منذ فترة ليست بالقصيرة لحق وما زال يلحق بحضارة وتاريخ محافظة مارب خاصة واليمن عامة تشويه كبير تقف وراءه عناصر شاذة عن مجتمعنا بقصد تحقيق مصالح شخصية والابتزاز السياسي وتصفية حسابات شخصية وأسرية وقبلية وحزبية قديمة.. مما جعل معظم أبناء شعبنا اليمني العظيم يشكون بأنهم وآباءهم وأجدادهم أصحاب حضارة ضاربة في أعماق التاريخ.. ويشككون بما عرف عنهم من شهامة وكرم وقيم فاضلة وأخلاق عظيمة.. حتى كادت هذه الشكوك أن تتحول إلى يقين في نفوس اليمنيين لو لا ما يجري من وقت إلى آخر هنا وهناك على امتداد التراب اليمني الطاهر من أعمال وطنية وإنسانية مشرفة تبدد ما ينتاب اليمنيين من شكوك وأوهام.. وتبرز تاريخهم العريق وحضاراتهم الإنسانية الفريدة ومن هذه الأعمال الكبيرة المشرفة ذلك العمل الذي قام به مؤخرا الشيخ علي نمران الذي يعد واحدا من أبرز الشيوخ القبليين بمحافظة مارب والمتمثل بقيامه بتسليم نجله الذي شارك في عملية اختطاف مواطن إيطالي من وسط العاصمة صنعاء قبل نحو أسبوعين إلى الأجهزة الأمنية بالمحافظة بعد تحرير المختطف بوقت قصير وعقب ورود معلومات للشيخ نمران تشير الى ضلوع أحد أبنائه في جريمة الاختطاف تلك وقد جاء هذا العمل الوطني والإنساني والسلوك المدني الحضاري ليؤكد الروح المسئولة والقيم الفاضلة والشهامة اللامحدودة التي تسلح ويتسلح بها أبناء مأرب على مر التاريخ ويعكس حضارة الإنسان الماربي في أنصع صورها ويؤكد- أيضا- رفضه لأية أعمال أو سلوكيات تشوه أو تخدش حضارته وقيمه وعاداته وتقاليده التي تتوافق كلية مع ما جاء في ديننا الإسلامي الحنيف وفي مقدمة تلك العادات والتقاليد الكرم والشجاعة والشهامة والنبل وسمو الأخلاق..