الرئيسية - كــتب - الهجرات اليمنية إلى المغرب في المصادر الإنجليزية
الهجرات اليمنية إلى المغرب في المصادر الإنجليزية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

انطلق الإنسان الأول من اليمن لينتقل بعد نحو سبعة آلاف سنة قبل الميلاد إلى الخليج ومنه إلى الشام في مراحل ثلاث إحداها عبر مصر ومنها إلى المغرب. كيف انطلق الإنسان اليمني في هجرته إلى المغرب.. ما المصادر التاريخية المؤكدة لتلك الهجرات.. ولماذا تناول الباحث تلك الظاهرة القديمة اعتمادا على المصادر الأجنبية والتحليلات الجيولوجية¿ أسئلة يجيب عنها بعمق وبرؤية الأكاديمي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله في دراسته الحديثة “الهجرات اليمنية إلى المغرب الكبير قبل الإسلام بسبعة عشر قرنا” وهو بحث تاريخي عن الهجرات اليمنية إلى المغرب وأثرها . وينطلق الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله عضو أكاديمية المملكة المغربية والمجامع العربية من اعتبار واحد يتمثل في أن ” الجزيرة العربية انطلاقا من الربع الخالي اليمني إلى الشام هي منبثق الحضارات السامية التي كيفت أقاليم الهلال الخصيب وما وراءه اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا” ص 7 مصادر غامضة! ما يميز دراسة بن عبد الله بل ويصبغها بالفرادة اعتماده على المصادر الإنجليزية خلاف الباحثين والدارسين الذين تناولوا تلك الظاهرة من مصادر عربية فقط! صحيح أن موضوع كهذا عربي صرف تكون في محيط عربي بل وتم تاريخه من قبل أن يواجه صعوبات جمة في البحث عن حقائقه من المصادر الإنجليزية المعروفة بشحتها فقط! يتوصل الدكتور إلى النتيجة التالية “أن الأراميين من أصل واحد مع العرب البائدة أو العرب العاربة …… يشير في كتاباته إلى أن حزائيل ملك العريبي أي العرب جاء خاضعا إلى نينوى وحزائل- اسم آرامي- وقد ذكر الدكتور هوميل أن الآراميين والعرب من عنصر واحد” ص33. لغة يمن المغرب في تلك النقطة بالذات توصل الدكتور في دراسته إلى أن “اللغة الكنعانية (الفينيقية) هي نتاج تزوج إبراهيم الخليل عليه السلام بعد سارة بقنطورة بنت يقطان الكنعانية فولدت له ستة أولاد منهم يقشان الذي من نسله جيل البربر وقد انتقل البربر من جنوب فلسطين عن طريق مصر حوالي 1300 ق.م. ثم تتابعت الجاليات التي منها الفراعنة من الاستيطان بمصر حسب يوسف بن عبدالبر القرطبي وفي عام 1095 ق.م. أجلى طالوت (وهو شاوول الذي باركه نبي الله صمويل كأول ملك لبني إسرائيل بعد عصر القضاة) الكنعانيين عن فلسطين وأخرج من بقي منهم بها نبي الله داود عام 1055 ق.م. وفي عام 1215 ق.م. انتصر الإسرائيليون على الكنعانيين بفلسطين فانتقل بعضهم إلى فينيقسة ومنها إلى إفريقية حيث التحقوا بإخوانهم الأقدمين عن طريق برزخ السوس صحبة مصريين فروا من الاضطرابات السياسية بمصر آنذاك فكونوا الجيل الفينيقي العربي ومنهم فريق كنعاني مر بإيطاليا وصقلية فصحبهم إلى إفريقيا” ص 44 ويخلص الدكتور إلى أن “القبائل العربية التي نزحت من الجزيرة العربية تتكلم كلها لغة واحدة هي العربية الأصلية التي تفرعت إلى لهجات احتفظت بخصائصها وسميت باللهجات أو اللغات السامية تمييزا لها عن اللغات الآرية والطورانية ومن مميزات اللغة السامية أصولها الثلاثية الأحرف واشتقاقها الناتج عن مجرد تغيير الحركات”. ص45 ويمكن القول بأن الساميين عرب ولغتهم التي هي اللغة الأم اللغة العربية والنصوص كلها مجمعة على هذه الحقيقة أما العبرية فهي لهجة سامية متأخرة. اليمن أصل الجنس البشري يؤكد بن عبدالله ما ذهب إليه (فيلبي) في كتابه “تاريخ العرب قبيل الإسلام” (الإسكندرية 1947 ص. 9): “إنني أعتبر بلاد العرب الجنوبية (ومن ضمنها اليمن) هي الوطن الأصلي لهذا الجنس من البشر المعروف الآن باسم الساميين وهو يمتاز عن سائر الشعوب بلغته المعروفة باسم العربية” ثم لاحظ أنهم هاجروا بسبب الجفاف الذي ظهرت بوادره بعد العصر الباليوليثي وهو العصر الحجري القديم الذي يبدأ قبل 35 ألف سنة نحة الشمال إلى أطراف الهلال الخصيب. العزيز ويؤيد الأستاذ فيلبي خبير أنثروبولوجي آخر ملاحظته “أن اليمن وعدن كانتا مأهولتين بالسكان في العصر النيولوثي (وهو العصر الحجري الحديث المحدد بين 7000 و 5000 ق.م.) هاجر منهم إلى عمان والخليج وآخر إلى الصومال وكينيا وتنجانيقا وفريق ثالث إلى نجران وسيناء وفلسطين. مسارات جيولوجية لم يكتف الدكتور بالبحث عن ظاهرة الهجرة اليمنية إلى المغرب اعتمادا على المصادر التاريخية الأجنبية فقط بل تعمق في البحث عن تلك الهجرات جيولوجيا !¿ فبعد أن لجأ إلى الدراسات الجيولوجية التي حللت الطرق التي يمكن أن يكون قد قطعها هذا الإنسان الأول كشف عن المناطق التي عبرها وهي تونس والمغرب الشرقي (تافوغالت) ثم ناحية فاس والقبيبات بالرباط وسيدي عبدالرحمن بأنفا (الدار البيضاء الحالية) انحدار يمني الواقع أن الجنوب الإفريقي الذي يفصله عن شماله خط الاستواء كان أقرب إلى جزء آخر هو البحر البربري في المحيط الهندي من حيث انحدر عرب بيمنيون منذ أعرق العصور لنشر العمران في المهامه المتوسطية من جنوب القارة وقد استشف الأثريون معالم الحضارة اليمنية في عاديات هذه المنطقة وبذلك يكون العرب والبربر وخاصة اليمنيين وصنهاجة وهما من حمير هم الذين وصلوا جنوب القارة بشمالها الممتدين على طول المحيط الأطلسي غربا والمحيط الهندي جنوبا وبحر القلزم أو البحر الأحمر شرقا. ويخلص في دراسته إلى أن البربر اسم كان يطلق على جيل يسكن النواحي الممتدة من سيوا بحدود مصر إلى المحيط وإلى نهر النيجر بالسنغال ويرى المؤرخون القدامى قبل الإسلام أن أصلهم إما من إفريقيا بنفسها وهم عرب حميريون انحدروا من اليمن ليعمروا القارة الإفريقية شمالا وجنوبا وقد تعززت نظرية عروبة البرابرة الأفارقة بأدلة ذات قيمة علمية أبرز بعضها هلفريبز سؤال ختامي بعد انتهائي من قراءة الكتاب برز سؤال في ذهني.. إذا ما الفائدة من هكذا بحث وهكذا إصدار.. الفائدة تتمثل في أنه أوجد رابطا قويا يربط كل بشر العالم مبتدأه اليمن …إن إنسان أفريقيا وخاصة المغرب ما هو إلا إنسان هاجر من جنوب الجزيرة العربية وتحديدا اليمن ليقدم للعالم كله أعظم هجرات شهدها الكون!