الاثنين 20 مايو 2024 م
الرئيسية - الدين والحياة - من واجبات الدعاة إلى الله …
من واجبات الدعاة إلى الله …
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تساءل أحد المفكرين بقوله: عندما ترى جدارا يريد أن ينقض فيؤذي الناس أو يسد طريقهم.. فماذا عساك أن تفعل¿ هل تحاول إقامته وإصلاحه ليعود إليه نفعه¿ أو أنك تنبه الناس إلى م كمن الخطر ليبتعدوا عنه¿ أو تهرب بعيدا وتنجو بنفسك¿ سؤال يطرح نفسه بقوة ويطلب جوابا سريعا.. أجل ماذا عساك أن تفعل¿ للإجابة عن هذا السؤال ينبغي أن نفكر فيه جديا ونختار ما هو أنفع للمجتمع وما تكمن فيه المصلحة العامة وعلى هذا يكون إصلاح الجدار أفضل وسيلة للتخلص من ضرره وأقرب إلى المنفعة العامة ولا شك أنه يحتاج إلى جهد مخلص وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال الجديد: كيف يمكن أن نصلح الجدار ونقيمه كما كان¿ أبإلقاء الخطب الرنانة¿!! أم بشجب الجدار وإدانته لأنه لم يقاوم نوائب الزمن وقسوة المحن¿! أم بالنقد لتداعي الجدار ونحن بعيدون عنه خشية أن تصيبنا أحجاره المتهدمة¿ أم بالتشمير عن ساعد الجد والسعي متعاونين لإعادة البناء الجديد وبشكل متين ترتاح إليه النفوس وتطمئن إليه القلوب¿ فلو افترضنا جدلا أن المجتمع أصبح متداعيا كالجدار يريد أن ينقض فما هو واجبنا تجاه مجتمعنا¿ أليس التقويم¿ وكيف يكون التقويم¿ أيكون بالنداءات المشفوعة بالدموع والرثاء من الدول الغربية وسائر البلاد البعيدة النائية¿ أم يكون برفع المجتمع من داخله والمشاركة الفعلية في ذلك¿ وهل يداوي الطبيب المريض بالبكاء والرثاء¿ ترى لو شب حريق في دار جارك أو صديقك فماذا تفعل¿ هل يكفي أن تذرف الدموع الحرى غزيرة وتشتöم النيران لأنها التهمت داره وتسببت في ضرره¿ أو أن واجبك يقتضي أن تهب مسرعا لتخليصه وتخليص أولاده وأمتعته من بين ألسنة اللهب المستعر¿ إذن هب أن مجتمعنا المسكين تشتعل فيه نار التخلف والانحطاط.. فاعمل على إنقاذه وإعادته إلى قمة المجد والرفعة والسؤدد والعزة. ـــ وإليك أخي الداعية المسلم هذا المثال الأخير: لو أنك وجدت جوهرة أو قطعة ذهبية بين الأوساخ ترى أتتركها مطروحة ولا تستفيد منها لأنها وسخة¿ أم أنك تأخذها وتغسلها ثم تبيعها وتجلب المنفعة لك ولأسرتك¿ فلو فرضنا أن المجتمع أصبح هابطا في أدنى درجات الحضارة مدنسا لكل ما يشينه ويسوؤه.. فهل يحق لنا أن نهجره ونهاجر منه خشية أن يصيبنا دنسه أو ننسب إليه¿ أليس من واجبنا أن نسعى للإصلاح داخليا ودون يأس أو قنوط¿ ونعمل على غسل قيمه وثقافته من كل شائبة ليصبح بهجة للناظرين وقرة عين للمخلصين وقبلة للقاصدين ووجهة للعاملين.! ـــ إن الحق ظاهر على الباطل لا محالة «وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا» ولنعلم أن الخير باق في أمة الإسلام حتى يرث الله الأرض ومن عليها ولا تزال طائفة من المسلمين ظاهرين على الحق لا يضرهم من عاداهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله فلنكن جميعا من هذه الطائفة المباركة.

*مستشار وزارة الأوقاف والإرشاد.