وفد اليمن في مؤتمر المناخ يبحث مع نائب وزير الصحة الاذربيجاني تعزيز أوجه التعاون المستشار العسكري للمبعوث الأممي يطلع على نشاط مشروع مسام بمأرب اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا
الشروع في تأسيس ” مجلس حكماء المسلمين ” لتعزيز السلم والمساهمة الفعلية في إطفاء حرائق الأمة
تخصيص جائزتين سنويتين لأفضل الدراسات العلمية وأفضل مبادرة وإنجاز في مجال تحقيق السلم
تأسيس جهاز إعلامي يؤصل لمفاهيم السلم وقيمه في الأمة بالحكمة والموعظة الحسنة
■ الثورة/وليد المشيرعي/وكالات
أشاد وزير الأوقاف والإرشاد حمود عباد بمخرجات المنتدى العالمي لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي اختتم أعماله الأربعاء في العاصمة الإماراتية أبوظبي. وأشار الوزير عباد الذي ترأس وفد بلادنا إلى المنتدى أن التوصيات التي أقرها المشاركون تمثل إطاراٍ فكرياٍ ومنهجياٍ لآليات تنفيذية وخارطة طريق يسترشد بها في مواجهة التحديات التي تعاني منها المجتمعات المسلمة وفي مقدمتها مواجهة التعصب والتشدد الديني وتحصين أبناء الأمة ضد الأيديولوجيات المتطرفة المخالفة لروح ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف القائم على روح العدالة وثقافة التسامح.
وأضاف في تصريح للثورة أن هذه التوصيات جاءت موافقة لمحددات ومنطلقات الرؤية اليمنية المقدمة للمنتدى الذي عقد تحت رعاية الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية بدولة الإمارات وشارك فيه 250عالما ومفكرا وباحثا إسلاميا من مختلف الدول .. حيث تناولت رؤية بلادنا السبل الكفيلة بالخروج من هذا المنتدى العالمي بنتائج وحلول عملية من شأنها أن تطفئ نار الفتنة المشتعلة والتي زاد من سعيرها الفتاوى المضللة الصادرة عن بعض الفئات ممن يستنبطون الأحكام من ظاهر الأدلة دون الغوص في أعماقها ودلالاتها والأسس التي بنيت عليها واستغلالهم لجهل من يتبعونهم بتعاليم الدين الإسلامي الصحيحة لتحقيق مكاسب يغلب عليها الطابع السياسي. وأشار الوزير عباد إلى أن بلادنا توخت في رؤيتها تلك ضرورة خروج المنتدى بتوصيات تكون في متناول الشباب بحيث يستنبطون منها أحكاما تسير مجرى حياتهم و تنير لهم طريق الصواب وتحول دون وقوعهم فرائس للأفكار والفتاوى المضللة والمفاهيم المغلوطة التي يستخدمها أصحاب الفكر التكفيري في غير سياقها مستغلين جهل الكثير من أولئك الشباب بتعاليم الدين الإسلامي الصحيحة. وفيما يتعلق بمفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد أكدت الرؤية اليمنية أهمية التركيز في مقام الحديث على ترسيخ مفهوم السلام مستشهداٍ بالكثير من الآيات التي تقدم ذكر الخيرات قبل أعمال المنكرات الأمر الذي يدل على أن الأصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو إبراز فعل المعروف من (تأمين الخائفين إطعام الجائعين وكل عمل فيه نهضة للمجتمع ) مع تأكيدها على أهمية التركيز على ثقافة السلام وضرورة تعزيز وتكريس تلك الثقافة في نفوس أبناء المجتمع الإسلامي.
توصيات مهمة وكان المنتدى قد أصدر بياناٍ ختامياٍ تضمن عدداٍ من النتائج استنبطت غالبيتها من الأفكار والمقترحات وأوراق العمل والبحوث التي تم إعدادها والتطرق إليها والتباحث بشأنها خلال جلسات أعمال المنتدى. كما تضمن البيان عدداٍ من التوصيات لإنشاء آليات أهمها الشروع في تأسيس مجلس إسلامي لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة يضم ثلة من ذوي الحكمة من علماء المسلمين وخبرائهم ووجهائهم ليسهموا في إطفاء حرائق الأمة قولا وفعلا. وقد اْقترح تسمية ذلك المجلس بـ” مجلس حكماء المسلمين ” وأن تعد لوائحه التنظيمية خلال شهر رمضان المقبل وكذا أن يعقد منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة سنوياٍ و تحتضنه عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة ابوظبي بجانب عقد لقاءات وندوات في البيئات الإسلامية الأحوج إلى استيعاب نتائج هذا المنتدى وتخصيص جائزة سنوية لأفضل الدراسات العلمية في موضوع السلم وجائزة سنوية لأفضل مبادرة وإنجاز في مجال تحقيق السلم في المجتمعات المسلمة. وأوصى البيان الختامي بإصدار مجلة أكاديمية تعنى ببحوث السلم في المجتمعات المسلمة فضلا عن تأسيس جهاز إعلامي مسموع ومرئي ومكتوب يؤصل لمفاهيم السلم وقيمه في الأمة بالحكمة والموعظة الحسنة وتأسيس فرق من الشباب المسلم المتشبع بدينه المتشرب لثقافة السلم مهمتها القيام بزيارات لكل أنحاء العالم بما فيها مناطق التوتر المسلمة وغير المسلمة لمخاطبة الشباب برسالة السلم والتعايش مع تزويد هذه الفرق بوثائق واضحة ودقيقة حتى لا تنقل رسائل مغلوطة. كما أكد البيان على أهمية الحوار واحترام الآخر وإخماد الحرائق والضغائن والأحقاد المتأججة في جسد الأمة التي تهدد نسيجها الاجتماعي بالتفكك والخراب وتضعف كل عوامل المناعة الذاتية فيها في مواجهة التحديات والأطماع والمؤامرات. كما أكد أهمية دور علماء الدين وأهل الفكر في ترسيخ هذه القيم وتحجيم القيم المضادة ليكونوا جزءاٍ من الحل وليس جزءاٍ من المشكلة. وطالب البيان بعقد جلسات حوار بين جميع الأطراف واصفا تلك الفئة بالخوارج الذين خرجوا على الأمة وأنهم لا يسيرون على المنهج السلمي الذي ارتضته جموع الشعب مؤكدا ضرورة تعريف جميع دول العالم بالتجاوزات التي ارتكبتها هذه الفئة فضلا عن محاصرتها محليا وخارجيا.
6 أوراق علمية وشهدت المنتدى عقد جلستين علميتين ناقش المشاركون خلالهما 6 أوراق علمية تناولت موضوعات تدبير الاختلاف وثقافة الحوار وآليات التعاطي مع المواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان. وجمع المنتدى كبار العلماء والمفكرين في العالم في جبهة موحدة لمواجهة الأيديولوجيات المتطرفة التي تخالف القيم الإسلامية ومبادئ الإسلام السمحة من خلال الدراسات الإسلامية السليمة المبنية على مبادئ صحيحة متعارف عليها لإيضاح حقائق مهمة بأن الأيديولوجيات المتطرفة أشعلت الصراع الطائفي وتسببت في تصاعد الإرهاب والتحريض المتزايد على العنف والاقتتال كما تسببت في استقطاب العالم الإسلامي وزعزعة الاستقرار فيه وشوهت صورة الإسلام.
مرجعية دينية حقه كما ناقش المنتدى القضايا الإنسانية التي تسببت بها الصراعات الفكرية والطائفية في المجتمعات المسلمة بسبب استقواء كل طرف بمن يعينه ويحتضنه على حساب مصلحة الأمة. وانتهت المناقشات إلى رسم خريطة طريق نحو الأمام للمجتمعات الإسلامية للعيش بسلام وتناغم مع المفاهيم العالمية بدون شكوك أو مسائل تدعو للجدل وجسر الهوة فى الفهم بين المجتمع المسلم والمجتمع الدولي من خلال عرض العقيدة الإسلامية بشكل واضح ولا لبس فيه وعبر تعليقات تستند إلى مرجعية دينية حقة تدحض تبريرات الأفكار والأفعال المتطرفة.
إحياء مفهوم السلام العادل ومن بين الشخصيات الإسلامية التي شاركت في المنتدى فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الأزهر الشريف الذي قال خلال كلمته بالمنتدى إنه آن الأوان لبناء مؤسسات دولية فعالة تستبعد الحروب وتتجنبها وتتخطاها لإيجاد وسائل بديلة للنزاعات الدولية وفى مقدمتها النزاع في منطقتنا العربية والتوترات الكريهة التي أسفرت عن وجهها القبيح في بعض بلدان المنطقة. وأكد الطيب حاجة العالم الملحة الآن إلى إحياء مفهوم السلام العادل وإلى تطبيقه وتنزيله على واقع الناس مشيرا إلى أن الفيتو الأمريكي فيما يتعلق بالنزاع الصهيوني ـ الفلسطيني هو أهم أسباب الإرهاب الدولي والتشجيع عليه بل ـ المشاركة فيه بصورة أو بأخرى وذلك على الرغم مما يصدر عن أصحاب هذا الفيتو من بيانات تصف ضحية الإرهاب بأنه الإرهابي الأول. وأضاف قائلا: وإني وإن كنت لا أعول كثيراٍ في تفسير مصائبنا التي تحدق بنا في الشرق على نظرية «المؤامرة» التي تجعل من التآمر الغربي باعثاٍ رئيساٍ لمشكلاتنا في الأمن والاقتصاد والصحة والتعليم إلا أن المسرح الذي تتابع على خشبته هذه الأحداث البشعة هو مسرح عبثي وفوضوي يشير بكل قوة إلى هذه الأيدي الخفية السوداء التي تمسك بخيوط اللعبة الماكرة”. وأكد الطيب أن القائمين على مؤسسة الأمم المتحدة الذين حددوا بكل وضوح أن حفظ السلام والأمن الدوليين ومبدأ المساواة بين الدول الأعضاء وتحريم استخدام القوة أو مجرد التهديد بها في العلاقات الدولية من مبادئ المنظمة ـ لم يكونوا جادين فيما يقولون وفيما يضعون من مواثيق زعموا أنها من أجل الإنسان والحفاظ على حقوق الدول وبحيث لا تتميز فيها دولة عن دولة.. ولا يتفاضل فيها الإنسان الغربي عن أخيه الشرقي.. ومن ثم لم يكن غريبا أن نرى منظمة كمنظمة الأمم المتحدة عاجزة عن القيام بأي دور في ردع كثير من السياسات الجائرة والظالمة.
الحروب الطائفية من جانبه قال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي في افتتاح أعمال المنتدى إن “أشباه” العلماء أشعلوا الحروب الطائفية في المنطقة وأن من أهم أسباب الشقاق والحروب الطائفية التي تمزق أمتنا اليوم تصدر أشباه العلماء مواقع الريادة ومنابر الفتيا واحتلالهم وسائل إعلام متنوعة. وشدد على ضرورة عودة العلماء المشهود لهم بالعلم والفضل إلى الواجهة. وأكد أن الشريعة الإسلامية الغراء نزلت بمقاصد سامية وقيم راقية من أعلاها وأهمها تعزيز السلم وحفظ الأنفس وصون الدماء وإفشاء السلام مشيرا إلى أن الإسلام جاء لجمع الكلمة وإشاعة المحبة وبث روح الوئام بين الناس على اختلاف دياناتهم وتنوع معتقداتهم. وقال إن من أهم أسباب الشقاق والحروب الطائفية التي تمزق أمتنا اليوم غياب صوت العقل وانحسار مبدأ الاختلاف الذي جبلت عليه الخليقة وتصدر أشباه العلماء مواقع الريادة ومنابر الفتيا واحتلالهم لوسائل الإعلام المتنوعة فاستخفوا رهطا من الناس فانساقوا خلفهم من دون وعى ولا دراية. وشدد على أنه لكي تعود الأمة إلى صوابها لا بد من عودة علماء الدين المشهود لهم بالعلم والفضل والوعي بمقتضيات العصر وتغيرات الزمان ليكونوا في الواجهة فلا تأثير لعالم منفصم عن واقع أمته وغائب عن فهم حاجاتها ناهيكم عن جاهل بالمتغيرات الحضارية التي تقتضى إعادة النظر وتجديد الخطاب الديني ليكون عقلانيا متزنا ونابعا من حاجات الإنسان فمن تلك حاله لا يمكن أن يؤثر إيجابيا في أمته.
محاولة جادة أما العلامة عبد الله بن بيه فقد تحدث عن المنتدى الذي ترأس لجنته العلمية مؤكداٍ “انه ليس تظاهرة إعلامية وليس حملة علاقات عامة” وعن الدوافع والدواعي لهذا الحشد الدولي من العلماء ووزراء الأوقاف قال العلامة:”انه اجتماع ناشئ عن إحساس عميق بالأزمة التي تعاني منها الأمة” وأضاف العلامة ابن بيه : “إن المنتدى هو محاولة جادة لإسماع صوت مغاير, كما يحاول المنتدى إقناع النخبة والشعوب في المجتمعات المسلمة من خلال رسالة واضحة مؤصلة شرعا وعقلا بضرورة إيقاف لعبة الموت التي يمارسها المتحاربون في مختلف أنحاء المنطقة مهما كانت الذرائع والدوافع ومهما عظمت المصائب والمظالم , وإيجاد صيغ فكرية ومصلحيه تتجاوز الإصطفافات الطائفية والأيدلوجية.