الرئيسية - محليات - الحديدة.. قلق من تزايد حالات الإعاقة في صفوف الأطفال
الحديدة.. قلق من تزايد حالات الإعاقة في صفوف الأطفال
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تتزايد الحالات المرضية للأطفال المصابين بأمراض الإعاقات الذهنية منها او الجسدية في محافظة الحديدة .. فبحسب إحصاءات فإن محافظة الحديدة تأتي في صدارة المحافظات من حيث أعداد الأطفال المعاقين والذين يتجاوز عددهم 7300 طفل معاق منهم 40 % مصاب بمرض الإعاقة الذهنية ناهيك عن أعداد أخرى لم يتم تقييدها في كشوفات صندوق رعاية وتأهيل المعاقين ( والذي بات شبه متوقف عن العمل بسبب توقف الدعم ) وهو الجهة الوحيدة المعنية بالوقوف على مثل هذه الحالات المرضية ورعايتها في ظل غياب تام للمراكز الصحية والمشافي المعنية بالوقوف على أمراض الإعاقة ناهيك عن الافتقار للمتخصصين في علاج أمراض الإعاقة في ظل التزايد في أعداد المصابين مع غياب تام للدولة وأجهزتها المعنية بالتزامن مع الأسعار الكبيرة والتكاليف الباهظة التي يحتاجها الأطفال المرضى لاستقرار حالاتهم المرضية بشكلها الموجود .. ناهيك عن أن الآباء والأمهات يعانون من تدهور حالات أبنائهم ( المصابين بالاعاقات ) لغياب المشافي المعنية وانعدام الكادر وعدم وجود توعية في التعامل مع أمراض الاعاقة ..

بسبب عوامل بيولوجية أو وراثية أو أخطاء أثناء الولادة قد يتعرض بعض الأطفال للإصابة بأمراض الإعاقات الذهنية أو الجسدية وحتى الحركية الأمر الذي يؤثر على حركة وتفكير وسلوك هؤلاء الأطفال منذ أيامهم الأولى ويرافقهم هذا المرض طوال حياتهم وربما يحصل تحسن بسيط وقد تتدهور الحالة المرضية – كما يقول الأطباء المتخصصون – محافظة الحديدة تأتي في صدارة المحافظات من حيث تزايد أعداد الأطفال المعاقين بالإعاقات حسب إفادة صندوق رعاية وتأهيل المعاقين بالحديدة والذي أكد أن أكثر من 7300 طفل مصابين بالإعاقات منهم 40 % مصاب بمرض الإعاقة الذهنية وقال مدير الصندوق وليد الشوافي: إن هذا العدد المذكور هو ما تم تقييده وأن هناك اعداداٍ أخرى لم يتم الاطلاع عليهم أو لم يقم ذوو الأطفال المعاقين بتسجيلهم لدى الصندوق .. ويؤكد القائمون على الصندوق أن ثمة قلقاٍ كبيراٍ نتيجة هذا التزايد المخيف لأعداد الأطفال المصابين بأمراض الإعاقات في محافظة الحديدة وأن الأمر يحتاج الى قيام الدولة بتحرك سريع يعمل على إنزال فرق طبية وعلمية من شأنها تنفيذ دراسات لمعرفة أسباب التزايد لأمراض الإعاقات التي باتت تثير قلق المجتمع في المحافظة .. وطالب مدير صندوق رعاية وتأهيل المعاقين بأن يتم تشكيل لجان ميدانية للنزول إلى المناطق وتوثيق حالات الإعاقة التي لم يتم تسجيلها لمعرفة حجم الكارثة الموجودة في محافظة الحديدة المتعلقة بحالات الإصابات بأمراض الإعاقات الذهنية او الجسدية والحركية .. أسباب عديدة تتعدد أمراض الإعاقة بتعدد وتنوع أسبابها فمنها ما يتعلق بالانتقال الوراثي ومنها ما يتعلق بانتقال الأمراض من القطط الى الأم الحامل وغيرها من الاسباب .. الدكتور نجيب ملهي رئيس نقابة الأطباء بالحديدة وأخصائي أطفال قال ( إن ما يعانيه الأطفال المصابون بأمراض الإعاقة بأنواعها يفوق ما يمكن أن نتخيله خاصة مع انعدام المراكز الصحية وغياب الوعي لدى الآباء الذين يعاني أبناؤها من هذه الأمراض الأكثر ألما بهؤلاء الأطفال … وقال ( الإعاقات التي تصيب الأطفال تتركز في الإعاقة الحركية والإعاقة الذهنية والإعاقة البصرية والإعاقة السمعية والتي ترتبط بإعاقة النطق .. وهذه الإعاقات تتسبب في الغالب إما بفقدان البصر بشكل كلي ( لأصحاب الإعاقة البصرية ) أو بشكل جزئي وفيما يتعلق بالإعاقة الحركية يصبح هؤلاء الأطفال غير قادرين على استعمال أطرافهم ( المشي ) أو اليدين وهو الحال مع إعاقة الذهن والذي هو عبارة عن ضمور للمخ بحيث تصبح هناك صعوبة فيما يتعلق بعملية التفكير .. وفيما يتعلق بالأسباب قال الدكتور نجيب ملهي (أن الإصابة بالإعاقات تأتي إما لأسباب بيولوجية أو وراثية – كأن يكون أحد الأبوين أو أحد الأقارب من الآباء والأجداد و..الخ مصابين بمرض الإعاقة وهو ما قد يظهر في الطفل وينتقل اليه بحكم توارث بعض الصفات والأمراض ويكون في الغالب في الجانب الوراثي لسبب زواج الأقارب .. كما ان هناك أسباباٍ أخرى مرتبطة بفترة ( الحمل ) إما قبل أو أثناء أو بعد الولادة فقبل الحمل يتعلق بزواج الأقارب الذين قد يكون فيهم بعض المشاكل المرضية أما أثناء عملية الحمل فهو كأن تصاب الأم الحامل بمرض الحصبى الألمانية أو مرض الهررة وهو الداء الذي ينتقل من ( القطط ) الى الأم الحامل – دون غيره من البشر – وهذا المرض يتسبب في إصابة الجنين وخروجه معاقا .. وأما ما يتعلق منها بفترة ما بعد الولادة فتنحصر في نقص الأكسجين أثناء عملية الولادة الأمر الذي يؤثر على المخ وبالتالي يؤدي الى ضموره ومن ثم الى وجود إعاقة لهذا الطفل ولهذا ينصح أن تتم عملية الولادة في المشافي لكي يتم تزويد الطفل المولود بالأكسجين إن هو احتاج لذلك .. كما ان عدم الحصول على الجرعات الصحية للأطفال كاملة قد يؤدي الى الاصابة ببعض الأمراض ومن ثم بإعاقة نتيجة تدهور حالة الطفل .. ) ويأتي في مقدمة هذه الإعاقات مرض التوحد الذي هو عبارة عن حالة ضمور للمخ ويؤدي على التخلف العقلي و سوء الانتباه والحركة وعدم القدرة على التعامل مع المحيط الذي حوله فالأطفال المصابون بهذا المرض يعانون من مشكلة اللغة التعبيرية لديهم او لغة الاستقبال لديهم – مع ان الأطباء يؤكدون ان بعض هؤلاء الأطفال المصابين بهذا المرض وفي وجود هذه الأعراض – قد يكونون يفهمون ما يدور حولهم لكنهم لا يستطيعون التفاعل معه .. هذه الإعاقة تتسبب في معاناة حقيقية لهؤلاء الأطفال الذين يصعب عليهم القيام باحتياجاتهم الخاصة ناهيك عن تسببهم في كثير من المتاعب لذويهم الذين يعجزن في كثير من الأحيان للتعامل معهم بسبب الإعاقة الذهنية المترافقة مع الإعاقة الجسدية والحركية. معاناة الآباء ومع معاناة الأطفال المرضى بالإعاقة فإن ثمة معاناة حقيقية للآباء والأمهات الذين تتفطر قلوبهم جراء إصابة أطفالهم بمثل هذه الأمراض وعدم قدرتهم على علاجهم .. حيث يقول محمد سعيد والد الطفل احمد 7 سنوات مصاب بمرض الإعاقة الذهنية منذ ولادته يقول ( انه قد أرهق ماليا وذهنيا .. فمنذ أن علم بمرض ولده في سنته الأولى حاول أن يبذل كل جهده لعلاج ابنه المصاب بالإعاقة لكن للأسف أخبروه الأطباء أنه لا حل لمرض ابنه في الوقت الراهن وفي اليمن على وجه التحديد .. ) ويضيف: ( اقتنعت وسعيت للحفاظ على حالة ولدي والعمل للحد من تدهورها فإبني وهو الآن في السنة السابعة لا يستطيع أن يقوم باحتياجاته الخاصة من أكل وشرب واغتسال .. ناهيك من انه وبسبب الاعاقة الذهنية والجسدية والحركية يقوم ببعض التصرفات التي قد تضره وتتسبب في إصابته بالجروح.. ومع ذلك فنحن في المنزل نتناوب على متابعته لكن المشكلة أن الدولة لم توفر لنا مشافي ومراكز صحية خاصة بمعالجة أمراض الإعاقة .. وهناك مركز خيري يقوم بتدريب الأطفال المعاقين على بعض الحركات وتنمية لغة الفهم وتنمية ما يتعلق باحتياجاتهم الخاصة لكنه يظل مركز محدود الإمكانات ويفتقر للكادر الطبي .. وقال (كل تلك المعاناة السابقة والتكاليف الباهظة والكبيرة للأدوية التي يحتاجها الطفل لاستقرار حالته المرضية تتزايد لأن الراتب بسيط والاحتياجات الأخرى كثيرة ولا ندري ماذا نفعل .. انا أطالب الدولة بتوفير العلاجات مجانا لمرضى الإعاقة ..) الطفل المعاق احمد ومعاناة أسرته معه هو نموذج لمئات الأطفال المعاقين الذين يعجز ذووهم عن توفير العلاجات والمتطلبات الطبية لهم .. في ظل عدم اكتراث الدولة بهذه الشريحة التي تعاني المرض ويكابد ذووها العجز والفقر والحاجة .. أما والدة الطفل مهند البالغ من العمر 9 سنوات فهي تشكو من ان بعض أعضاء والدها باتت تتدهور كما هو الحال مع العيون والسمع وكذلك النمو وهذا التدهور يأتي مع غياب الرعاية الطبية له وكذا من عدم توفر العلاج الذي ما عادت الأسرة قادرة على توفيره بسبب قلة الحال وتدني الدخل .. وقالت والدة الطفل مهند: (اليوم نحن نعاني جراء إصابة والدنا من الإعاقة التي رافقته من الولادة وقال الأطباء: إن السبب فيها هو افتقاره للأكسجين أثناء الولادة (كون الولادة كانت في المنزل) كما نعاني من تدهور بعض الأجهزة والأعضاء لديه .. ومعاناة أخرى تتعلق بالإصابات التي يكون هو سبب فيها بسبب تصرفاته غير المتزنة والتي تؤدي في بعض الأحيان الى إصابته بجروح أو ببعض الكدمات وفي أحيان يحتاج الأمر الى اسعافه من تلك الإصابات المستوصف .. وتحكي أم مهند قصصاٍ ومواقف من الألم والقهر وهي تشاهد طفلها يتألم أو يبكي مما يعاني وهي عاجز غير قادرة على انقاذه أو التخفيف من آلامه .. فلا مشاف معنية بمثل حالته ولا قدرة مالية لشراء العلاجات باهظة الثمن التي تسهم في التخفيف من أوجاعه لأنها باهظة الثمن. عجز أم إهمال¿ ومع تزايد وتفاقم المشكلة نجد ان الدولة ما تزال غير معنية بهذه المعضلة (مرض الإعاقة) التي يعاني منها الآلاف من الأطفال في محافظة الحديدة فصندوق رعاية وتأهيل المعاقين بالحديدة والذي كان معنياٍ برعاية الأطفال المصابين بالإعاقات الذهنية والجسدية ويقوم بتوفير والمعدات والعلاجات الطبية لهم (ممن مسجل لديه) في حدها الأدنى بدعم من الدولة أوضح مدير صندوق رعاية وتأهيل المعاقين بالحديدة أن الدعم الذي كان يقدمه الصندوق للأطفال المعاقين (ذهنيا أو جسديا ..) توقف بتوقف الدعم الذي كانت تقدمه الدولة للصندوق عام 2011م ونحن ومنذ ذلك التاريخ نحاول اعادة ذلك الدعم .. وأضاف: ان مجلس النواب كان قد اقترح أن يتم تخصيص نسب مالية على بعض الجهات كالاتصالات والجمرك والمرور ومصانع الاسمنت وغيرها لدعم الأطفال المصابين بالإعاقة ولتوفير الاحتياجات الطبية لهم إلا أن ذلك لم يتم تنفيذه للأسف الشديد .. مدير مكتب الصحة بالحديدة الدكتور عبدالرحمن جار الله أقر بأن الدولة لا توفر إلى الآن مشافي خاصة بالأطفال المصابين بحالات الإعاقة المختلفة كما انها – الدولة – لم تعمل على تأهيل كادر طبي كتخصص في هذا الجانب .. وقال: إن المراكز الصحية الخيرية أو الحكومية الموجودة على مستوى اليمن لا تقدم خدمات طبية كاملة للمعاقين عدا من مساعدة بسيطة وتأهيل محدود كما هو الحال مع مركز البهجة والرحمة في محافظة الحديدة والتي هي – مبادرات إنسانية من قبل بعض الأشخاص المساهمين في هذا الجانب .. وأضاف: (إن الدولة معنية اليوم بتوفير مشاف للمعاقين من الأطفال كما وفرت مشافي للمرضى النفسيين والعقليين ممن تجاوز منهم سن الشباب وعليه تأهيل بعض الأطباء أو ابتعاثهم للدراسة الطبية في مجالات الإعاقة ليتم الاستفادة منهم في هذا الجانب..) وحتى تقوم الدولة بمسؤولياتها تجاه هؤلاء المرضى والمصابين بالإعاقة من الأطفال فإن المعاناة سوف تستمر وتستمر معها معاناة آلاف الأسر التي باتت محاصرة بالفقر وحاجة أطفالهم للعلاج..