الرئيسية - محليات - الأمراض العابرة للحدود تفتك بالناس والمكافحة الغائب الأكبر
الأمراض العابرة للحدود تفتك بالناس والمكافحة الغائب الأكبر
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لم تعد المنافذ البحرية تقتصر على مخاطر تهريب البضائع والمواد السامة والمحظورة التي تعج بها الأسواق المحلية بل أصبحت أماكن وبؤر لاستقبال البعوض والحشرات الناقلة لمختلف الأمراض والأوبئة الخطيرة. ووفقا لدراسات علمية فإن السكان في المناطق القريبة من الموانئ البحرية يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العابرة للحدود ومنها وباء حمى الضنك الذي بلغ عدد المصابين به من اليمنيين خلال العام الماضي كما توضح الإحصائيات الرسمية أكثر من 10 آلاف معظمهم في محافظة الحديدة التي تستوطنها فيروسات حمى الضنك مع تصاعد مخاطر انتقالها الواسع إلى بقية مناطق البلاد ولا تزال أسباب حدوث المضاعفات الخطيرة لمرضى حمى الضنك مجهولة حتى الآن بحسب الباحث مراد عبدالرحمن الذي أعد دراسة علمية ميدانية وتم إعلان نتائجها قبل أيام بحضور عدد من مسؤولي وزارة الصحة العامة والسكان والتي توصل فيها إلى نتائج مهمة على صعيد محاولات كشف تلك الأسباب. نتائج هامة وخلصت الدراسة التي أعدها الباحث الأهدل بعنوان “كشف وتحديد النوع الجيني لفيروسات حمى الضنك في محافظة الحديدة باستخدام تقنية “البي سي آر” إلى أن محافظة الحديدة من أبرز المناطق التي تستوطنها فيروسات حمى الضنك ويتواجد فيها الطرز الجينية الأربعة لهذه الفيروسات لقيم تسجيل الطراز الرابع من فيروسات حمى الضنك لأول مرة في الجمهورية اليمنية.. كما توصلت الدراسة إلى أن النوع الاجتماعي الذكر والأنثى وتركيب المنازل من العوامل المرتبطة بانتشار الإصابة بهذه الفيروسات”. ويوضح الباحث مراد الأهدل في حديثه لـ”الثورة” أن دراسته الميدانية التي أجراها في مواقع متعددة من محافظة الحديدة خلال الفترة من سبتمبر 2012م وحتى يونيو الماضي توصلت إلى أن نسبة الإصابة بهذه الفيروسات عند الذكور أعلى من الإناث في حين أن نسبة الإصابة بين سكان المنازل المغلقة “الشقق” أكبر من نسبة ساكني المنازل العشوائية البناء “المفتوحة” إضافة إلى أن نسبة الإصابة بالفيروس في المناطق الحضرية أعلى منه في المناطق الريفية ذلك أن الشقق والمنازل المغلقة لا يتوفر فيها الاحتياطات اللازمة لمكافحة البعوض الناقل للمرض. زيادة دراماتيكية ويضيف الباحث الأهدل في دراسته التي حصل بموجبها على درجة الماجستير بامتياز من كلية العلوم بجامعة صنعاء أن فيروسات حمى الضنك المنقولة عن طريق حشرة البعوض تنتمي لعائلة الفيروسات (الفلافية) والتي عادة ما تغزو المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حيث تعتبر الحديدة من المحافظات التي يستوطنها وباء حمى الضنك منذ العام 1994م. مشيرا إلى أن هذه الأوبئة التي تنتشر في المحافظة لم تحظ بدراسات دقيقة بما فيه الكفاية على الرغم من أن أسباب حدوث مضاعفات الإصابة بحمى الضنك لا تزال مجهولة. 3 مراحل ويشير الباحث الأهدل إلى أن هناك ثلاث مراحل للإصابة بحمى الضنك الأولى تتمثل في ظهور أعراض الحمى والآلام في مفاصل الشخص المصاب وتستمر هذه الأعراض 7 أيام ويمكن تفادي حدوث المضاعفات بإعطاء المصاب أدوية وفيتامينات. أما المرحلة الثانية فتكون عند حدوث المضاعفات حيث تنخفض الصفائح الدموية إلى مستويات خطيرة يحدث معها نزيف دم حاد قد يؤدي بالمصاب إلى الوفاة إذا لم يتم التبرع بالدم وعزل تلك الصفائح المصابة. المرحلة الأخطر من الإصابة هي المرحلة الثالثة والتي تكمن في حدوث صدمة للمصاب خلال الثلاثة الأيام الأولى ويتعرض لجلطات دم في أكثر من مكان في الجسم ليتعرض على الفور دون التمكن من إجراء أي تدخلات إسعافية. إجراءات الوقاية ويشدد الباحث مراد الأهدل على ضرورة قيام أجهزة الدولة المختصة بتسديد إجراءات مكافحة الحشرات والبعوض الناقل للأوبئة في موانئ الحاويات التي تستقبل بضائع وسلعا متعددة. وغالبا ما تكون البعوض الحاملة لهذه الفيروسات متواجدة قادمة من مختلف البلدان وهو الأمر الذي لا تعطيه الأجهزة الصحية المعنية الأهمية اللازمة حتى الآن وهو ما ينعكس سلبا على الجانب الصحي وانتقال الأمراض والأوبئة العابرة للحدود.