسيس جهاز إعلامي مسموع ومرئي ومكتوب يؤصل لمفاهيم السلم وقيمه في الأمة بالحكمة والموعظة الحسنة وتأسيس فرق من الشباب المسلم المتشبع بدينه المتشرب لثقافة السلم مهمتها القيام بزيارات لكل أنحاء العالم بما فيها مناطق التوتر المسلمة وغير المسلمة لمخاطبة الشباب برسالة السلم والتعايش مع تزويد هذه الفرق بوثائق واضحة ودقيقة حتى لا تنقل رسائل مغلوطة. حضر أعمال المنتدى نائب سفير اليمن بأبوظبي إسماعيل محمد المعبري والمسؤولة عن الملف السياسي والعلاقات الثنائية في السفارة أماني علي اللوذعي. من جهة ثانية التقى وزير الأوقاف حمود عباد في ابوظبي على هامش مشاركته في أعمال المنتدى العالمي: «تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» بوزير خارجية دولة الإمارات سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. جرى خلال اللقاء مناقشة القضايا المعروضة على المنتدى والسبل الكفيلة بالخروج بتوصيات تؤطر لآليات تمثل خارطة طريق يسترشد بها في مواجهة التحديات التي تعاني منها المجتمعات المسلمة و المتمثلة في خطر التعصب والتشدد الديني وتحصين أبناء الامة ضد الايديولوجيات المتطرفة المخالفة لمبادئ ديننا الإسلامي الحنيف القائم على روح العدالة وثقافة التسامح ونبذ العنف والاقتتال والتطرف الديني الذي ينتج عنه إشعال الصراع الطائفي وتصاعد حدة الإرهاب والتحريض المتصاعد على العنف وزعزعة السلم والاستقرار في العالم الإسلامي. وتناول البحث السبل الكفيلة بالخروج من هذا المنتدى العالمي بنتائج وحلول عملية من شأنها أن تطفئ نار الفتنة المشتعلة والتي زاد من سعيرها الفتاوى المظللة الصادرة عن بعض الفئات المضللة ممن يستنبطون الأحكام من ظاهر الأدلة دون الغوص في أعماقها ودلالاتها والأسس التي بنيت عليها واستغلالهم لجهل من يتبعونهم بتعاليم الدين الإسلامي الصحيحة لتحقيق مكاسب يغلب عليها الطابع السياسي. كما التقى وزير الأوقاف برئيس هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور حمدان المزوعي و مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالإمارات الدكتور محمد مطر سالم الكعبي. جرى خلال اللقاء بحث أوجه التعاون المشترك بين وزارة الأوقاف والإرشاد والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة في عدد من المجالات منها الأوقاف والإرشاد وحفظ ورعاية المخطوطات القرآنية الوقفية والعمل على إبراز عظمة الإسلام في الحضارة والعلوم والإسهام في تعزيز قضايا السلم في مجتمعاتنا المسلمة.