الرئيسية - محليات - فوضى المركبات تجتاح مدينة عمران
فوضى المركبات تجتاح مدينة عمران
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عمران/ فهد الأرحبي –

اتسعت رقعة المعاناة التي يعيشها أبناء مدينة عمران جراء استمرار حالة الاختناق المروري في شوارعها وأزقتها بشكل يومي الأمر الذي حول المدينة إلى دائرة مغلقة لفوضى المركبات التي يقودها أناس لا يعون شيئا من قواعد المرور ولا يشعرون بما يخلفون من معاناة للمارة والمتسوقين من المواطنين وفي الفترة القليلة أنضم عدد من الأطفال إلى سائقي المركبات ليمارسوا معهم الفوضى في شوارع وأزقة مدينة عمران في ظل غياب دور شرطة السير بالمحافظة في ضبط حركة سير المركبات وتنظيمها. في ثنايا الأسطر التالية بعض من تفاصيل وأسباب هذه الفوضى.

مروان هيكل : سائق باص – قال أن ما يشهده شارع حجة من اختناق مروري كل يوم وبالذات في الفترة الصباحية يحتاج إلى إعادة النظر من قبل شرطة السير بالمحافظة في القيام بدورها وتنظيم حركة السير إذ لا يمكن السكوت على ما يحدث من فوضى في حركة السير . اختناق مستمر هيكل الذي يحمل على متن باصه الصغير ركاباٍ من جولة القشلة وحتى منطقة شبيل لم يخف حالة الامتعاض التي تزداد يوما عن آخر حيث قال: بالرغم من تواجد بعض أفراد رجال المرور في شارع حجة إلا أنهم يتفرجون فقط على ما يحدث و كأن الأمر لا يعنيهم إطلاقا …وارجع هيكل أسباب ذلك إلى : أن الازدحام في الشوارع سببه ليس عدم قيام رجل المرور بدوره فحسب بل أن عدم التزام سائقي الباصات بالسير بانتظام هو ما وسع من حالة الاختناق المروري. وأضاف هيكل: في كل الأوقات تلاحظ خروج سائقي الباصات من خط سيرهم إلى الخط العاكس فما بين متر أو مترين من الخط الرئيسي تجد أن السائقين يخرجون من خط سيرهم إلى الخط المعاكس خصوصا عند اقترابهم من نهاية نقطة الوقوف أو الهروب من العودة إلى النقطة التي انطلقوا منها ولا أخفيك أن هناك حالة من التسابق بين السائقين على عكس خط سيرهم وسط السوق مما يتسبب في توقف حركة السير في كلا الخطين بشكل نهائي واتساع حالة الاختناق بصورة سيئة هذا الأمر يحدث فعلا ورجل المرور يشاهد سائقي الباصات وهم يقطعون الطريق بعكس خط السير . غياب المواقف أكرم السودي اعتبر أن ما يشهده شارع حجة من اختناق مروري كل يوم بسبب تسابق السائقين على إنزال الركاب من على باصاتهم واقترابهم من نقطة الوصول وعكس الخط إلى الخط الآخر سواء ذهاب أو إياب لتحميل ركاب جدد إلى المكان الآخر . السودي – سائق باص- أضاف قائلا: أن غياب الفرز والمواقف الرئيسية للباصات في شارع حجة بالذات هو احد الأسباب الرئيسية للازدحام والاختناق المروري. وقال بالرغم من أننا نقوم يوميا بدفع 100 ريال مقابل تحسين المدينة إلا أن هذه المبالغ التي تؤخذ منا يوميا ومن كل السائقين اعتقد أنها تذهب إلى جيوب بعض المنتفعين فقط . فلو أن المجلس المحلي بمديرية عمران قام بدوره في إيجاد مواقف وفرز للباصات لما حدث الازدحام …كذلك لو أن رجل المرور قام بدوره في تنظيم حركة السير في شارع حجة والتزم بمهمته في معاقبة المخالفين من أصحاب الباصات لما وجد ازدحام لكن عدم قيام الجهات المعنية بدورها في ذلك هو ما ساعد على تطور هذه الظاهرة حتى أصبحت كهواية لممارسة الفوضى في الطرقات من قبل كثير من السائقين إن لم يكن جميعهم. فوضى وإرباك ويقول أمين العلماني: إن عدد الباصات التي تقوم بنقل الركاب في شارع حجة بالذات أصبح أكثر من عدد الركاب أنفسهم . واعتبر العلماني غياب الضوابط لدى السائقين احد الأسباب حيث قال: أن غياب الضوابط لدى أصحاب الباصات من حيث توزيعهم على الفرز وتحديد وترقيم الباصات من قبل المعنيين سواء من قبل مكتب النقل أو المجلس المحلي بالمدينة ..لكن مثل هذه الأمور والضوابط وغيابها تماما يعد من العوامل الأساسية لحالات الاختناق المروري والتي تحدث كل يوم وأدت إلى توقف حركة السيارات والمركبات الأخرى وإعاقة حركة الناس والمارة وخلقت حالة من الفوضى والإرباك… عشوائية لا يختلف شارع حجة وجولة القشلة عن شارع صنعاء وشارع ريدة في اتساع ظاهرة الاختناق المروري فلا يخلوا اليوم الواحد من حالة الازدحام اليومية في كثير من الشوارع بعاصمة محافظة عمران. فمابين ازدحام الباصات وتوقف حركتها وتعطيل حركة الركاب في شارع حجة حتى تجد حالة من الازدحام والاختناق والإزعاج أيضا في شارع صنعاء وجولة سوق الليل وتزداد نتائجها بشكل سيئ ومقزز وبالذات في وقت الظهيرة والسبب كله يعود إلى غياب حركة التنظيم المرورية وتوزيع الباصات على الفرز وأماكن التوقف وفقا لعددها واحتياج الركاب لها . لم يكن السائقون هم السبب الرئيسي في عدم التزامهم بقواعد الحركة والسير المروري وبقاء كل سائق في المكان المحدد .لكن غياب عملية التوزيع واستبدالها بالعشوائية غير المنظمة وانتهاج المزاجية وفقا لهواية السائق ومنطقه الذي يراه هو هي ما جعلت من عاصمة المحافظة بؤرة للفوضى المرورية وما أحدثته من مضاعفات سيئة على أداء الحركة بشكل يومي ومستمر في خطوط السير الرئيسية والتي تشكل مظهر المدينة ووجهها الحضاري والذي تحول بالفعل إلى وجه قبيح وغير حضاري ومقياس لسلوكيات أبنائها أن لم يكن الدليل الواضح والصريح على غياب الدور الحقيقي للأجهزة المعنية بذات الأمر وهو ما يوحي فعلا إلى الغياب الكامل والتام لنظام الجمهورية اليمنية وقانونها الرسمي ليس في مدينة عمران عاصمة المحافظة فقط بل في مديرياتها العشرين وأن اختلف الأمر فقط في حركة السير المرورية فأنه لن يختلف في كثير من الاختلالات الأخرى مابين الأمنية والاجتماعية والثقافية وغياب كامل لنظام الدولة في المديريات الأخرى.. في عمران لاشيء يبعث على التفاؤل ,فبإمكان طفل في التاسعة من عمرة قيادة باص ونقل الركاب على متنه إلى حادث سير ومن ثم إلى المستشفيات والمقابر أو على الأقل إلى أماكنهم المفترضة دون أن يجد في ذلك رادعاٍ أو حرجاٍ أو مخاطرة على حياتك.. وحينما تجد كثيراٍ من أطفال في عقدهم الأول يمارسون قيادة مركباتهم وسباقاتهم في خطوط السير مع سائقين لأطقم عسكرية تتبع جهات أمنية في المحافظة ويتحول هكذا وضع إلى هواية ومتعة لهؤلاء دون أن تجد المعنيين بالمسؤولية يحركون ساكناٍ إزاء ذلك .. تشعر بأنك في غاب لا يحكمه أي قانون.. حتى غدت عمران ومديرياتها أماكن لممارسة الاستعراض بشراهة.