تقع مديرية بدبدة في قلب خولان غربي محافظة مارب التي تتبعها إداريا وتضم المديرية ثمان عزل منها عزلة بني محمد- عزلة بني شاكر-عزلة آل علي عزلة العبدةعزلة الجريداء وآل سالمويعود نسب جميع سكانها إلى جبر بن غلاب أساسقبيلة بني جبر الذي قبر واقفا كما تقول الروايات من أجل القيم والشيم والعادات والتقاليد الحميدة التي عرفت بها قبيلته وحتى تظل حية بعد مواراته الثرى. كما تحيط بدبدة مجموعة من الجبال مثل جبل الوتدةوجبل مانبة من الجنوب ومن الشرق جبل البياضة ومن الغرب جبل قرض ومن الشمال الشرقي الكتف وبين هذه القمم تتوزع مجموعة من التلال والوديان الزراعية الخصبة. ومن خلال الدراسات التي أجريت في هذه المديرية أكد الدكتور عبده عثمان غالب رئيس قسم الآثار بجامعة صنعاء بأن هذه المدينـــــة تعــود للألـف الرابع قبل الميلاد وأن الدلائل الأثرية تشير إلى ان السكان فيها مارسوا التجارة المحلية وربما كانت لهم صلات تجارية مع عدد من المستوطنات في مناطق المرتفعات الجبلية كالحداء وخولان وقانية ووعلان ومناطق أخرى. وتشير أدوات الطحن والجرش وشظايا الاويسيديان والمنجل الحجري إلى أن منطقة بدبدة حظيت في الماضي بظروف ملائمة للاستقرار وممارسة الزراعة وتربية الحيوانات. وقد لوحظ خلال عمليات المسح الأثري للمواقع في الموسم الأول 1929م أن الزراعة كانت تمارس على نطاق واسع ربما من بداية العصور التاريخية المبكرة وان القرى والحقول الزراعية واقنية الري البدائية التي تم العثور عليها ربما تعود إلى المراحل الأولى للاستيطان الحفري في اليمن وتشهد بقاياها ان “بدبدة” كانت مأهولة بالسكان وأن الكثافة السكانية كانت عالية في الفترات التاريخية التي سبقت الألف الأول ق. م. في بدبدة كل شيء يذكرك بحكايات قديمة وأساطير لونت وجه التراب وسكنت في تعرجات المكان وتحولات الزمان ومع ذلك تبقى هذه المنطقة صفحة من صفحات التاريخ المولود من رحم الأرض ومن عراقة الإنسان اليمني وإقباله على الحياة وفنائه في إحياء القيم والأخلاق والحرص على بقائها حية ونقية. في الأخير يجب أن ننوه إلى أن مديرية الأساطير المنسية بدبدة بحاجة للتدخل العاجل من قبل الجهات المعنية قبل أن يندثر ما تبقى من آثارها .