الرئيسية - محليات - الإهمال يهدد باندثار المواقع الأثرية والسياحية بالحديدة
الإهمال يهدد باندثار المواقع الأثرية والسياحية بالحديدة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحديدة /فتحي الطعامي – على الرغم من امتلاكها الكثير من المعالم التاريخية والمواقع السياحية التي لا توجد في أي محافظة أخرى وتعد بيئة خصبة لاستجلاب الزائرين الوافدين إليها من أغلب محافظات الجمهورية ومن بعض دول الجوار إلا أن محافظة الحديدة ما تزال تعاني من انعدام رؤية واضحة للارتقاء بالعمل السياحي وبما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني ناهيك عن أن أغلب تلك المواقع السياحية والمعالم الأثرية تشكو الإهمال وبعضها يشكو الاندثار والتهدم .. فمحافظة الحديدة وإضافة إلى موقعها الجغرافي الهام فهي تمتلك مواقع ومناطق سياحية مهمة يأتي على رأس تلك المواقع جزيرة كمران الزاخرة بالمعالم التاريخية لكنها تعاني من الإهمال وغياب المشروع السياحي الذي يجعل منها قبلة للزائرين .. كما أن المحافظة تمتلك عشرات الجوامع والمعالم والقلاع التاريخية في مدينة الحديدة مثل ما هو الحال مع مدينة السور في منطقة باب مشرف والقلعة اليمانية والجامع الكبير والتي يعود تاريخ إنشاء أو بناء بعضها إلى ما قبل 10 قرون من الزمن .. إضافة إلى وجود 200 معلم تاريخي في مدينة زبيد الأثرية والتي باتت مهددة من قبل منظمة اليونسكو بالشطب من قائمة المدن التاريخية في العالم بسبب ما يجري فيها من إهمال وتعد على تلك المعالم في ظل عدم اكتراث السلطات المحلية والتي لا تقوم بإجراءات عملية سوى اللقاءات وتشكيل اللجان .. وهو ما يهدد هذه المدينة الأثرية .. في ظل مناشدات وصرخات من قبل الأهالي والجهات المجتمعية الحكومة القيام بخطوات عملية جادة تحافظ على هذه المدينة من أي تغيير لوضعها .. مدير مكتب السياحة بالحديدة قال عبدالله الكولي أن هذا الحال الذي تعاني منه زبيد يجري على معظم المعالم الأثرية والتاريخية والسياحية في الحديدة على سبيل المثال ستة معالم تاريخية في مديرية حيس والتي تعاني الإهمال وفي مقدمة هذه المعالم المدرسة الياقوتية الأمر ذاته مع قلعة الزيدية وقلعة الزهرة واللحية .. وأضاف: إن الحديدة تزخر بالمعالم والمواقع السياحية والأثرية بأعداد كبيرة إلا إن السبب الرئيسي في تدهور وضعها وعدم إعادة ترميمها يتمثل في أن الحكومة غير مهتمة بتطوير العمل السياحي والذي يعد رافدا اقتصاديا مهما للخزينة العامة مما أدى إلى تدني الوضع السياحي في الحديدة .. ناهيك عن الدولة وفي هذه المرحلة صرفت كل جهودها للاهتمام بالوضع السياسي والأمني وأهملت بقية القطاعات وفي مقدمتها القطاع السياحي والذي أثر على السياحية وعلى الاقتصاد المحلي والمركزي .. وأردف قائلا: إن مكتب السياحة في الحديدة وبالتنسيق مع بعض الجهات المسئولة في المحافظة قام بتأهيل حمام السخنة السياحي والأثري والذي يقصده الآلاف من المواطنين من مختلف المحافظة طوال العام وبما يرتقي بوضعه ويجعله مهيأ لاستقبال الزائرين والذين يأتون إليه من العديد من المحافظات ومن بعض دول الجوار .. واستطرد مدير مكتب السياحة بالحديدة بالقول: إن  السلطة المحلية والحكومة تعملا على رصد ميزانيه لترميم وتأهيل تلك المعالم والمواقع السياحية والأثرية كما أنها لم تقم بتقديم التسهيلات للقطاع الخاص للاستثمار في بعض المناطق السياحية كما هو الحال مع جزيرة كمران والتي يمكن أن يتم تحسين وضعها إذا أعطيت للاستثمار الخاص إلا أن القطاع الخاص لا يمكن أن يعمل – حسب قوله – إلا إذا وجد مناخا أمنيا واستثماريا مناسبا ومهيأ وآمنا والأوضاع الأمنية المتردية حاليا تعطي انطباعا لدى القطاع الخاص أنه لا يمكن العمل في ظل هكذا أوضاع . ويضيف: إن الحركة السياحية تأثرت في الآونة الأخيرة في الحديدة فعلى مستوى السياحة الخارجية غابت السفن المحملة بالزائرين بسبب الوضع السياسي والأمني الذي تعيشه اليمن .. ناهيك عن انخفاض ملحوظ للسياحة الداخلية بسبب ذلك الوضع إضافة إلى تردي الخدمات السياحية وبسبب عدم قيام السلطة المحلية بالمحافظة بعمل إرشادات سياحية للتعريف بهذه المعالم المهمة كما أنها لم تقوم بتأهيلها وإعادة إبرازها كموروث حضاري يمني وبما يعرف الزائرين على تاريخ تلك المعالم والأحداث التي ارتبطت بها .. وطالب الكولي الجهات المعنية بسرعة العمل على إعادة تأهيل لبعض المعالم السياحية التي يقصدها الكثير من الزائرين كما هو الحال مع  محمية برع والتي يتوافد إليها الزائرون طوال العام .. وبإنشاء منتجعات ومتنزهات سياحية وتأهيل الكادر الموجود في إدارة السياحة وبما يرتقي بهذا الخدمة .. وأكد على أن مكتب السياحة في الحديدة لديه رؤية متكاملة لإعادة تأهيل المعالم السياحية الأثرية وبما يحسن من وضعها إلا أنه لم يتم التجاوب مع تلك الرؤية ..