الرئيسية - محليات - من أجل تعليم نوعي في اليمن من رياض الأطفال إلى التعليم العالي
من أجل تعليم نوعي في اليمن من رياض الأطفال إلى التعليم العالي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تقرير / أفتكار أحمد القاضي – شهد التعليم في اليمن بمختلف مستوياته تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة رغم الجهود التي تبذلها الدولة والحكومة لتحسين العملية التعليمية وتجويدها ولكن لا توجد خطط واستراتيجيات قصيرة الأمد ومتوسطة وطويلة للارتقاء بالتعليم بالشكل المطلوب باستثناء إستراتيجية التعليم الأساسي التي حققت نجاحات طيبة حتى الآن.. هذا الأمر جعل الحكومة ممثلة بوزارات التعليم الثلاث بالإضافة إلى وزارة التخطيط والتعاون الدولي والمجلس الأعلى لتخطيط التعليم وعدداٍ من الجامعات تعد رؤية متكاملة للتعليم في اليمن 2015 – 2030م .. وتهدف إلى معالجة القصور الموجود في التعليم في اليمن بمختلف مراحله بدءا من الروضة حتى التعليم العالي كما أنها ستعمل على إزالة الفجوة القائمة بين المؤسسات التعليمية والدفع بسلم التعليم إلى أعلى المراتب مما يمكن بلادنا من المنافسة على مستوى المنطقة والعالم وتشير الكثير من الدراسات إلى أن اليمن من بين أكثر البلدان النامية معاناة من مظاهر محو الأمية حيث يوجد زهاء ستة ملايين من السكان الراشدين لا يملكون مهارات القراءة والكتابة كما يوجد ما يقارب مليوني طفل خارج نطاق التعليم الأساسي مما يشكل رافدا رئيسيا لتنامي أعداد الأميين وهذا يؤدي إلى انخفاض مستوى الكفاة الداخلية للتعليم العام بسبب الهدر الداخلي المتمثل في ارتفاع نسب التسرب والرسوب وتدني مستوى التحصيل. ويشير تقييم البنك الدولي للعام 2010م إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التحصيل الدراسي للطلبة اليمنيين بسبب هيمنة الطابع النظري على منهج مراحل التعليم المختلفة وتدني مستوى التدريب والتأهيل لمديري المدارس ونسبة عالية من المعلمين وهناك (46.4%)من السكان في سن 15 سنة فأكثر هم من الأميين إذ لا تتعدى نسبة القادرين على القراءة والكتابة (53.6%)من إجمالي السكان في هذه الفئة العمرية تمثل الإناث حوالي ( 37.9%) وبالنظر إلى واقع التعليم العالي والمهني فتشير الدراسات إلى أن هناك نقصاٍ حاداٍ في المدربين والمدرسيين وتدني مستوى التأهيل لمعظم العاملين والمدرسين في هذا القطاع إضافة إلى ضعف آليات تقويم الأداء المؤسسي والأكاديمي للجامعات الأهلية وهيمنة الكليات الإنسانية التي تشكل نسبة (65.1%) من إجمالي الكليات في مختلف الجامعات كما أن ضعف العلاقات بين التخصصات المتوفرة ومتطلبات عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد أدى إلى تزايد البطالة في أوساط حملة هذه المؤهلات ناهيك عن افتقار الجامعات الحكومية والأهلية للثقافة والتقاليد البحثية فضلا عن محدودية الإمكانات والوسائل اللازمة للقيام بالبحوث العلمية. وكل ذلك أصبح يستدعي بالضرورة إيجاد نظام تعليمي وتدريبي نوعي ومعاصر يستجيب لاحتياجات الفرد والمجتمع ويلبي احتياجات التنمية الشاملة والمستدامة ويحقق مطلبات الاندماج الدولي والإقليمي وصولا إلى مستوى الدول متوسطة التنمية البشرية أيضا لابد من توفير تعليم وتدريب متكامل ومتنوع ذي جودة عالية يحقق العدالة والفرص المتكافئة لجميع فئات المجتمع ويساهم في إعداد المواطن اليمني عقليا ومهنيا وأخلاقيا ويعزز الهوية الوطنية والثقافية للمجتمع اليمني ويمكنه من المنافسة في الإطار الإقليمي والدولي ويلبي احتياجات التنمية الشاملة والمستدامة في إطار الشراكة الفاعلة بين قطاعات المجتمع المختلفة وذلك من خلال منظومة تعليمية وتدريبية متكاملة وحكومة رشيدة تساهم في بناء الإنسان المنتج والمسؤول وتمكنه من الانجاز والإبداع. وتتضمن الخطة المزمنة لإعداد الرؤية المتكاملة للتعليم في اليمن ست مراحل المرحلة الأولى بدأت من يناير وحتى ديسمبر 2013م وهي المرحلة التنظيمية وتتضمن تطوير الرؤية والرسالة والقيم وإعداد منهجية العمل وإعداد الخطة المزمنة و الشروط المرجعية أما المرحلة الثانية فتبدأ من يناير 2014م وحتى نهاية مارس الجاري وتسمى تشخيص الوضع الراهن وتتضمن:إجراءات التعاقد مع الخبراء والباحثين وبدء العمل وإقامة ورشة عمل لمناقشة مكونات الأوراق الخلفية إعداد مسودة مكون تشخيص الوضع الراهن. فيما تبدأ المرحلة الثالثة من ابريل القادم وحتى يونيو 2014م وتسمى التوصيات والسياسات وتتضمن إعداد مسودة مكون التوصيات والسياسات وإعداد ورشة محورية لمناقشة مكوني تشخيص الوضع الراهن والسياسات لكل محور على حده . أما المرحلة الرابعة فتبدأ من يناير وحتى ديسمبر 2014م وتسمى مسودة الرؤية المتكاملة للتعليم في اليمن وتتضمن ورشة عمل لمدة(30) يوماٍ لتجميع المحاور في وثيقة واحدة إقامة (4) ورش عمل موسعة محلية في المحافظات وإعداد المسودة الأولية للرؤية المتكاملة للتعليم في اليمن فيما تتمثل المرحلة الخامسة في البرامج المزمنة من 2016-2030م وتتضمن تحكيم الوثيقة لدى محكمين داخليين وخارجيين وإعداد مكون البرامج المزمنة للرؤية المتكاملة للتعليم في اليمن (2015-2030م) وإعداد ورشة عمل متخصصة لمناقشة مكون البرامج المزمنة للرؤية المتكاملة للتعليم في اليمن. وأخيرا المرحلة السادسة وتبدأ في مايو القادم وحتى يونيو وبعدها تأتي مرحلة تدشين الرؤية المتكاملة للتعليم في اليمن 2015- 2030م.