الرئيسية - محليات - مواطنون: خزاناتنا تشكو العطش, وسعر وايت المياه يصل إلى خمسة آلاف ريال
مواطنون: خزاناتنا تشكو العطش, وسعر وايت المياه يصل إلى خمسة آلاف ريال
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مؤسسة المياه: الحلول ليست كلها بأيدينا والكهرباء تحد من توزيع المياه

قد يتحمل الإنسان غياب خدمات حياتية أو شحة أخرى لكن انقطاع خدمة المياه أو شحة وصولها إلى المنازل يمثل معاناة قاسية والتعايش معها من الصعوبة بمكان. الشكوى مستمرة من قبل أهالي مدينة المحويت عاصمة المحافظة من انخفاض إمدادات المياه الصالحة للشرب والاستخدام المنزلي من المشروع الحكومي الوحيد في المدينة والذي تديره المؤسسة المحلية للمياه والتي هي الأخرى تشكو كما يشكو المواطنون .

المحويت/ إبراهيم الوادعي

تنقطع إمدادات المياه عن بعض الحارات بمدينة المحويت لشهر وربما شهر ونصف ويبدو التذمر واضحاٍ على السكان الذين لم يعودوا يخفون تبرمهم من استمرار الوضع القائم منذ سنوات, فبحسب عبدالرحمن شرف حارة المشهد الأعلى حيث يقيم في مدينة المحويت لا تحصل على المياه من المشروع الحكومي إلا في رأس الشهر وفي أحيان أخرى كل شهر ونصف ,وهذه الحال كما يقول: مستمرة منذ عدة سنوات ورغم الشكاوى العديدة إلا أن شكاواهم لم تجد طريقها إلى الحل. حالة طوارئ ومن جانبه عبدالرحمن الرضي من حارة المصنعة الواقعة في قمة جبل المصنعة بوسط مدينة المحويت يؤكد أن فترة الانقطاع في إمدادات المياه إلى حارتهم تصل إلى ثلاثة أسابيع وتبلغ الشهر أحيانا, ويقول: حين تصل المياه من المشروع الحكومي يتحول الأمر في كل البيوت إلى أشبه بحالة طوارىء وكل يملأ ما لديه من أوعية وقنان حتى أواني المطبخ لأن الجميع يدرك أن أمامه مدة انتظار طويلة حتى يصل الدور إليه في جدول توزيع المياه حسبما يقول . ويضيف: المعاناة في حارة المصنعة قاسية جداٍ وتختلف عن مثيلاتها في بقية أجزاء المدينة كون حارة المصنعة تتربع على قمة جبل المصنعة التاريخي ولا تستطيع وايتات المياه الخاصة الوصول إليها, كون الطريق غير ملائمة وتعجز وايتات المياه عن إكمال الطريق إلى رأس الجبل , ولذا فمعاناة سكانها تتعاظم ويلجأون إلى جلب المياه عبر القناني عبوة 20 لتراٍ وما شابه , بما يعنيه ذلك من ضآلة الكمية المستجلبة والكلفة العالية نتيجة المسافة صعودا بين عيون المياه القريبة في أطراف مدينة المحويت أو عين المياه الواقعة أسفل الجبل ضمن أوقاف جامع ماسية الرئيسي في مدينة المحويت. تنامي الخزانات الأرضية المعاناة نتيجة شحة إمدادات المياه دفعت بالكثير من السكان إلى الإقبال على إنشاء الخزانات الأرضية في منازلهم والاستفادة أيضا من مياه الأمطار رغم كلفة هذه الخزانات العالية, ويوضح عبده ردمان- مقاول- أنه نفذ العشرات من أعمال بناء الخزانات الأرضية وبكلفة تبلغ في المتوسط 500 ألف ريال في الوقت الحالي ويتسع لـ27 وحدة مائية, ويقبل عليها الكثير من السكان في المدينة ويفضلونها كحل لأزمة المياه المستمرة وفترات الانقطاع الطويلة. ويضيف: نفذنا مشروعات الخزانات الأرضية حتى في منازل شعبية اضطر السكان فيها إلى إجراء تعديلات معينة تسمح بحفر خزان أرضي فيها , وذلك عائد بالفعل إلى شحة إمدادات المياه ومحاولة تخزين أكبر قدر من المياه لمواجهة فترات الانقطاع الكبيرة. إبراهيم عبد المؤمن يوضح أنه لجأ إلى حفر خزان أرضي لنفاد صبره بعد أن طالت فترة المعاناة بسبب شحة إمدادات المياه وارتفاع أسعار وحدة المياه المجلوبة عبر الوايتات . بينما لايزال خالد الرضي يضطر لشراء وايتات المياه كل شهر لتغطية حاجته من المياه بسبب السعة المحدودة لخزانه والذي لا يفي بحاجته للمياه طوال الشهر , ما يجعله محتاجاٍ بشكل مستمر لوايتات المياه وتحمل كلفة إضافية حيث تبلغ كلفة الوايت –ثلاث وحدات (4500- 5000ريال). مشكلة مركبة من جانبهم يؤكد مسئولو المؤسسة المحلية للمياه بالمحافظة أنهم يعون بشكل جيد أزمة المياه القائمة في مدينة المحويت وأن استمرارها يشكل معاناة كبيرة للسكان لكن المؤسسة بدورها تعاني مشكلات عديدة ليس بيدها وحدها حلها وتحتاج لتكاتف حكومي كون حلها يفوق قدرتها. ويحدد مجاهد شراح- المسئول على توزيع المياه للمدينة- أبرز المشكلات بالنسبة لمشروع مياه مدينة المحويت بالتالي: تمديد شبكة المياه وتوسعها في ضواحي وداخل المدينة بسبب التنامي السكاني الكبير وهو ما خلق ضغطا كبيراٍ على جداول التوزيع يضاف إلى ذلك أن مصدر المياه الذي يعتمد عليه مشروع مياه مدينة المحويت والذي يقع في منطقة سيل العيون القريبة نسبيا من المدينة وادُ غير قادرة على كفاية العدد المتنامي من المستهلكين بالإضافة إلى عوامل الجفاف التي شهدتها المحافظة خلال السنوات الأخيرة وشحة الأمطار ما يؤثر سلبا على إنتاجية العيون الطبيعية المزودة للمشروع بالمياه بحسب حديث شراح. ويضيف: إن أزمة شحة المياه من المصدر الطبيعي تتفاقم خلال فصل الشتاء بسبب انعدام الأمطار , كما أن الحلول عبر حفر آبار التي قامت بها المؤسسة خلال السنوات الماضية لم تعوض الفجوة الكبيرة القائمة بسبب عدم الإنتاجية الوفيرة للآبار المستكشفة. انقطاع الكهرباء ويشير شراح إلى مشكلة أساسية أخرى طرأت خلال السنوات القليلة الماضية وتكمن في عدم انتظام الطاقة الكهربائية الواصلة إلى المحافظة وهذه تشكل عائقا ليس دخيلا فقط على مشروع المياه , بل صار مشكلة أساسية, ويوضح بأن مضخات المشروع بحاجة إلى طاقة كهرباء لمدة ثلاثين ساعة دون انقطاع لملء خزان التوزيع الرئيسي لمشروع مدينة المحويت وهذا الأمر بحسب قدرة المضخات الحالية, مشيرا إلى أن اعتماد المؤسسة من مادة الديزل أقل من الحد الأدنى المطلوب لمواجهة انقطاع الكهرباء والذي يمتد أحيانا لأيام عدة. ومن جانبه يقول عبدالرزاق الجمالي موزع مياه بالمشروع إن الكهرباء تشكل ضغطا حقيقيا على جدول توزيع المياه للمواطنين, مؤكداٍ أن القائمين على مضخات المشروع في أوقات سابقة اضطروا للمبيت بجوار مضخات المشروع وتشغيلها في أوقات متأخرة من الليل لكي يزودوا المواطنين بالمياه . ويضيف: الوضع بالنسبة للكهرباء سيئ جداٍ فمجموع الساعات الكهربائية الواصلة إلى مركز المحافظة لا تتعدى أربع إلى ست ساعات منذ الصباح حتى حلول المساء, وما يتأتى لنا خلال يوم نوزعه بشكل كامل في اليوم التالي وبالكاد نحتفظ باحتياطي في الخزان الرئيسي للمشروع . بحسب بيانات مشروع مياه مدينة المحويت فإن إجمالي المستهلكين قد تضاعف منذ إنشاء المشروع في الثمانينيات إلى أكثر من ثلاثة أضعاف كما أن المشروع الذي كان مخصصا للمدينة امتدت مواسيره إلى الضواحي البعيدة للمدينة وهو ما يستدعي تدخلا من قبل السلطة المحلية بالمحافظة والسلطة المركزية في العاصمة صنعاء عبر تطوير شبكة المشروع, إضافة إلى تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع مياه عيون سردود ومد شبكته إلى مدينة المحويت بحسب ما كان مخططاٍ للمشروع , إذ إن من شأن ذلك إنهاء مشكلة شحة المياه من المصدر بشكل كبير جداٍ بسبب وفرة المياه المتدفقه من عيون سردود والتي تقترب من سبعين ألف لتر في الدقيقة الواحدة حتى في ذروة فصل الشتاء. معاناة أخرى ارتفاع أسعار وايتات المياه بشكل كبير يفوق ضعف السعر القائم في العاصمة صنعاء وهذا يشكل بدوره معاناة أخرى للسكان الذين يغلب على معظمهم محدودية الدخل وقد تشكل فاتورة المياه هماٍ كبيراٍ بالنسبة لرب الأسرة فكيف الحال بأسعار وايتات المياه الباهضة الكلفة -4500 ريال للوايت سعة ثلاث وحدات- , ويرجع إبراهيم السنحاني –مالك وايت ماء- ارتفاع تكلفة الوايت إلى بعد المسافة التي يجري جلب المياه منها, وارتفاع سعر الديزل, ويقول بأنه يقوم بجلب المياه الصالحة للشرب من مشروعات خاصة في مديرية الرجم –تبعد 16 كيلومتراٍ عن مدينة المحويت- يفضلها المستهلكون لنقاوة وصفاء مياهها . تفاقم أزمة المياه يؤكد السكان ومعهم مسئولو المؤسسة المحلية للمياه أن أزمة المياه في مدينة المحويت مرشحة للاستمرار والتفاقم في ظل ارتفاع أعداد المستهلكين بفعل النمو السكاني والهجرة الداخلية , وعدم وضع حلول كبرى تضمن إدخال تطوير حقيقي للمشروع عبر تنمية مصدري المياه والطاقة الكهربائية كعنصرين أساسيين لا يمكن الفصل بينهما لكي يتم تغطية الاحتياجات المتنامية للمياه بمدينة المحويت.