الرئيسية - محليات - التوعية المجتمعية الشاملة أولى وأهم خطوات تنفيذ مخرجات الحوار على الواقع
التوعية المجتمعية الشاملة أولى وأهم خطوات تنفيذ مخرجات الحوار على الواقع
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

هناك إجماع كلي من قبل النخب السياسية والثقافية على أن مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي شهدته البلاد يمثل تجربة يمنية شهد العالم بتفردها جاءت بالحلول والمعالجات الجذرية والعملية للكثير من القضايا والمشكلات المستعصية التي عانى اليمن ومايزال من آثارها وتبعاتها على مختلف الأصعدة والمجالات إلى جانب أن تلك المخرجات المنبثقة عن حوار شفاف وعميق بمشاركة كافة القوى الحية في المجتمع وعلى مدى 10 أشهر تقريبا تضع الأسس الصحيحة لبناء دولة مدنية حديثة وفقا لمبادئ الحكم الرشيد ومفاهيم العدالة والحرية والمساواة وسيادة القانون على الجميع دون استثناء والتوزيع العادل للثروة والسلطة بعيدا عن ثقافة الإقصاء والتهميش التي سادت عقودا طويلة ودفع اليمنيون أثمانا باهظة لها وما تزال آثارها وتداعياتها قائمة حتى اليوم. وعلى الرغم من كل ما يقال عن الحوار ومخرجاته الشاملة فإن السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني لا يزالون حتى اللحظة يجهلون الكثير من تفاصيل ومضامين هذه المخرجات ولا يكاد العلم بشأنها يتجاوز المصطلحات العمومية مع بقاء الجهل العام بالتفاصيل وهو الأمر الذي يتطلب مضاعفة الجهود في الجانب التوعوي والإرشادي بهذه المخرجات في أوساط المجتمع والتعريف بأهميتها بالنسبة لليمن ومستقبل أبنائه وبما يضمن المشاركة الشعبية الواسعة في دعم تنفيذ المخرجات على الواقع العملي وإخراجها إلى حيز التنفيذ. المسؤولية المشتركة الرئيس عبدربه منصور هادي يؤكد مرارا على ضرورة إعطاء مسألة التوعية المجتمعية بمخرجات الحوار أهمية قصوى.. ويشدد الرئيس هادي وفي أكثر من مناسبة على أن الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار تشكل خارطة طريق لمسيرة بناء اليمن الجديد على أسس عملية وصحيحة تواكب متطلبات الحياة العصرية في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية التنموية وتوفير متطلبات المواطنين من الخدمات الأساسية وفق أحدث الوسائل والنظم الإدارية .. بعد أن ظلت هذه المتطلبات والاحتياجات مجرد طموحات وأماني بعيدة المنال بسبب المركزية المفرطة والتي فشلت وعلى مدى أكثر من خمسة عقود في تحقيق أي من تطلعات الشعب اليمني ويشير إلى أن مسؤولية التوعية والتعريف والإرشاد بمخرجات الحوار الوطني مهمة وطنية ينبغي أن تضطلع بها كل القوى الفاعلة في المجتمع من هيئات رسمية وشعبية وخطباء المساجد والأحزاب والمنظمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وبما يؤدي إلى خلق اصطفاف وطني واسع في انجاز هذه المهمة التاريخية ومواجهة مختلف التحديات والصعوبات التي تحاول الوقوف حجر عثرة أمام عملية الانتقال الحضاري السلمي الذي تشهده البلاد. تجربة متميزة وفي إطار هذه المساعي الوطنية الحميدة اختطت أمانة العاصمة ممثلة بمكتبي وزارتي الأوقاف والإرشاد والتربية والتعليم تجربة متميزة ولافتة تبرز من خلال البرنامج التوعوي الإرشادي بأهمية دعم مخرجات الحوار الوطني لطليعة مدارس أمانة العاصمة وطلبة المعاهد الفنية والمهنية بالأمانة والذي تم تدشين أولى فعالياته يوم الخميس الماضي ويستمر حتى نهاية مايو المقبل. هذه المبادرة لقيت استحساناٍ كبيراٍ من قبل أعلى الهرم القيادي في الدولة حيث أشاد الرئيس هادي بهذه التجربة كما يقول مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد في العاصمة المهندس / قائد محمد قائد ووجه بقية المحافظات بأن تحذو حذوها ويهدف هذا البرنامج الذي يستهدف على مدى 3 أشهر أكثر من 400 ألف طالب وطالبة في المدارس وأكثر من 20 ألف من طلبة المعاهد المهنية في نطاق العاصمة إلى توعية الطلبة بأهمية دور الشباب في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتعريف المجتمع بها وبالدور المناط بكل فئة في عملية التنفيذ. ويضيف المهندس قائد محمد قائد: إن هذا البرنامج الذي دشن فعالياته وزيرا الأوقاف حمود عباد والتعليم الفني والمهني عبدالحافظ نعمان تحت شعار معاٍ لدعم مخرجات الحوار الوطني يهدف أيضاٍ إلى ترسيخ المفاهيم المتعلقة بمخرجات الحوار مثل صياغة الدستور الجديد وتنفيذ الاستحقاقات الانتخابية القادمة وكل ما يتعلق بالمخرجات التي شملت مختلف مجالات الحياة. أنشطة وفعاليات ويؤكد مسؤولو مكتبي الأوقاف والتربية بالأمانة أن البرنامج التوعوي الذي يتولى مسؤولية تنفيذه إلى جانبهما كل من العلماء والخطباء والمرشدين ومدراء المناطق التعليمية في المديريات ومديري المدارس يتضمن جملة من الفعاليات والأنشطة التوعوية الهادفة. ويقول مدير الأنشطة المدرسية بمكتب التربية والتعليم عبدالكريم الضحاك:إن البرنامج يشمل إقامة محاضرات وندوات وورش عمل للطلبة ناهيك عن تكريس الإذاعة المدرسية لهذه الغاية الوطنية إلى جانب تنظيم مسابقات طلابية ثقافية وإبداعية تتناول مفاهيم الحوار ومخرجاته وأهميته بالنسبة لحاضر ومستقبل الوطن كما سيتم تنفيذ النشاط التوعوي في المدارس الثانوية من خلال طابور الصباح والمحاضرات في القاعات الدراسية وكذا إقامة المحاضرات الإرشادية في المساجد ما بين صلاتي المغرب والعشاء وخطبة الجمعة وعقد اللقاءات والندوات التعريفية مع المعنيين من التربويين والمرشدين. أهداف عامة ولا تتوقف عملية التوعية عند مخرجات الحوار الوطني فحسب بل تتعداها كما يقول مدير عام الأوقاف والإرشاد بالأمانة المهندس قائد محمد قائد إلى مختلف القضايا ذات الأبعاد الوطنية ويضيف: إن الأهداف العامة للبرنامج الإرشادي تتمثل في التوعية الإرشادية الفكرية للشباب بمخاطر الإرهاب على الفرد والمجتمع والوطن وتحصين الشباب والطلاب من أفكار التطرف والغلو والمساهمة في إعداد جيل متسلح بالعلم والمعرفة يكون ملتزماٍ بمبادئ وقيم وأخلاقيات الدين الإسلامي الحنيف إضافة إلى إعداد الشباب روحياٍ وفكرياٍ واجتماعياٍ وبما يعزز دورهم في خدمة الوطن وتعزيز مبدأ الولاء لله ثم للوطن وترسيخ قيم العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع الواحد وغرس القيم والأخلاق الفاضلة بين أوساط الشباب ونشر ثقافة المحبة والسلام والتعايش في المجتمع وتعزيز دور الشباب والطلاب وأفراد المجتمع في المحافظة على الوحدة الوطنية وحماية المكتسبات الوطنية.