الرئيسية - الدين والحياة - الإسلام كفل للطفل حقوقه قبل أن يكون جنينا
الإسلام كفل للطفل حقوقه قبل أن يكون جنينا
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■ كتب/ أمين العبيدي – الأطفال نعمة إلهية جديرة بأن تصان وترعى وتحفظ وتعطى حقوقها التي قررها قدوتنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الحقوق في الإسلام تمتاز بأنها كاملة لأنها من عند الله خالق الإنسان وهو أعلم بما يصلحه (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) وهي كذلك حقوق متوازنة يسعد بها مؤديها في الدنيا والآخرة كما أنها عبادة من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى الله فتعظيم الله ومراقبته يعدان أفضل وسيلة لأداء هذه الحقوق حول اهتمام الإسلام بطفولة قبل وبعد الولادة وما أعد الله من أجر عظيم لكل من اجتهد في تطبيق هذه الحقوق على واقع الطفل في الحياة اليومية وما دور الفر والمجتمع في صناعة الجيل النافع, ومن المسئول عن عمالة الأطفال وتهريبهم.. كل هذا وأكثر نعيشه في السياق التالي مع الأستاذ زيد الشامي عضو مجلس النواب. يقول الشامي أن مرحلة الطفولة من المراحل المهمة والأساسية في بناء شخصيِة الفرد إيجابٍا أو سلبٍا وفقٍا لما يْلاقيه من اهتمام جاء الإسلام ليْقِررِ أن لهؤلاء الأطفال حقوقٍا وواجبات لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها وذلك قبل أن تْوضِع حقوق ومواثيق الطفل بأربعة عشر قرنٍا من الزمان! سبق الإسلام غيره من الأنظمة في الاهتمام بهذه الحقوق في مراحل متقدمة للغاية تبدأ من اختيار الأم الصالحة ثم الاهتمام به في حالة الحمل فأقر تحريم إجهاضه وهو جنين وإجازة الفطر في رمضان للمرأة الحامل وتأجيل حد الزنا حتى يْولد وينتهي من الرضاع وإيجاب الدية على قاتله وجعل من حقوقه بمجرد ولادته الاستبشار بقدومه والتأذين في أذنيه واستحباب تحنيكه وحلق شعر رأسه والتصدق بوزنه واختيار الاسم الحسن للمولود والعقيقة إتمام الرضاعة والختان والحضانة والنفقة والتربية الإسلامية الصحيحة. وأشار الشامي إلى أن الإسلام راعى جوانب متعددة في حقوق الطفل قبل وبعد الولادة ومن الحقوق للأطفال بعد الولادة التربية الإيمانية العبادية والتربية البدنيِة والتربية الأخلاقية والتربية العقلية والتربية الاجتماعية ومن طرق التربية التي اعتمدها الإسلام التربية بالملاحظة والتربية بالإشارة والتربية بالموعظة وهدي السلف والتربية بالعادة والتربية بالترغيب والترهيب. ويحذر الشامي من أن العدوان على الأطفال بوحششية يسبب لهم إعاقة نفسية في المستقبل ومن ذلك الضرب , والتحقير والإهانة والحرمان من التعليم والخدمات الصحية والاجتماعية.. وعن عمالة الأطفال يقول الشامي من المؤسف أن يتم استخدام الأطفال في العمل والكسب للارتقاء بالأسرة أو تحمل المسؤولية في سن صغير وظروف غير ملائمة بينما العدل في الرعاية والتعليم والنفقة, والأسوأ من ذلك إرسال الأطفال إلى دول الجوار للعمل أو التسول, وهو ما يعرضهم للعنف أو الاغتصاب ويحولهم إلى طريق الجريمة إذ يجب أن يعيش الأطفال تحت إشراف الوالدين في مناخ أسري تتوفر فيه كل الرعاية والحنان والعطف والشعور بالاطمئنان. ونوه الشامي إلى أن الطفولة عند الإنسان هي المرحلة الأولى من مراحل عمره وتبدأ منذ ميلاده وتنتهي ببلوغه سنِ الرشد وتْعِدْ مرحلة الطفولة اللِبنِة الأساسيِة في بناء شخصيِة الفرد إيجابٍا أو سلبٍا وفقٍا لما يْلاقيه من اهتمام وجاء الإسلام ليْقِررِ أن لهؤلاء الأطفال حقوقٍا وواجبات على اعتبار أنهم شريحة مهمِة من المجتمع لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها وذلك قبل أن تْوضِع حقوق ومواثيق الطفل بأربعة عشر قرنٍا من الزمان! وعلى هذا فثِمِة حقوق مهمِة حفظها الإسلام للطفل فاقت في شمولها ومراحلها كل الأنظمة والقوانين الوضعيِة قديمها وحديثها حيث اهتم الإسلام به في كل مراحل حياته: جنينٍا ورضيعٍا وصبيٍا ويافعٍا ثم شابٍا إلى أن يصل إلى مرحلة الرجولة بل اهتم الإسلام بالطفل قبل أن يكون جنينٍا وذلك كله بهدف إخراج رجال أسوياء قادرين على تحدي كل المستحدثات الحضاريِة وهذه الحقوق التي كفلها الإسلام متعددة الجوانب, فمنها حقه قبل ولادته, وأثناء فترة الحمل والولادة, ثم بعد وضعه إلى بلوغه ولما كان الدور الأكبر في رعاية وتنشئة الطفل تنشئة سليمة يتمثِل في دور الوالدين فقد حرص الإسلام على أن تنشأ الأسرة في الأساس بزوج تقيُ وزوجة صالحة وفي ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الزوج باختيار الزوجة الصالحة ذات الدين فقال: “تْنúكِحْ الúمِرúأِةْ لأِرúبِعُ لمِالهِا وِلحِسِبهِا وِجِمِالهِا وِلدينهِا فِاظúفِرú بذِات الدين تِربِتú يِدِاكِ” وفي ذلك لم يِقف الإسلام في وجه من أراد المرأة الجميلة أو ذات المال أو الحسب ولكن بشرط ألا تتعارض مع الأخلاق والدين. وأكد الشامي بقوله: التربية الصالحة من أهم الحقوق وهذه الحقوق تكفل للطفل أن ينشأ في أسرة تْطِبق تعاليم الله فتترسِخ مبادئ الإسلام السمحة في قلبه فينشأ محبٍا للإسلام مطبقٍا لتعاليمه وبالتربية يخرج العلماء والقادة وبالتربية الصحيحة تتقدِم الأمم والتربية بدءٍا مأخوذة من كلمة الرب وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئٍا فشيئٍا. وفي الاصطلاح تعني: إنشاء الشيء حالاٍ فحالاٍ إلى حد التمام ومن معاني التربية تنمية قوى الإنسان الدينية والفكرية والخلقية تنمية متِسقِة متوازنة وهي فريضة على الآباء وعلى هذا فالتربية هي عملية بناء وإصلاح ورعاية حتى التمام ولكي نضمن إخراج طفل سويُ لا بْدِ من تربيته وتنشئته على الإسلام فالنظرة التربوية الإسلامية تهتم بكل مجالات الحياة الصحيِة والنفسيِة والأخلاقيِة والاجتماعيِة وما إلى ذلك والتربية فريضة وهي مسئولية وأمانة لا يجوز التخلي عنها قال تعالى((إنِا عِرِضúنِا الأِمِانِةِ عِلِى السِمِاوِات وِالأِرúض وِالúجبِال فِأِبِيúنِ أِنú يِحúملúنِهِا وِأِشúفِقúنِ منúهِا وِحِمِلِهِا الإنúسِانْ إنِهْ كِانِ ظِلْومٍا جِهْولاٍ)). فلا بْدِ أن يشعر كلا الأبوين أنهما مسئولان عن أطفالهما وهما محاسبان على التقصير في تربيتهما وعن هذه المسئولية يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “كْلْكْمú رِاعُ وِمِسúئْولَ عِنú رِعيِته فِالإمِامْ رِاعُ وِهْوِ مِسúئْولَ عِنú رِعيِته وِالرِجْلْ في أِهúله رِاعُ وِهْوِ مِسúئْولَ عِنú رِعيِته وِالúمِرúأِةْ في بِيúت زِوúجهِا رِاعيِةَ وِهيِ مِسúئْولِةَ عِنú رِعيِتهِا وِالúخِادمْ في مِال سِيده رِاعُ وِهْوِ مِسúئْولَ عِنú رِعيِته”. وأخيراٍ يقول الشامي يجبب: على الفرد والمجتمع والدولة الاهتمام بالأطفال ورعايتهم وتوفير وسائل التعليم والترفيه إضافة إلى حمايتهم من الضياع و الاعتداء عليهم.