الرئيسية - محليات - 15 ألف جامعيا بعدن ينتظرون الوظيفة
15 ألف جامعيا بعدن ينتظرون الوظيفة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

قضية البطالة قضية شائكة ومعقدة ولعلها من بين أهم القضايا التي حظيت بنقاش واسع في مؤتمر الحوار الوطني الكثير من المواطنين يرى أن من أهم الأسباب التي أدت إلى تفشي البطالة عائد إلى غياب الخطط والبرامج الاقتصادية وغياب المعايير العلمية لجدولة الوظيفة العامة فيما يرى آخرون أن المحسوبية والوساطة والاستقطاب السياسي للوظيفة العامة حرمت الكثير من المستحقين لها وتركتهم خارج حسابات الدولة الأمر الذي أوجد جيشاٍ من الشباب المؤهلين العاطلين عن العمل وهناك طرف ثالث يرى أن أحد أسباب تفشي البطالة هو غياب التواؤم بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.

مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي اختتم أعماله في 25 يناير الماضي فتح آفاقاٍ رحبة لدى الكثير من الشباب العاطلين عن العمل وأعاد الأمل إليهم من أن المرحلة القادمة ستشهد تطبيقاٍ لمخرجات الحوار الوطني بما في ذلك حل مشكلة البطالة من خلال وضع التدابير والقوانين الكفيلة بتجاوز المشكلات والأسباب التي أدت إلى تفشي هذه المشكلة. “الثورة” التقت عدداٍ من الشباب العاطلين عن العمل في محافظة عدن والذين تحدثوا حول هذا الموضوع والأمل يحدوهم بقرب معالجة أوضاعهم وقد كانت البداية مع الشاب عواد الشعبي الذي تحدث قائلاٍ: تخرجت من كلية التجارة بجامعة صنعاء عام 2006م ومنذ ذلك التاريخ وأنا أتابع الوظيفة وقيدت في الخدمة المدنية وكل عام أجدد القيد ولكن دون جدوى كثير من زملائي تم توظيفهم كما تم توظيف الكثير ممن تخرجوا بعدي ولأنه لا يوجد معي وساطة حرمت من حقي في الحصول على وظيفة أعيل بها أسرتي ومع هذا مازلت آمل أن يتغير الوضع وأن توجد المعالجات الحقيقية التي من شأنها أن تضع حداٍ لهذه المشكلة المتفاقمة التي بدأت نتائجها السلبية تطفو على السطح لتمثل تهديداٍ لأمن واستقرار المجتمع وتماسكه فكثير من الظواهر السلبية تعود بالأساس إلى الفراغ الذي يعيشه الشباب بسبب عدم حصولهم على فرص عمل لذلك نتمنى أن نرى مخرجات الحوار تطبق على الواقع وتلامس مشكلات المجتمع وفي المقدمة مشكلة البطالة. تحقيق الطموح ويقول الشاب عمر خالد ناصر من جانبه: أنا خريج ثانوية عامة التحقت بكلية الحقوق بجامعة عدن ولم أكمل السنة الأولى بسبب ظروف أسرية قاهرة إلى جانب معرفتي بمئات الشباب من خريجي الجامعات الذي انقضى على تخرج بعضهم أكثر من عشر سنوات وهم في انتظار دورهم في التوظيف لذلك انقطعت عن الدراسة وذهبت أعمل سواق تاكسي لأن طموح التعليم انتهى فكان لابد أن أطمح في مجال عملي فبعد مرور عدة سنوات أصبح لدي محل بنشر صغير وبدأت أطمح أكثر والآن إلى جانب عملي في البنشر أصبحت وسيطاٍ بين ملاك التاكسي الأجرة والسائقين وتقريباٍ أشرف على 50 سيارة تاكسي أجرة ويعمل فيها 50 سائقاٍ معظمهم من خريجي الجامعات والثانوية العامة والمعاهد وكل ما نرجوه من الدولة هو أن تشجع مثل هذه المشاريع التي تسهم في التخفيف من حدة البطالة وذلك من خلال تقديم القروض الميسرة. ويضيف عمر: أنصح الشباب أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي في انتظار وظيفة الدولة حتى لا يذهب شبابهم وهم في مراجعة مكتب الخدمة المدنية وإن كانت الوظيفة العامة ضرورية لضمان مستقبل آمن وعيش كريم لهم ولأسرهم خاصة في حالة العجز أو الإعاقة أو الوفاة لا سمح الله وهو تخوف مشروع في ظل عدم وجود القوانين التي تلزم أرباب العمل في القطاع الخاص بتقديم الضمانات الضرورية للعاملين في هذا القطاع وإن وجدت القوانين فلا تجد من يطبقها مع أن ذلك لا ينبغي أن يكون مبرراٍ لقضاء العمر في البحث عن وظيفة الدولة وإن كان ذلك حقاٍ مشروعاٍ. بدائل أخرى أما الشاب عبدالرحمن حسن أحمد – خريج كلية التربية عدن – تخصص لغة إنجليزية فقال: تخرجت حديثاٍ من كلية التربية وأعمل حالياٍ سواق تاكسي إلى أن تأتي الوظيفة وليس لدي خيار آخر أعيل به أسرتي فالانتظار للوظيفة قد يأخذ سنوات من البحث عن بدائل توفر لي ولأسرتي لقمة عيش كريمة وذلك لا يعني إعفاء الدولة من مسئوليتها في توفير فرص عمل للشباب وخاصة ذوي المؤهلات العلمية وهذا لن يتحقق إلا إذا تم القضاء على الوساطة والمحسوبية والرشوة فلا يخفى على أحد أن الوظيفة أصبحت تباع بمبالغ خيالية لذلك نحن في انتظار أن تترجم مخرجات الحوار الوطني على الواقع حتى يشعر المواطن أن هناك جدية وجهوداٍ تبذل في سبيل الحد من البطالة المتفشية في صفوف الشباب. الإناث أكثر من الذكور بعد أن استمعنا لأحاديث عواد وعمر وعبدالرحمن توجهنا إلى مكتب الخدمة المدنية بمحافظة عدن لمعرفة حقيقة الأرقام المسجلة لديه من طالبي الوظيفة العامة من خريجي الجامعات والمعاهد الفنية والمهنية باعتباره الجهة الوحيدة التي يحق لها تسجيل أسماء طالبي الوظيفة من الخريجين والخريجات .. فالتقينا بأحد المسئولين في المكتب (فضل عدم ذكر اسمه) والذي أكد أن عدد طالبي الوظيفة العامة في سجلات مكتب وزارة الخدمة المدنية في محافظة عدن بلغ (15040) طلباٍ منها (7805) من الإناث و(7235) من الذكور ويلاحظ أن طالبي الوظيفة من خريجي الجامعات والمعاهد التخصصية المهنية والفنية من الإناث أكثر من الذكور وهذه الأرقام لا تعني حقيقة وحجم البطالة في المحافظة حيث إن هناك أعداداٍ كبيرة من الشباب الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالجامعات والمعاهد لأسباب مختلفة وأهمها الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.