الرئيسية - محليات - العقيق اليماني تاج الأحجار الكريمة
العقيق اليماني تاج الأحجار الكريمة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

طريق ذمار – الحسينية وراء اكتشاف كنز الأحجار في “مودحة”

صور الكعبة والأشجار ووجوه الحيوانات ولفظ الجلالة تميز بعض الفصوص لترفع قيمتها

للأحجار الكريمة محبة وشوق لدى الكثير من هواة التزين والتدين خاصة في اليمن ودول الخليج العربي وسوريا ولبنان وكذا إيران لما لها من مكانة في نفوس الكثير, ومن المعروف أن الصخور البركانية في الجبال اليمنية الشاهقة تحتوي الكثير من الأحجار الكريمة بالإضافة إلى معادن أخرى في مقدمتها العقيق اليماني ذو الأولوان والأنواع الراقية المتنوعة والتي تكونت من رواسب بركانية منذ آلاف السنين. يتواجد أغلى وأرقى أنواع العقيق في جبال منطقة “مودحة” بمديرية عنس محافظة ذمار ومناطق أخرى بمديريتي (آنس وعنس) بمحافظة ذمار أيضا كما يوجد أيضاٍ في مناطق أخرى في محافظات حضرموت ولحج ومديريتي خولان وبلاد الروس بمحافظة صنعاء.. ويعد العقيق أحد الصناعات التقليدية التي تناقلها الأبناء عن الأجداد كحرفة وصناعة رائجة طافت باسم اليمن كل بلدان العالم واشتهر باسم (العقيق اليماني) ويعد الأجود بين سائر الأنواع العالمية حيث يتميز بأشكاله وألوانه وجودة خامته.. استخدم الإنسان فصوص العقيق كقلايد على أعناق النساء وخواتم في أصابع وأيادي الرجال والنساء معاٍ منذ القدم, كما تصنع منه السبح الثمينة وأصبح مطلوباٍ للسياح وزائري أسواق صنعاء القديمة كونه يرتبط بالموروث الثقافي منذ الأزل. في زيارتنا لمنطقة مودحة بمديرية عنس وجدنا الرجال والأطفال يتسابقون على حمل “المفارس” الخاصة بعملية الحفر والتنقيب وشاهدنا أطفال المدارس وهم يرتدون الأزياء المدرسية يتسابقون على إخراج ما بحوزتهم من العقيق وبيعه للزائرين والمارين من طريق ذمار الحسينية التي تشق جبال العقيق في مودحة .

اكتشاف العقيق يؤكد الأخ/ صلح حسن علي كليب- احد أبناء مودحة بمديرية عنس أن اكتشاب العقيق كان قبل 30 عاما حين جاءت الشركة الهندية لشق الطريق وأثناء أعمال الشق في الليل شاهد العمال وبعض أبناء المنطقة أضواء من الجبل عكستها أضواء معدات شق الطريق حينها تبين أن المنطقة مليئة بالعقيق ومن يومها ونحن مبقون على الأرض مفتوحة للعمل واستخراج العقيق بأنواعه المختلفة. اختيار أعمال التنقيب التي تنشط ليلاٍ يؤكد كليب أن العمل في الليل يساعد المنقبين على ملاحقة عروق العقيق في الصخور وبطون الجبال نتيجة انعكاس أضواء المصابيح بأحجار العقيق مما يسهل عملية التنقيب والحفاظ على مايسمى بعروق العقيق في الصخور . أضواء المصابيح يقول أحمد سعد – أحد عاملي مناجم التنقيب عن العقيق أعمل أنا وأبنائي الذكور طوال الليل حتى ساعات الفجر الأولى وأفضل الأوقات للعمل هي ساعات الليل المتاخرة حيث يتبين لنا أماكن العقيق بسهولة ويسر نتيجة أضواء المصابيح وعرقلة تنفيذ الطريق أو سفلتتها أعتقد أنه بسبب العقيق فحوالي 4 كيلو مترات ما تزال أعمال التنقيب فيها مستمرة . موضحا أن أبناء مودحة استفادوا كثيراٍ من وجود طريق رئيسي من قراهم متمثل بطريق”ذمار الحسينية” حيث بين العقيق أولاٍ وثانياٍ أوصل تجار العقيق إلى جبال مودحة المليئة بالعقيق وأصبح أبناء مودحة والقرى القريبة تستفيد من عقيق المنطقة لأن الكل يعمل في التنقيب والبعض في تسويق وبيع العقيق وعن دخل المواطن من هذه التجارة يؤكد أنها ليست بهذا الوصف فالمبالغ التي يجنيها أبناء مودحة زهيدة جداٍ فدخل المواطن يتراوح بين 2000- 10000 ريال في الليلة الواحدة وأحيانا لا تتجاوز الألفين الريال في بعض الأيام يتم ملاحقة “العرق” عرق العقيق في الصخور وحسب النوع قد يأتي خبراء تنقية العقيق ممن يعملون على نقله وبيعه في أسواق صنعاء ويشترون العرق بمبالغ من 50 – 500 ألف ريال بحسب النوع والحظ. وأضاف أن الكثير من أبناء الأسرة في المنطقة يتجهون إلى التنقيب للحصول على مبالغ مالية تعينهم على صعوبة الحياة حيث كانت أعمال التنقيب والبحث مهملة في السابق أما اليوم فهي نشطة ويعمل فيها الكثير من الرجال والأطفال من أبناء المنطقة. وفي زيارتنا لأسواق صنعاء التاريخية القديمة في إطار البحث عن العقيق وأنواعه كانت محطة الزيارة (سمسرة النحاس) المشهورة بتحضير وتجهيز العقيق اليماني ذو السمعة العالمية واعتقاد بعض مقتنيه أنه يجلب السعادة والرزق وأنه يوقف نزيف الدم ويقي الكثير من المس الشيطاني خاصة تلك الخواتم والعقود التي تحمل أسماء الله ولفظ الجلالة وصور للكعبة وأسماء بعض صحابة رسول الله وأخرى تحمل بعض الرموز حتى صار البعض يعتقد أن العقيق فيه قوية جنسية وغيرها من المعتقدات التالي : أرقى الهدايا وممن وجدناهم في سمسرة النحاس من متسوقين وتجار العقيق اليماني يقول أبو جاسم : وهو أحد الأخوة العرب ممن وجدناهم يبايعون تاجر العقيق في سمسرة النحاس: شهرة العقيق اليماني في بلدي هي من دفعتني لزيارة اليمن ومن خلال وصف أحد أصدقائي لفواعد العقيق دفعني أيضاٍ لزيارة اليمن وصنعاء على وجه التحديد للبحث عن العقيق من موطنه الأصلي وقررت زيارة اليمن للمرة الثانية لشراء أنواع العقيق لما له من سمعة والحمد لله حضرت واشتريت هدايا للأهل والأصدقاء حيث يعتبر أرقى الهدايا. وحين سألته عن سبب دفع مبلغ 700 دولار في خاتم واحد أجاب الأخ أبو جاسم قائلاٍ: هذا خاتم غير عادُ أنه يحمل رسمة طبيعية لم يتدخل الإنسان في شكلها وجمالها وكما ذكرت لك لقد سمعت عن فائدة هذا المنتج من أشخاص ثقة في بلدي وحين شاهدت الابتسامة على محياه تأكد لي من البائع أن أخانا يعتقد أن الخاتم الذي يحمل صورة ذكر إنسان يقوي الجنس عند الرجال ولهذا دفع قيمته بسرعة وكأنه وجد ضالته في سمسرة النحاس حيث حرص أيضاٍ على أنواع أخرى كهدايا لزملائه وبمبالغ تتفاوت بين 200 – 500 دولار . وفي أحد متاجر بيع العقيق التقينا الخبير /عبد القادر السريحي – أحد المهتمين بصناعات العقيق الذي أفادنا أن العقيق اليماني سيظل في مقدمة الأحجار الكريمة من حيث أنوعه وألوانه الثابتة التي لا تتغير .. مشيراٍ في هذا الصدد إلى كثرة أنواع العقيق التي تصل إلى عشرين نوعاٍ أجودها وأغلاها الكبدي والرماني .. وقال السريحي : يستخرج هذ المنتج من بطون جبال اليمن وتعيش على عائداته الكثير من الأسرة اليمنية منذ مئات السنين وأسواق العقيق العالمية لم تتأثر بأحداث الربيع العربي على سبيل المثال إلا أن سوقة المحلية خاصة بعد دخول المستورد الصيني وبأسعاره الرخيصة جداٍ مقارنة بالعقيق اليماني ذي الجودة العالمية. إقبال كبير يقبل بعض الشباب ممن يرغبون في تزيين أنفسهم ونسائهم على شراء بعض الأنواع الرخيصة (الصيني) تصل قيمته إلى ألف وخمسمائة ريال للخاتم لعدم قدرتهم على شراء العقيق اليماني الذي تصل قيمته إلى (1000) دولار وغالبا ما يكون زبائن العقيق من طبقات مميزة في المجتمع اليمني وبعض المشتريين للعقيق يشترونه لمعتقدات في أنفسهم مثلا البعض يعتقد أن العقيق يقي من المس الشيطاني ويجلب السعادة .. وهذه السمات بغض النظر إن كانت حقائق أم خرافات هي التي جعلت العقيق أكثر رواجاٍ في المعارض التي شاركت اليمن فيما مع عدد من دول العالم كألمانيا والبحرين ومصر والإمارات والسعودية واسبانيا وغيرها. ويؤكد خبير العقيق السريحي أن اعتماد تجار العقيق على السوق الخارجية أكثر من اعتمادهم على السوق المحلية ودائما ما يطلب من تجار اليمن كميات تجارية لأسواق السعودية ودول الخليج وإيران ولبنان وسوريا وخاصة المواطنين ذوي المعتقدات الدينية (الشيعة) ما يعرف بالتختم وأحيانا لا يتمكن التجار من تلبية طلبات الأسواق العالمية من العقيق اليماني وذلك لماله من مكانة وشهرة عالمية منذ آلاف السنين. مهارات عالية من جانبه أوضح تاجر العقيق الأخ عمار بادي وجود 50-60 معملا لتصنيع العقيق اليماني على مستوى أمانة العاصمة يعمل فيها أكثر من 720 عاملاٍ فنياٍ وجميعهم من ذوي المهارات العالية في تنقية العقيق وأقل خبرة يمتلكها عامل تنقية العقيق لا تقل عن سبع سنوات والبعض تزيد خبرتهم عن عشر ين عاما. وقال تاجر العقيق: إن الإقبال على شراء العقيق يكون عادة من المقيمين بصنعاء والسياح في مقدمتهم من مواطني المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين بالإضافة الى سوريا ولبنان وايران هؤلاء جميعهم من يبحثون عن العقيق الجيد ولا ينظرون إلى أسعاره بقدر ما ينظرون الى جودته وتميزه بالرسمة التي يحتويها الخاتم أو القلادة عن العقيق الآخر. وقال تاجر العقيق اشتري الكيلو الجرام بخمسين الف ريال يمني تقريبا ومن خلال الخبرة أعرف كم يحتوي الكيلو الجرام من فصوص العقيق. مشيراٍ في هذا الصدد إلى أن إعداد وتجهيز العقيق يمر بعدة مراحل لتنقيته وإزالة الشوائب منه حيث تبرز حرفة العامل الفنية في إخراج فصوص العقيق من الشوائب وتمر عملية التنقية بعدة خطوات حتى يتم تصفية العقيق من الشوائب بمواد تنقية وتصفية يتم شراؤها من تركيا والهند بعد أن كانت العملية متعبة جدا للعمال حيث كانت تتم عملية التصفية بطرق تقليدية, وبعد شراء آلات ومعدات ومواد تنقية تعمل على تسهيل وتسريع العمل حيث يقوم الفني بواسطة مطرقة خاصة بتنظيف العقيق من الشوائب العالقة به ثم يقطع الأحجار التي يوجد فيها فصوص عقيق بأدوات خاصة وبدقة فائقة لتصفيته من الشوائب وتنظيفه ومن ثم يبدأ بحك الفص على النار عدة مرات وتكرر هذه العملية التي تنتهي بآلة خاصة تسمى مجر الطباشير الذي بدروه يعمل على تلميع الفص وتنعيمه وإبراز لونه حتى يصبح جاهزاٍ للبيع محافظين على جودة المنتج لان عملية التنقية التقليدية كانت تتم من قبل خبراء تنقية العقيق بدلكه على أحجار معينة حتى تظهر اللمعة عليه وهذه العملية متعبة ومكلفة في نفس الوقت ولهذا سهلت علينا التكنولوجيا الحديثة أشياء كثيرة من خلال توفر أجهزة ومعدات تساعد الحرفين على إنجاز العمل بدقة متناهية وسرعة ايضا مكنت التجار من توفير وتلبية الطلبات المتزايدة لأسواق العقيق في السعودية والخليج ولبنان وإيران . تميز وحكايات أسطورية وأكد بادي اعتماد تجار العقيق اليماني على السوق الخارجية في بيع منتجاتهم من خلال مندوبين ووكلاء متواجدين في هذه الأسواق حيث وصل سعر الخاتم إلى 1500 دولار للفص العقيق الذي يحمل رسوما مميزة. ومن حكايات العقيق يؤكد عمار بادي: أنه شاهد أناس في مديرية آنس أثناء مرافقته لشقيقه في إحدى المرات وهم يعالجون لدغات الثعابين بالعقيق وشاهد شفاء المريض من لدغة الأفعى وأوقف السم في مكان يشاهد للعين المجردة في ساق الطفل وتم سحب الدم بواسطة خاتم العقيق وإخراج الدم الملوث من سطح الجلد وتتعدد الحكايات الأسطورية للتداوي بالعقيق حيث شاهد حادث انهيار أحد مناجم العقيق وتعرض أحد العاملين لقطع في ساقة ولم ينزف حتى نقل إلى إحدى مستشفيات مدينة ذمار وساعة وصولهم إلى قسم الطوارئ بالمستشفى قام الأطباء بأخذ ملابس المصاب فشاهدوا خروج الدم من ساق المريض حينها أستغرب الأطباء وتساءل الناس عن السبب ليؤكد عمال مناجم العقيق أن وجود العقيق في جيوب المصاب هي من أوقفت النزيف .. هذه وغيرها من الحكايات تروى ويجرى تناقلها بين المواطنين مما يرفع من سعر وتجارة العقيق في اليمن وخرجنا من سمسرة النحاس ونحن مقتنعون أن أشخاصاٍ كثر يقتنون العقيق لمعتقدات في نفوسهم . ومن الحكايات أيضاٍ أن بعض زبائن العقيق يطلب من تاجر العقيق كتابة وصفة طبية للخاتم أو القلادة إنها تنفع وتقوي المعاشرة الجنسية وهذا ما يرفضه التاجر (بادي) مما يضطر البعض للبحث عن تاجر آخر يقوم بعمل وصفة لمنتجه من العقيق وحينها يغادر الزبون ولديه يقين أن هذا الخاتم أو القلادة وجد لما وصف له . أنواع نادرة ويرى بادي أن أفضل أنواع العقيق هي الرماني والكبدي وهناك أنواع نادرة تحتوي على صور للكعبة وكلمة الله وصورة سيف وشجرة ولفظ الجلالة وأسماء الأنبياء والصحابة وصور إنسان وأيضاٍ صور حيوانات وبعضها تجد فيها صورة قطرة من الماء وكلما تعرض فص العقيق للحركة تتحرك فيه القطرة وتعطيها منظراٍ جمالياٍ نادراٍ هذه أنواع من العقيق دائما ما تكون في محال بيع العقيق لا يشتريها إلا الميسورين وهذه الأنواع متوفرة في الأسواق وبكثرة ولكن تباع بأسعار مرتفعة تصل ما بين 1000- 1500 دولار.

الهوية اليمنية ويترحم التاجر بادي على أيام زمان حين كان يقوم حرفيي العقيق بعمل شاق يدوي واليوم دخلت بعض الآلات الحديثة في عالم تجارة العقيق وهذه الآلات تركية وإيطالية وصينية الصنع وبعد دخولها في تنقية العقيق أصبح العقيق اليماني (يركن) مثل التركي والإيطالي والهندي والتيلندي كما وجدت طابعات خاصة لنقش الفضة بعد أن كانت يدوية أصبحت مكائن تقوم بعمل الكبس النقش على الفضة بسهولة وبسرعة كبيرة وبقدر ما سهلت عملية تجهيز الخواتم إلا ان عملية النقش اليدوية أفضل وأجود رغم كلفتها الباهظة حيث بلغ قيمة الخاتم اليدوي إلى سبعة وعشرة آلاف ريال بينما الخاتم الآخر المكبوس يباع 1500 ريال . ويرى بادي أن العقيق المقلد الذي دخل السوق المحلية يبقى رديئاٍ مقارنة بأنواع العقيق اليماني وسرعان ما تكتشف من قبل تجار العقيق ومن لديهم خبرة في العقيق ويعتبر بادي الدفاع عن العقيق اليماني هو دفاع عن الهوية الثقافية اليمنية ويحمل مسؤولية ذلك وزارة الثقافة التي لم تعر القضية أي اهتمام . أما يحيى الشرفي – تاجر عقيق في سمسرة النحاس فقال: إن هناك سحرة ومشعوذون يشترون العقيق خاصة المنقوشة بطلاسم معينة وبعض فصوص العقيق فيها حروف معينة يستخدمها السحرة والمشعوذون لأغراض خاصة لا نعرفها ولكننا تجار يهمنا البيع ولا نسأل عن استخدام هذه الأحجار الكريمة على سبيل المثال في إيران عندهم عيد الشمس والكثير منهم يرغبون في التزين بخواتم صفراء اللون وقريبة من لون الشمس من العقيق ودائما ما يتختمون بالأصفر وهناك مواسم في (أيام عاشورا) كل مناسبة يرغبون في لبس عقيق خاص . ويضيف الشرفي: هناك نساء من دول عربية يطلبن العقيق اليماني الذي يحوي رسومات معينة اعتقاداٍ منهن أن هذه الرسومات تحميهن من الحسد وترغب الزوج في التمسك بزوجته كما تجلب السعادة للأسرة. وقال الشرفي في معرض حديثه: بصراحة نلاقي رواجاٍ لمبيعاتنا في الأسواق الخليجية خاصة خلال مشاركتنا في المعارض الدولية أو من خلال وكلائنا في هذه الدول.

دعوة للمستثمرين ويؤكد الشرفي أن هناك أسراٍ كاملة تعيش على تنقيب العقيق في بطون الجبال في آنس وعنس وعلى رجال الأعمال والمستثمرين أن يساهموا في دعم صناعة هذه المنتجات الطبيعية فهذه الأسر تعيش على ما تتحصل عليه من التنقيب في مناجم العقيق بجبال آنس وعنس وخولان وغيرها من المدن اليمنية منذ قرون ولديها من الخبرة والمعرفة لأنواع الصخور البركانية التي يوجد فيها أنواع العقيق اليماني وهذه الأسر معروفة بالاسم منذ قرون حيث يورثون هذه الحرف لأبنائهم من صغار السن ولدى بعض الأسر جبال ممتدة لعشرات الكيلو مترات في منطقتي آنس وعنس بمحافظة ذمار. ويرى الشرفي أن لجوء تجار العقيق إلى استعمال الفضة المكبوس لحمل فصوص العقيق اليماني وتركيبها على هذه الأنواع كان استجابة من بعض التجار لكثرة الطلبات على العقيق اليماني في فترة وجيزة, وعلى سبيل المثال يقول الشرفي طلب منه تجهيز 400 خاتم عقيق يماني خلال فترة أسبوعين فقط فما كان منه إلى اللجوء إلى المكبس الصيني للفضة واضطر إلى إبلاغ الوكيل بأنه سيلجأ إلى استعمال الفضة المكبوس بآلات كونها أسرع حيث اختار النقشة بواسطة الكمبيوتر تم قام بكبس كيلو فضة في لحظة وأرسل الكمية وتبقى معه بعض هذه المنتجات معروضة لكن الكثير ممن يحضرون إلى محله يختارون الفضة اليدوية بدلا عن المكبوس بواسطة الآلات , لأن شغل الفضة اليدوية بحاجة إلى وقت وفترة تصل أحيانا إلى أربعة أشهر لتوفير 400 خاتم يدوي وطبعا هناك فرق في السعر وفي الشكل أيضاٍ للأعمال بواسطة الآلة وبواسطة اليد . ويطالب الشرفي من وزارة الثقافة fوقف استيراد العقيق الصيني والايطالي والتيلندي والهندي إلى الأسواق اليمنية منعاٍ للغش وحفاظاٍ على الحرفة والمنتج الذي استطاع أن يحافظ على مكانته العالمية بين بقية الأحجار الكريمة الأخرى . تجدر الإشارة إلى أن الإنتاج السنوي للعقيق اليماني يقدر بنحو 1300 كيلو جرام منها 1000 كيلو يصدر إلى خارج اليمن بمبلغ إجمالي 500000 دولار .