الرئيسية - محليات - الأمراض الجلدية تفتك بنازحي أبين
الأمراض الجلدية تفتك بنازحي أبين
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مدير الصحة: لا توجد مضاعفات خطيرة ويجب أخذ الجرعات بانتظام

لم يدر بخلد نازحي أبين في مراكز الإيواء في مدارس عدن آنذاك أن المرض الفطري المعروف بـ” سعفة الرأس والجلد” قد داهم أعداداٍ منهم من أشخاص التحقوا بمراكزهم الإيوائية بعد عام من النزوح في مايو العام 2011م رْغم المناشدات الإنسانية التي وْجهت من قبل المجالس الأهلية التي شْكلت لتْعنى بشئون النازحين حينذاك للاهتمام بالرعاية الصحية الأولية للأْسر النازحة وبعد مرور عام و7 أشهر على عودة الأهالي إلى مناطقهم السكنية تعالت النداءات في فبراير الماضي للتبليغ بانتشار هذا الوباء بين أعداد كبيرة من سكان المناطق في محافظة أبين وللوقوف على صحة تلك النداءات الإنسانية كانت “الثورة” حاضرة في إحدى مدارس حي سواحل في عاصمة المحافظة زنجبار أحد الأحياء المستهدفة لنزول الفرق الفنية الطبية لمعاينة الحالات المصابة .

لم يقتصر نزول الفرق الطبية للتعامل مع طلاب المدارس فقط بل المواطنين الآخرين من الأحياء السكنية الذين يشكون هذا المرض حيث تحدث أحد المواطنين قائلاٍ : الشعور بالحكة في الجلد هي بداية مشكلتي مع هذا المرض رغم أنني قمت بعمل اللازم قبل أن آتي لتناول الدواء من الفريق الطبي حيث استخدمت مسحوق الحناء للتخفيف من تلك الحكة لكن مع ذلك لا يمنع من استشارة الأطباء في مسألة تتعلق بصحتي . كما تحدثت إحدى الأمهات قائلة: منذ يومين مضت شاهدت طفلتي ذات الـ 6 سنوات تحْك رقبتها مع ظهور بقع صغيرة بيضاء أشبه بالبهق وعند علمي بمجيء الفريق الطبي جئت بها إليهم لمعاينتها وأْعطي لها مرهم للاستخدام كعلاج وأتمنى لها الشفاء وبقية أطفالنا المصابين بهذا المرض . استقبال الحالات في زحمة عمله لمعاينة الطلاب عقب الطابور الصباحي تحدث د. خالد العسل رئيس الفريق الطبي لمؤسسة الرعاية والإغاثة الصحية قائلا ٍ: مؤسستنا شبابية خيرية تهتم بالجانب الصحي في المجتمع ولدينا برامج توعوية تدريبية للتوعية بالأمراض الوبائية والأمراض المزمنة ففي الجانب التدريبي نهتم بالجانب الصحي التأهيلي للمواطنين وعمال الصحة مثل الدورات في مجال الإسعافات الأولية وهذه الحملة تأتي استجابة للنداء بالوباء المنتشر في أبين ــ مرض سعفة الرأس والجلد والهدف من حملتنا هذه هو معالجة المرضى والحد من انتشاره إلى مناطق أخرى وتوعية الناس بأهمية النظافة الشخصية حيث تشكل الأساس في الحد من انتشار الأمراض الفطرية وقد تم تدشين عملنا يوم 20 مارس الماضي لاستقبال مرضى” تينيا كوبيتيس” في عدد من المناطق مثل منطقة عمودية التي تم استقبال الـ 21 حالة فيها ومنطقة باشحارة 13 حالة وكذا حصن شداد 7 حالات ودهل أحمد حالة واحدة ومنطقة سواحل 31 حالة وفي الحجر استقبلنا 15 حالة وفي مدرسة 22 مايو18 حالة وفي منطقة الطميسي 16 حالة ومدرسة بلال 24 حالة.. الشيخ سالم 8 حالات ومدرسة9 حالات وهذه الحالات تم استقبالها خلال أسبوع مع التأكيد أن العيادة استقبلت أيضاٍ حالات أخرى مثل الجرب. وعن أعراض هذا المرض تحدث قائلاٍ : تظهر علامات الأعراض من 14- 21 يوماٍ وفي هذه الفترة الزمنية يكون المريض حاملاٍ لهذا الوباء الفطري ثم تبرز في الظهور بعد ذلك من خلال العلامات التي تبدو على هيئة الطفح والبثور أما في الرأس أو في أجزاء أخرى من الجسم وعلى ضوء تشخيصنا للحالات يتم صرف الأدوية المضادة للفطريات مثل أقراص جريسوفولفين إضافة إلى الشامبو والكريمات. الوضع تحت السيطرة تتواصل فرق النزول بالإشراف والتنسيق مع مكتب الصحة في محافظة أبين لرصد ومعالجة الحالات المصابة بمرض “سعفة الرأس والجلد” المعروف بـ”تينيا كوبيتيس” tenea) competes). حيث تحدث د. الخضر محمد السعيدي مدير مكتب الصحة في المحافظة قائلاٍ : يأتي نزولنا في أطار برنامج المتابعة المستمرة من قبل مكتب الصحة في المحافظة والمنظمات الداعمة لرصد ومعالجة حالات المرض والتعامل معها بعد التبليغ بطرق التبليغ الوبائي في مديريتي زنجبار وخنفر عن 136 حالة في مناطق عمودية وباجدار والطميسي وحصن شداد وسواحل وأضاف مدير الصحة : أما عن بداية ظهور هذا المرض فيرجع ذلك إلى يونيو العام 2012م أثناء تواجد النازحين من أبناء أبين في مراكز الإيواء ــ مدارس عدن ــ عند نزوح 3 حالات مصابة بهذا المرض من منطقة جعار الحافة إلى مدرسة بلقيس بمنطقة الشيخ عثمان وقد وضعت خارطة وبائية لمديريتي زنجبار وخنفر عند التبليغ عن الحالات بهذا المرض الفطري في 12 فبراير الماضي بمشاركة وإشراف فريق مكلف من وزارة الصحة من خلال صرف العلاج مجاناٍ في المناطق المبلغ عنها وهي: الحصن والرواء والمسيمير والكود وحلمه وبئر الشيخ وجعار الحافة وسواحل والطميسي وعمودية وباجدار وحصن شداد وغيرها من المناطق الأخرى حيث تم التعامل مع كافة الحالات حتى يومنا هذا وتمت معالجة حوالي 1588 حالة بمختلف الأعمار المذكورة والوضع حتى الآن تحت السيطرة من خلال محاصرة المرض وعدم انتشاره. وأضاف: نناشد مكتب وزارة الزراعة في المحافظة بالقيام بدورهم بمتابعة النزول لحصر ومعالجة الحيوانات المصابة بهذا المرض ونوجه نداءنا إلى المنظمات الدولية الداعمة في مجال الصحة والزراعة بإعطاء الاهتمام بمتابعة هذا الوباء علماٍ بأن هذه الأمراض عادة ما تنشأ في مناطق الازدحام للمواطنين التي لها علاقة بنزوح المواطنين أثناء حرب صيف 2011م وتنتشر حالياٍ وبشكل أكثر بين أوساط الطلاب من 5 – 17 سنة ونسبة المصابين من الذكور أكثر من الإناث ويرجع السبب في ذلك إلى عدم النظافة إلى جانب الأمراض المنتقلة من الحيوانات الأليفة كالقطط والمواشي إضافة إلى الكلاب وهذه الحيوانات جميعها حاملة لهذا المرض الفطري لذا ننصح المواطنين والأطفال بشكل خاص بعدم الاقتراب من الحيوانات المصابة التي يظهر عليها تساقط الشعر. وعن المساعدات التي قْدمت ومضاعفات المرض قال د. السعيدي: خلال هذه الفترة لم تقدم لنا أي مساعدات من أي منظمة من المنظمات الدولية الداعمة باستثناء منظمة الهجرة الدولية التي قدمت فرقاٍ طبية ميدانية إلى جانب فرق طبية تثقيفية مازالت تعمل حتى اللحظة في مديرية خنفر في المناطق المذكورة سلفاٍ وتتواجد في الوحدات الصحية والمدارس أما عن المضاعفات لهذا المرض فإنه لا توجد مضاعفات خطيرة يخلفها المرض وما يجب الالتزام به هو أخذ الجرعات الدوائية بانتظام بحسب توجيهات وإرشادات الأطباء. الجذام كحالات قديمة ـ ولتوضيح اللبس الذي يذهب إليه بعض المواطنين بين حالات الوباء المنتشر حالياٍ -سعفة الرأس والجلد- ومرض الجذام تحدث الطبيب علي الكوماني منسق البرنامج الوطني لمكافحة الجذام في المحافظة قائلاٍ: لا يخفى على أحد بأن حالات الجذام موجودة منذ أكثر من 20 عاماٍ في المحافظة وقد اكتشفت حوالي 6 حالات تم التعامل معها ورعايتها وتسجيلها كحالات قديمة بعد أن أنهت مراحل علاجها بالشفاء ومنذ بدأ البرنامج الوطني لمكافحة الجذام نشاطه في المحافظة بدعم ورعاية من منظمة جلارا glara الألمانية كمنظمة غير حكومية والجمعية اليمنية للتخلص من الجذام برئاسة ممثل المنظمة أمين عام الجمعية د. ياسين عبدالعليم القباطي تم التوجه إلى الميدان بإجراء المسوحات السنوية ونصف السنوية واليومية في المحافظة والتدريب وفحص المخالطين من المواطنين حيث أْكتشفت حالات جديدة عند القيام بالأنشطة الميدانية من خلال عيادة الجلد في مشفى الرازي في المحافظة وجميع حالات الجذام ليبرسي leprosy تحت العلاج وتحت السيطرة عليها والعلاجات متوفرة مجاناٍ في كل موقع توجد به حالات مْشخصة ولا يزال النشاط مستمراٍ بهدف التشخيص المبكر والقضاء على الوصمة الاجتماعية وتقبْل المريض بالجذام من قبل المجتمع. وأوضح الكوماني بأنه ليس كل حالات الجذام مْعدية وهو مْعدُ بنسبة 1% منذ المناعة الضعيفة لمخالطي المريض كثير العْصيات حيث وأن مرض الجذام مْصنف نوعين: 1 ــ كثير العْصيات : وهو النوع الذي يْعدي بنسبة 1% من ذوي المناعة الضعيفة لمخالطي المريض الذي لا يخضع للعلاج كما أن الجذام يصبح غير مْعدُ بعد أن يتعاطى المريض الجرعة الأولى بأسبوعين وهي 3 أنواع متعددة العقاقير : – دابسون dapson كعلاج أساسي للجذام . – الريفادين refadin كجرعة شهرية تْضاف إليها اللامبرين lampren وهي علامات مأمونة الاستخدام وفعالة وليس لها أعراض كثيرة وعلاج هذا النوع يستمر لمدة سنة كاملة . 2 ــ قليل العْصيات : وهو جذام غير معدي ويعالج المريض المصاب بهذا النوع خلال 6 أشهر ويتناول المريض نوعين من العقاقير وهي: – دابسون كجرعة يومية . – الريفادين كجرعة شهرية . – وعن التوعية بهذا المرض أكد الكوماني بأن محافظة أبين تحتل مركزاٍ متقدماٍ في التشخيص المبكر حيث لا توجد حالات مشوهة أو معاقة وعليه فإننا ندعو المواطنين ممن يعانون من بقع جلدية فاقدة الإحساس مزمنة وعديمة التعرض وعديمة الشعر أو عصب طرفي متضخم أو عْقد في الجلد والآذان أن يأتي إلينا في عيادة الجلد في مشفى الرازي- أبين سبت وثلاثاء لإجراء الفحوصات الطبية وتقديم العلاج مجاناٍ.