الرئيسية - محليات - كارثة السيول جرفت التربة وأدت إلى تصحر معظم الأراضي الزراعية بالمحافظة
كارثة السيول جرفت التربة وأدت إلى تصحر معظم الأراضي الزراعية بالمحافظة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> شحة المياه ووعورة الطرق والموروث الثقافي لدى بعض المزارعين من أبرز المشكلات التي نواجهها.

يعتبر النشاط الزراعي بشقيه النباتي والحيواني من أقدم أنشطة الإنسان اليمني في محافظة المهرة ويعود السبب في ذلك إلى أن هذا النشاط ارتبط ولا يزال بمقومات بقاء الإنسان واستقراره تحت ظروف المحافظة منذ آلاف السنين. التجارب أثبتت نجاح زراعة معظم المحاصيل الزراعية بمحافظة المهرة لعل أهمها “الحبوب” بأنواعها ومعظم أنواع الفاكهة و الحمضيات . وتزرع بالمهرة كميات كبيرة من أشجار النخيل والأعلاف بأنواعها ويفضل المزارعين محاصيل”ثنائية”الغرض (الحبوب والأعلاف) نظرا لحاجتهم إلى أعلاف لتغذية حيواناتهم ومواشيهم التي تشكل لهم مصدر دخل أساسي في حياتهم المعيشية. في مقابل ذلك ولإنعاش العمل الزراعي في المهرة – المحافظة التي تعتبر أرض بكر وخصبة – تبذل الجهود المتواصلة من قبل مكتب وزارة الزراعة والري بالمحافظة لبلوغ هذا الهدف.. ولتسليط المزيد من الضوء حول هذا الموضوع التقت “الثورة” بمدير إدارة الإرشاد والتدريب الزراعي بمكتب الزراعة بالمهرة المهندس هلال محمد احمد الجشاري الذي أستهل حديثه قائلا:

بصراحة محافظة المهرة واعدة بالكثير من الخيرات وهي أرض خصبة صالحة للزراعة .. فقط تحتاج للمزيد من الاهتمام والدعم في الجانب أو القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني. الأمن الغذائي وأردف بالقول :المهرة تأتي في المرتبة الثالثة من بين محافظات الجمهوريةمن حيث أعداد وأنواع الثروة الحيوانية.. ومعظم سكان المحافظة يمتهنون مهنة رعي وتربية الحيوانات ( أغنام أبل أبقار..) ومع أن المهرة منتجة للثروة الحيوانية ..لكنها تواجه مشكلة أمن غذائي مع تناقص اكتفائها الذاتي بصورة حادة من المصادر البروتينية الحيوانية وإذا لم تتكاتف الجهود الوطنية للسيطرة على الفجوة الغذائية فإن أمننا الغذائي سينهارعلما أن محافظة المهرة تنتشر فيها المناطق الجافة والقاحلة والمراعي الواسعةولعل أزدهار هذه المراعي يعتمد على تساقط الأمطار في المواسم المطرية حيث يبدأ موسم المطر في غابة حوف في شهر مايو إلى يونيو بينما موسم المطر في المناطق الصحراوية يبدأ نهاية شهر يوليو و أغسطس وبعض السنوات تمر جافة فيكون موسم جدب ويأتي نشاط تربية الحيوانات الزراعية في المرتبة الثانية بعد صيد الأسماك بينما يأتي النشاط الزراعي في المرتبة الثالثة . برامج وأنشطة *وفيما يخص البرامج والأنشطة الإرشادية وبرامج التدريب التي نفذت بمحافظة المهرة للموسم الزراعي 2014/2013 قال:تم تنفيذ خمسة حقول إرشادية في مجال الحبوب(القمح – الذرة الرفيعة – الدخن)موزعة في المناطق الزراعية بالمسيلة والغيظة ومنعر وحصوين بتمويل وإشراف من الإدارة العامة للإرشاد والتدريب الزراعي هذا الموسمكما تم تنفيذ حقلان إرشاديان في مجال الحمضيات موزعة في مناطق الزراعة بالغيظة ووادي حصوينوكذلك تنفيذ ستة حقول إرشادية في مجال تجفيف الخضار(الطماطم – الباميا – الفلفل) موزعة على مناطقالغيظة وحوف ومنعروتنفيذ خمسة حقول إرشادية في مجال الحدائق المنزلية في مديريات الغيظة وحوف ومنعر بالإضافة إلى تنفيذ حقلين إرشاديين في مجال تغذية ورعاية الأغنام والماعز في مناطق الغيظة والجحيوهذه الأنشطة نفذناها خلال الموسم الزراعي 2013– 2014م كما أسلفت . وأضاف الجشاري :وفي مجال الأنشطة الإرشادية تم تنفيذ جملة من الأنشطة أبرزها…إعداد وطباعة(1500)نشرة إرشادية تناولت العديد من المجالات والإرشادات حول تنفيذ كل الأنشطة المنفذة لكل نشاط نشرة إرشادية تعريفية إعداد ومتابعة تقديم برنامج إذاعي أسبوعي بإذاعة المهرة المحلية بعنوان “الزراعة والريف” يذاع أسبوعيا كل يوم اثنين وإلى جانب هذه الأنشطة تم نشر وزراعة محصول البطاطسحيث قمنا بتوفير كميات من بذور المحسنة (1طن)وتوزيعها على المزارعين المستهدفين بالمناطق الزراعية في الغيظة ومنعر وحصوين كما رافق التنفيذ تقديم الخدمة الإرشادية وتعريف المزارعين العمليات الزراعية لزراعة وإنتاج المحصول وتوزيع النشرات والملصقات الإرشادية ويتم متابعة الحقول المزروعة من الزراعة حتى الإنتاجوكذا إعداد برنامج متكامل لمكافحة وإدارة أشجار”السيسبان” بالمحافظةوخصوصا المناطق الموبوءة بوادي الجزع ووادي المسيلةوإعداد برنامج إرشادي متكامل لتنفيذ الخطوات والاجراءت الفنية والإشراف والمتابعة لما بعد غرس فسائل النخيل ولمدة (12) شهرا- المرحلة الأولى لنمو الفسيلة-تتبعها المراحل الأخرى حتى التزهير والإثمار ولمدة (4) سنوات أضف إلى ذلك المشاركة في فعاليات اليوم الوطني للبيئة (20 فبراير) وكذلك عيد الشجرة (الاول من مارس)وبدء موسم التشجير وطباعة نشرة إرشادية عن البيئة وطرق الحفاظ عليها وعمل ملصقات إرشادية عن البيئة والتشجير لنشر التوعية بين أوساط المجتمع . عوائق.. *وحول العوائق والمشكلات التي تواجهها إدارة الإرشاد والتدريب أوضح قائلا:إن من أهم المشكلات التي تواجهنا وتواجه المجتمع الزراعي الريفي في محافظة المهرةتعرض معظم الأراضي الزراعية للانجراف أثناء كارثة السيول عام 2008م التي شهدتها محافظتا حضرموت والمهرة مما أدى إلى تصحر معظم الأراضي الزراعيةوعدم توفر المدخلات الزراعية بالأسعار المناسبة في الأسواق وأحياناٍ انعدامهاونعاني كذلك من عدم توفر الحراثات الزراعية بالعدد الكافي في الأوقات المطلوبةونواجه صعوبات جمة في عملية تسويق المنتجات الزراعية بسبب تباعد المناطق ووعورة الطرق وعدم توفر طرق حديثة مسفلتة والمشكلة الأكبر التي نعاني منها شحة المياه بالمحافظة والحاجة الماسة إلى السدود التحويلية والحواجز المائية لحفظ مياه الإمطار للاستفادة منها خاصة وان مياه الإمطار التي تتدفق بكميات كبيرة عبر الأودية أثناء مواسم الإمطار تذهب إلى البحر- مع الأسف-وكذلك نواجه مشكلة زحف وانتشار أشجار السيسبان في بعض المديريات إلى جانب تدني المعلومات الزراعية حول بعض المحاصيل والضعف في معظم الخدمات التنموية . كوارث السيول وأشار مدير الإرشاد والتدريب بالمهرة إلى أن أهم الصعوبات والمشاكل التي تواجه إدارته في مجال الإرشاد الزراعي وتؤثر على تطوير الإنتاج الزراعي في المحافظةتتمثل في تعرض معظم الأراضي الزراعية للإنجراف أثناء السيولوخاصة كارثة سيول عام 2008م الأمر الذي أدى إلى تصحر معظم الأراضي الزراعيةوانتشار حشرة دوباس النخيل وتأثيرها الضار على حقول النخيل ومحصولها من التموروإنجرافات الأراضي في بعض المناطق. ونوه بالقول :وهنالك محدودية وشحة الإمكانيات في الإرشاد الزراعي وقلة الأنشطة المعتمدة للمحافظةالتي تعيقنا عن إنجاز الكثير من المهام والأنشطة إلى جانب الموروث الثقافي لدى بعض المزارعين والذي ينظر إلى الزراعة كنشاط دوني وضعف الخدمات البيطرية وعدم توفر بحوث زراعية. توفير الدعم والسكن *وعن مقترحاته للحل أو الحد من المشاكل والصعوبات التي تواجه الإرشاد الزراعي بمحافظة المهرة طالب مدير إدارة الإرشاد ببناء مراكز إرشادية في الأماكن الزراعية التي لا توجد بها مراكز من قبل وتأثيث المراكز الإرشادية الموجودة وتوفير سكن للمرشدين الزراعيين حتى يتسنى لهم الاستقرار ويكونوا على قرب من المزارعين وتقديم الخدمة الإرشادية على أكمل وجهوتوفير الأجهزة اللازمة لنقل الرسالة الإرشادية وخصوصا أثناء تنفيذ الاجتماعات الإرشادية ليسهل فهمها من قبل المستفيدينوزيادة الاعتمادات المالية الخاصة بدعم البرامج والأنشطة الإرشادية وعدم التأخير في صرفها حسب المواعيد الزراعية وتهذيب الوديان الزراعية وعمل الجابيونات وتوجيه مياه السيول للاستفادة منها وعمل السدود والحواجز المائية ومكافحة وإدارة أشجار السيسبان الذي أصبحت تهدد معظم الأراضي بالوديان الزراعية وأصبحت تنافس معظم المزروعات وأشجار النخيل خصوصا بعد كارثة الأمطار والسيول في حضرموت والمهرة في أكتوبر 2008موالتنسيق مع إدارة الثروة الحيوانية بخصوص تنفيذ برامج إرشادية مشتركة في مجال الصحة البيطرية وتدريب المرشدين البيطريينوالتركيز على النمط السائد في المحافظة (إنتاج حيواني وزراعة أعلاف) وتوفير الميكنة الزراعية والتنسيق مع الجمعيات الزراعية والتجار بخصوص توفير المدخلات الزراعيةوتنفيذ برامج تدريبية للمزارعين والمرشدين المحليين وتدريب وتأهيل المرشدين الزراعيين وزيادة الحوافز المالية لهم.