الأرصاد تتوقع استمرار الطقس معتدل بالمناطق الساحلية وشديد البرودة بالمرتفعات الجبلية العرادة يبحث مع الملحق العسكري المصري تعزيز التعاون بالمجالات العسكرية والأمنية رئيس مجلس القيادة يجتمع برئيسي مجلسي الوزراء والقضاء الاعلى عضو مجلس القيادة طارق صالح يؤكد على الدور النضالي لأبناء محافظة إب اختتام برنامج تدريبي للعاملين الصحيين في المهرة الإرياني يحذر من التورط في بيع ممتلكات الحوثيين غير القانونية ويؤكد قرب سقوطهم قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي بشأن تعيين أعضاء في المحكمة العليا عدن تحتفي باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة بن ماضي يطلع على أوضاع السلطة القضائية والصعوبات التي تواجهها اختتام اعمال ملتقى التبادل المعرفي لتنمية الإيرادات وتعزيز التنمية المستدامة بمأرب
ولد في مدينة صنعاء وتوفي مقتولاٍ في قرية (برط) من بلاد صعدة. عالم أديب مناضل سياسي نشأ في مدينة صنعاء وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ المقرئ (أحمد بن عبدالرحمن محبوب) وكانت تلاوته تجتذب الناس لجمال صوته ثم درس على القاضي (أحمد بن حسن السرحي) في الجامع الكبير بصنعاء في علوم اللغة من نحو وبيان ومعان وبديع. توفي والده -الذي كان حاكم مدينة زبيد- وعمره أحد عشر عامٍا ثم توفيت والدتهº فنشأ في كنف جدته لأمه وأخذ يواصل دراسته في مدينة صنعاء حتى حاز قدرٍا كافيٍا من علوم الشريعة واللغة والأدب ولم يبلغ السابعة عشرة إلا وقد ألم بقدر وافر من المعارف العلمية والأدبية وأخذ يتطلع إلى السفر إلى القاهرةº ليحقق طموحه في التحصيل العلمي وإرواء ظمئه الفكري والأدبي فسافر إلى القاهرة عام 1357هـ/1938م بعد أداء فريضة الحج وهناك بدأت مرحلة التحول الكبير في حياته وطنيٍا وإسلاميٍا إذ وجد نفسه في بيئة تعجْ بتيارات هادرة في كثير من الأنشطة والاتجاهاتº فهناك النشاط السياسي الذي تقوده الأحزاب وفي مقدمتها (حزب الوفد) وهناك النشاط الفكري الذي تقوده عدد من المدارس الفكريةº أمثال: (أحمد أمين) و(عباس العقاد) و(طه حسين) و(محمد حسين هيكل) وهناك النشاط الإسلامي الذي تقوده حركة (الإخوان المسلمين) بقيادة الإمام (حسن أحمد عبدالرحمن البنا) ومن خلال دراساته في دار العلوم أخذت منابعه الفكرية والسياسية تتفتح ويتشكل وعيه الأدبي ويزكي دراسته بالاستزادة بالثقافة الإسلامية فاضطرم يراعه والتهبت شاعريتهº ليعلن عن تأسيس أول اتحاد طلابي عربي سنة 1359هـ/ 1940م بقوله: بشراك يا قلمي فهذا منهـــلَ صافُ وأنت كما علمتك صـادي هذي العروبة تلتقي فتلقهـــا بتحية الأحباب في الأعــــياد واعرض بنات الشعر في إيرادها أو فاعفها من سدفـــة الإيراد أهلاٍ بروحك يا وئام ومرحـــبٍا بك يا عروبة كلنا لك فــــاد السْدفة: الظْلúمة. وبعد ثلاث سنوات من الدراسة في القاهرة عادِ إلى مدينة صنعاء في منتصف سنة 1360هـ/1940م وقد تأصلت في نفسه نوازع الحرية واتصل بمجلس الإمام (يحيى حميد الدين) ووصف له ما شاهده في القاهرة علِه يجد استجابة للتغيير من قبِل الإمام ثم بدأ في العمل بمنهج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد أحاله الإمام إلى العلامة (زيد بن علي الديلمي) الرئيس الأول للقضاءº ليرفع بشأنه تقريرٍا للإمام ويتبين نوازع دعوته وواصل (الزبيري) مع عدد من زملائه كالخطيب (محمد أبي طالب) والأستاذ (أحمد أحمد المطاع) العمل وشكلوا تكتلاٍ إصلاحيٍا للحكم يستخدم الكلمة والقصيدة في توعية الناس ودعوتهم إلى الخير فأمر الإمام بحبسهم في سجن (الأهنوم)º خشية إخراج الناس عن طاعته ثم أفرج عنه فسافر إلى مدينة تعز والتحق مع عدد من زملائه الثوار كالشاعر (زيد بن علي الموشكي) والشاعر(إبراهيم الحضراني) والأستاذ (أحمد محمد النعمان) وآخرين بولي العهد (أحمد بن يحيى حميد الدين) في محاولة لاكتسابه ودفعه إلى تبني الإصلاح الوطني فمدحه (الزبيري) بعدد من القصائد التي كان يسميها فيما بعد بـ(الوثنيات) ولكنه سرعان ما يئس من استجابة ولي العهد (أحمد) الذي أعلن صرخته المشهورة وتهديده المرعب بأنه سيروي سيفه من دماء العصريين ففر صاحب الترجمة وعدد من زملائه إلى مدينة عدن عام 1363هـ/1944م وهناك بدأ المعارضة الصريحة لحكم الإمام (يحيى) واستمر وزملاؤه يواصلون نشاطهم السياسي في مدينة عدن حتى قامت ثورة 1368هـ/1948م ولم يْكتب لها النجاح وسقطت هذه الثورة وهو في السعودية. وبفشل تلك الثورة دخل صاحب الترجمة مرحلة أخرى من مراحل حياته مشردٍا طريدٍا لم تقبل أية دولة عربية بقاءه فيها فاستقر به المقام في الباكستان التي قبلته لاجئٍا فيها بشرط أن لا يمارس أي نشاطُ سياسي فيها وكانت باكستان حديثة عهد بالاستقلال فعمل في إذاعتها ببرنامج ديني يذاع أسبوعيٍا وبأجرُ زهيد لا يكفيه واضطر إلى أن يعمل في بيع الأقفال ويسكن في عش حقير في سطوح إحدى البنايات وكان شعره في هذه المرحلة من أروع ما أبدعته شاعريتهº إذ يقول عن نفسه: أنا طير ليس لي عــشَ ولا عنوان عـــــش أنا إما في الفضا أكـــ ـدح أو في الأرض أمشي ليس يعطيني زمـــاني راحة في غير نعشــي ويقول: خذلتني حتى المقادير لمـــــا وجدتني في غمرة الهول وحـدي أتوقى من المصارع كـــــيلا يتناهى إليكم الخطب بعــــدي قد عصاني قلبي وجنت أحاسيسي وثارت نفسي مع الدهر ضــدي ثم عمل في الباكستان مدرسٍا في جامعة (بهاولبور) مدة قصيرة ثم ألغي عقده بعد أن تغير وزير التعليم الذي وظفه فيها وكان ممن أعانه في منفاه ورعى له غربته ووحشته صديقه الشاعر المرحوم (عمر بهاء الدين الأميري) سفير سوريا آنذاك في الباكستان وبينهما مودة وثيقة ومراسلات شعرية ونثرية أخرج (الأميري) بعضها في كتاب نشره باسم: (بيني وبين الزبيري) وقد أخبرني المرحوم (عمر الأميري) عند لقائي به في منزله بشاطئ (الهرهورة) في المغرب عام 1990م نيته في إصدار كتاب كامل فيه ما لم ينشر لصاحب الترجمة وكان من أصدقاء الزبيري الأستاذ (عبدالوهاب عزام) سفير مصر في الباكستان عام 1367هـ/ 1948م. وفي عام 1371هـ/ 1952م عاد نشاط الاتحاد اليمني في القاهرة وصدرت صحيفة (صوت اليمن) وتعددت التيارات السياسية في صفوف اليمنيين في الداخل والخارج كان الزبيري هو أكثر هذه القيادات وعيٍا بالتغيرات السياسية الجديدة بعد خروجه من الباكستان إلى أحضان ثورة (1952م) في مصر وكان لقصائده وكتاباته السياسية وأحاديثه الإذاعية دورها الفعال في قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1382هـ/ 1962م وقد عاد من القاهرة إلى مدينة صنعاء بعد قيام ثورة 26 سبتمبر واستقبل استقبالاٍ شعبيٍا كبيرٍا وعْين وزيرٍا للتربية والتعليم ونائبٍا لرئيس الوزراء ثم عضوٍا في المكتب السياسي وزاول عمله بكل إخلاص وحماس ووضع الأسس لوزارة التربية وشارك في مختلف الأنشطة السياسية الرسمية والشعبية. وكان يحز في نفسه ويقلق مشاعره نشوب الحرب الداخلية بين النظام الجديد وبين بعض القبائل المؤيدة لحكم الإمامة ذلك ما جعله يحمل على عاتقه مهمة الإصلاح بين المؤيدين للملكية ورجال الثورة معتقدٍا أن في مقدوره ذلك وبذل العديد من المحاولات لم يْكتب لها النجاح وأخذ يتنقل بين القبائل داعيٍا إلى السلام في مؤتمرات شعبية ويعلن بعدها عن تأسيس (حزب الله) الداعي إلى الأخوة والمحبة والسلام ونبذ العداوات. وكان ينعي على الثورة وقيادتها الانحراف عن مبادئها وأهدافها والإدمان على استخدام القوة العسكرية لقمع القبائل دون تمييز إذ كان القصف الجوي والمدفعي لا يميز بين موالُ للثورة ومعادُ لها مع شمولية دموية وجزافات في إصدار أوامر الإعدامات بتهمة الرجعية حتى للأبرياء منها. وكان ينكر بطش الرئيس المصري (جمال عبدالناصر) في مصر بتيار (الإخوان المسلمين) وشنق العلماء وارتمائه في سياسة الاتحاد السوفيتي وكان ينقم على قيادة الثورة المدعومة من قبل (عبدالناصر) بالجيش المصري وسلاحه حتى خرج في وجههم عن صمته. وفارق مدينة صنعاء وترك العمل ضمن مجلس قيادة الثورة وانحاز إلى الشعب قائلاٍ أشهر وآخر قصيدة في حياته كانت -والله أعلم- هي سبب اغتياله في بلاد (برط) ومطلع قصيدته السينية تلك: هذا هو السيف والميدان والفرسْ والأمس من ليله الرجعي ينبجسْ من مؤلفاته: 1- ثورة الشعر. ديوان شعر -ط. 2-صلاة في الجحيم. ديوان شعر-ط. وقد صدر هذان الديوانان في كتاب واحد عن دار العودة ببيروت. 3-الوثنيات. قصائد قالها في مدح الإمام (يحيى حميد الدين) وابنه (أحمد) وهي من تراث (الزبيري) المفقود.4-نقطة في الظلام. ديوان شعر صدر عن دار العودة ببيروت. 5-مأساة واق الواق: (رواية استوحى أحداثها من سيرته الذاتية والنهاية المأساوية لقادة ثورة 1948م). 6-الخدعة الكبرى. 7-مجموعة كتابات إسلامية. 8-الإسلام دين وثورة. وصدرت عنه عدد من الدراسات والأبحاث والكتبº لعدد من المهتمين والدارسين.
المصدر : موسوعة أعلام اليمن