الثورة/ محمد محمد إبراهيم –

• بقايا إطارات للسيارات مغروسة في الأرض ولم يبدو منها سوى جزء من تقويسها الدائري والبعض منها يكاد يغوص في الأرض كنا في إحدى حواري حي عشوائي وتحديدا على أطرافه- حيث لم تصل شبكة الصرف الصحي وإن وجدت فقد أغرقت المدينة دون رحمة- لفتت انتباهي هذه الإطارات وشكلها المستطيل أو المربع ومعظمها مملوءة بفروع أشجار شوكية أو غيرها تمنع دخول السيارات وكذلك العابرين حين سألت أحد المواطنين عن هذه الأشكال والإشارات التي لاحظتها بين الحين والآخر في طريق عبوري أفادني بأن هذه بيارات تتبع المنازل الجديدة التي تم استحداثها عشوائيا أو مخططا قبل مشروع الربط بمجاري الصرف الصحي في أحياء وحواري مدينة الحديدة.. • صورة واحدة تكفي لتعبر عن خطر محدق بالطفولة والساكنين وكل عابر سبيل في الحارات العشوائية في الحديدة فعلى حين غرة قد تجد نفسك وسيارتك إن كان لديك سيارة في قعر بيارة بعمق عشرين إلى ثلاثين مترا وهناك حيث ينتظرك الحتف المحقق – لا سمح الله- وما أكثر القصص التي حدثت في العاصمة صنعاء بهذا الشكل فما بالك بمدينة الحديدة التي تتسع عشوائيات حواريها كالنار في الهشيم… هذه الصورة تعكس مدى الاستهتار بحياة الناس والأطفال والمظهر العام للشوارع… فالسنوات الماضية شهدت في الحديدة انهيارات الكثير من البيارات التي تنسى وتطمر تماما وبعيدا عن عيون الرقابة يستفحل خطرها ويتكاثر عددها باتساع البناء العشوائي الذي يشيد مدنا مكركبة بين عشية وضحاها..