الرئيسية - الدين والحياة - الإسلام أعطى المرأة مكانتها.. والمجتمع أغفلها
الإسلام أعطى المرأة مكانتها.. والمجتمع أغفلها
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لقاء/ أمين العبيدي – لقد جاء الإسلام فمنح المرأة حقوقا لم تكن تتمتع بها في الجاهلية بل وأعطاها مكانة سامقة في المجتمع بما يوازي دورها العظيم ولكن للأسف فإن هذه الحقيقة أصبحت مغيبة في مجتمعنا وصار سائداٍ القول إن الإسلام ظلم المرأة .. حول هذا وأكثر أجرينا اللقاء التالي مع الشيخ جبري حسن إبراهيم مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف

* في البداية ما هي حقوق المرأة وما منزلتها في الإسلام ¿ – الحمد لله رب العالمين أما بعد يقول الله تعالى: {وِلِهْنِ مثúلْ الِذي عِلِيúهنِ بالúمِعúرْوف} أي أن كل حق وواجب للمرأة يقابله حق وواجب للرجل وكلما طالبها بأمر تِذِكِر أنه يجب عليه مثله عدا أمر واحد هو القوامة وتقسم الواجبات حسب طبيعة كل منهما وأما عن منزلتها في الإسلام فلقد رفع الإسلام مكانة المرأة وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواهº فلقد كانت في الجاهلية تدفن وهي حية وجاء الإسلام وأعلا مكانتها ورفع شأنها فالنساء في الإسلام شقائق الرجال ونصف المجتمع وهي التي تربي النصف الآخر وهي الأم والأخت والزوجة والابنة ومصدر الحنان والعاطفة في الحياة وقد جعلها الله سكناٍ للزوج وجعل بينهما مودة ورحمة. ونجد أيضاٍ أن هناك سورة في القرآن اسمها سورة النساء وتتكلم عن العدل والرحمة مع المستضعفين في الأرض وخاصة النساء فقد جعل الله عز وجل حسن معاملة الأم سبباٍ رئيسياٍ لدخول الجنة بل وجعل طاعة الوالدين بعد طاعة الله عز وجل قال تعالى }و قضى ربك ألاِ تعبدوا إلاِ إياه وبالوالدين إحسانا { وقد سأل رجل النبي عليه الصلاة والسلام : من أحق الناس بحسن صحابتي فقال : ( أمْك ) قال ثم من قال : ( أمْك ) قال ثم من قال: (أمْك) قال ثم من قال: ( أبوك ) وحفظ الإسلام حق المرأة فإذا كانت بكراٍ فلا تزوج إلا بإذنها لقوله عليه الصلاة والسلام (( ولا تنكح البكر حتى تستأذن )) وعلى الجميع أن يعلموا أنها ليست سلعة تباع وتشترى وليست عنزاٍ حلوباٍ يحلبها صاحبها متى شاء المرأة إنسانة مكرمة ذات مشاعر وأحاسيس مرهفة تحمل بين جنباتها قلباٍ عظيماٍ وفؤاداٍ طيباٍ ولقد أوصى الإسلام بها وصية كبيرة ورغب في ذلك وجعل جزاء ذلك دخول الجنة دار الأبرار والبعد عن النار دار الفجار قال صلى الله عليه وسلم : ” من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين ” وضم أصابعه رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم : ” من ابتلي أي اختبر من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراٍ من النار ” وحذر الشارع الكريم من إهمال حق البنات أو عدم العناية بهن قال صلى الله عليه وسلم : ” اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة ” رواه النسائي وغيره بإسناد حسن ومعنى ذلك : أن النبي صلى الله عليه وسلم يلحق الإثم بمن ضيع حقهما وحذر من عاقبة ذلك تحذيراٍ بليغاٍ فاتقوا الله أيها الناس في النساء. سلوكيات خاطئة * يتهمون الإسلام بأنه يعادي تعليمِ المرأة ويستشهدون بارتفاع نسبة الأميِة بين النساء في المجتمعات الإسلامية فما ردْكم على ذلك¿ – هذه سلوكيات خاطئة عند بعض الناس والإسلام منها بريءº بدليل أن جميع الأوامر الإلهيِة والنبويِة بالتعليم جاءتú بدون تفرقة بين الرجل والمرأةº حيث قال سبحان ((إنِمِا يِخúشِى اللِهِ منú عبِاده الúعْلِمِاء)) والأمر الوحيد الذي طلب الرسول صلى الله عليه وسلم الاستزادةِ منه هو العلم: ((وِقْلú رِب زدúني علúمٍا)) وحث الرسول صلى الله عليه وسلم جميعِ المسلمين على طلب العلم فقال: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم)) وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابِه بتعليم بناتهم وزوجاتهم وطبِق ذلك على نفسه حيث كانت معظم زوجاته يْجدن القراءة والكتابة فكانت السيدة عائشة رضي الله عنها مرجعٍا من أهم مراجع السيرة والسْنة وكانت فقيهةٍ تراجع الرواةِ والقرِاء والفقهاء وكذلك السيدة أم سلمةº وكذلك فاطمة البتول الزهراء كانت فقيهة ومعلمة ومربية بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم استعان بامرأة من قبيلة بني عدي تْدعى الشفاء بنت عبداللهº لتْعلم زوجتِه حفصةِ تحسينِ الخط وتزيينِ الكتابة. حبس المرأة * هل الإسلام يمنع المرأة من العمل عامةٍ والرتب الوظيفية ¿ – حقْ العمل مكفول للمرأة ويشترط أن يتناسب مع طبيعتها ومدى احتياجها للعمل ومدى احتياج العمل إليها وألاِ يؤدي ذلك إلى تقصيرها أو تضييعها للأمانة والرسالة الأولى في حياتها وهي رعاية زوجها وأولادها. وبالنسبة للمناصب فإن أبسط مثال: الشفاء بنت عبدالله وهي أول وزيرة في الإسلام حيث تميِزتú بالحكمة ورجاحة العقل حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم جعلها تعلم السيدة حفصة وبعد ذلك اختارها عمر بن الخطاب لولاية الحسبةº أي: ما يشبه وزارة التجارة والأوزان والأسواق والمعاملات حيث كانت تراقب وتحاسب وتفصل بين التجار وأهل الأسواق من الرجال والنساء كما أن المرأة كانت في عصور الإسلام تساعد زوجها في عمله وحرفته منذ عهد النبوة وهذا ما تصفه السيدة أسماء بنت أبي بكر زوجة الزبير بن العوام: “كنت أعلف فرسه وأسقي الماء وكنت أنقل النوى من أرض الزبير على رأسي وهي على ثلثي فرسخ فلقيت الرسول صلى الله عليه وسلم يومٍا وكان معه نفر من الأنصار فأمرهم أن يخذوا عني فاستحييت أن أسير مع الرجال” وقد كفل الإسلام للمرأة العاملة كافة الحقوق مثل الرجل العامل دون أي تفرقة. الظلم في الميراث * ما ردكم لمن يقول إن الإسلام ظِلِم المرأة في الميراثº حيث أعطى للذِكر مثل حظ الأنثيِين ¿ – الأصل في الإسلام أن المرأة لها أنصبة مختلفة في الميراث حسب درجة قرابتها بالمتوفى وقد يتساوى نصيبها بالرجل أو يزيد عنه في كثير من الأحيان وهذا هو الوضع العام في قرابة الثلاثين حالة للميراث وهذا هو المقرر شرعٍاº ))للرجِال نِصيبَ ممِا تِرِكِ الúوِالدِان وِالúأِقúرِبْونِ وِللنسِاء نِصيبَ ممِا تِرِكِ الúوِالدِان وِالúأِقúرِبْونِ((أما الحالة الوحيدة التي فيها تقرير أن الذِكر ضعف الأنثى فهي أن يكونا شقيقينº حيث قال تعالى -في سورة النساء ((يْوصيكْمْ اللِهْ في أِوúلِادكْمú للذِكِر مثúلْ حِظ الúأْنúثِيِيúن))و أن توزيع أنصبة الميراث قد تفيد المرأة أكثر من الرجلº لأنه هو المكلف بالإنفاق عليها في كل مراحل حياتها: ابنة وأختٍا وزوجة وأمٍا وكل مِن تلزمه نفقتْهم من النساء في حين نجدها ليست مكلِفةٍ بالإنفاق على الرجل إطلاقٍا حتى ولو كان هو أفقرِ الناس وهي أغنى الناس وهناك دراسات تؤكد أن هناك أكثرِ من عشر حالات ترث فيها المرأةْ نصيبٍا أكبرِ من الرجل فهل نقول: إن الإسلام ظلم الرجل لصالح المرأة¿! وكذلك الرجل يريد أن يتزوج وعليه مهر أما المرأة يدفع لها المهر. تكريم المرأة * ما الحكمة في عدم إكراه الإسلام بزواج المرأة بمن لأ تحب ¿ – إن الحكمة عظيمة علمها من علمها وجهلها من جهلها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المرأة إذا لم توافقú على الزواج أو تمِ إكراهْها يكون العقد باطلاٍ ومن حقها فسخه ورفع الأمر للقاضي لرفع الظلم عنها وطبِق الرسول – صلى الله عليه وسلم – ذلك عمليٍا حينما جاءته خـنساء بنت خدام الأنصارية التي زوِجها أبوها بدون رضاها فردِ نكاحِها وأعطاها حقِ فسخ الزواج ورْوي عن عبدالله بن عباس أيضٍا: أن فتاةٍ بكرٍا جاءت للرسول تشكو أباها الذي زوِجها رجلاٍ هي له كارهة فخيِرها الرسول بين قِبوله أو رفضه وقال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: ((لا تْنكِح الأيمْ حتى تْستأمِر والبكرْ حتى تْستأذِن)) فقالت السيدة عائشة – رضي الله عنها -: يا رسول الله البكر تستحيي فقال((رضاها صمتها)) وهذا يدل على عدل الإسلام وإنه الوحيد الذي يحمي كل الحقوق لكل الناس ذكوراٍ وإناثاٍ. * أخيراٍ يقولون: إن الإسلام ظِلِم المرأة بأن جعل حقِ الطلاق بيد الرجل ووصفوا ذلك بأنه استعباد للمرأة فكيف يصحح هذا المفهومِ الخاطئ¿ – يجب توضيح أن تبعات الطلاق يتحمِلها كلِها الرجلْ من نفقةُ وغيره ووصف الطلاق بأنه تسريح بإحسان ورفض إنزال الضرر بالمرأةº فقال سبحانه ((وِلِا تْمúسكْوهْنِ ضرِارٍا لتِعúتِدْوا وِمِنú يِفúعِلú ذِلكِ فِقِدú ظِلِمِ نِفúسِهْ(( وفي الوقت نفسه نجد أن الإسلام أعطى المرأةِ حقِ الخلع إذا كرهِت العيشِ مع الرجل مقابل تحمْل جزء من النفقات حيث تتنازل عن مؤخِرها وتردْ له ما دِفِعه من مهر لهاº فقال تعالى: ((فِإنú خفúتْمú أِلِا يْقيمِا حْدْودِ اللِه فِلِا جْنِاحِ عِلِيúهمِا فيمِا افúتِدِتú به)) وقد طبِق الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك في حياته حيث أمر الزوجة برد حديقةُ كان زوجْها قد أعطاها مهرٍا لها وطلقت منه عن طريق الخلع الذي يوازي حقِ الرجل في الطلاق وبالتالي لا ظلم للمرأة إطلاقٍا.