الرئيسية - محليات - ثلاء تشكو جفاء الزوار
ثلاء تشكو جفاء الزوار
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تشكل مدينة ثلاء بمحافظة عمران متحفاٍ أثرياٍ وتاريخياٍ بالإضافة إلى ما تمتلكه من مقومات سياحية جذابة جعلتها في الصدارة من حيث استقبال الزوار الذين يقصدونها من محافظات عدة والسياح العرب والأجانب إلا أنه وفي الآونة الأخيرة شهدت هذه المدينة تراجعاٍ كبيراٍ في استقبال الزوار والسياح وذلك نتيجة عدم استقرار الوضع الأمني فيها.. في الوقت الذي لم تحرك فيه الجهات المعنية ساكناٍ للقيام بواجبها في الحفاظ على تاريخ هذه المدينة. ولتسليط الضوء أكثر “الثورة” التقت عدداٍ من المواطنين والمسئولين في المحافظة والذين تحدثوا عن الوضع السياحي في مدينة ثلاء.. فإلى التفاصيل:

• في البداية تحدث الأخ صالح محمد الحبابي قائلاٍ: إن غياب الزوار عن مدينة ثلاء ومعالمها الأثرية والتاريخية لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة الصراعات والمماحكات السياسية التي تدار في عمران الأمر الذي انعكس سلباٍ على زوار المدينة بالإضافة إلى أن التهويل الإعلامي لعب دوراٍ خاصاٍ في جعل محافظة عمران ساحة للحروب والنزاعات الأمر الذي أدى إلى تراجع عدد الزائرين لهذه المدينة. ويضيف: الأمن والاستقرار موجود في مدينة ثلاء ولكن إهمال قيادة المحافظة في الترويج عن هذه المدينة في مختلف وسائل الإعلام لجلب السياح إليها والتعرف على معالمها التاريخية والأثرية وحصونها ومساجدها ومدارسها والتي تعود إلى العصور القديمة لعب هو الآخر دوراٍ كبيراٍ في إحجام الناس عن زيارة مدينة ثلاء. مدينة عارية • ومن جانبه تحدث أنور زنيم بالقول: إن مدينة ثلاء وحصنها التاريخي كان يستقبل في أيام العطل الرسمية أكثر من ثلاثمائة زائر وكان أغلبهم من محافظات المحويت وحجة وصنعاء وبعض مناطق محافظة عمران البعيدة ولكن خلال السنوات الأخيرة التي ظهرت فيها التقطعات وانتشار المليشيات المسلحة جعل من هذه المدينة شبه عارية من زائريها. وقال: أتمنى من قيادات المحافظة الترويج لهذه المدينة بشكل كبير إعلامياٍ بما تمتلك من مميزات كبيرة. تحتاج للاهتمام • وبدوره قال الأخ كهلان قحطان: كنت انتظر ليوم الخميس ويوم الجمعة من كل أسبوع بفارغ الصبر وذلك لرؤية المدينة وهي تكتظ بالزوار من مختلف مناطق ومحافظات الجمهورية للتعرف عليها كما أنني كنت أقدم لبعض الزوار شرحاٍ عن هذه المنطقة بما تمتلكه من آثار ومعالم ومناظر جميلة. وأضاف: يجب على قيادة محافظة عمران الاهتمام بهذه المدينة التاريخية وتنفيذ المشاريع والخدمات الحيوية لجلب الزوار للتعرف على حضارة آبائهم وأجدادهم. غياب الأمن • أما الأخ خالد الصرادي فيقول: غياب الأمن والاستقرار يعد من أبرز التحديات التي تواجهها مدينة ثلاء الأمر الذي يجعل من الزائر لهذه المدينة يعيش في خوف وقلق. وأضاف: من أهم الشروط لجلب الزوار إلى ثلاء والتعرف على معالمها التاريخية هو توفر الأمن والاستقرار الذي أصبح في إجازة مفتوحة خلال السنوات الأخيرة ولكن يلاحظ هذه الأيام أن مدينة ثلاء وحصنها التاريخي بدأت تعود إليها الحياة تدريجياٍ وتشهد زوار من مختلف المحافظات وهذا ما يبشر بخير لقدوم عدد كبير من الزائرين كالسابق. مدينة تاريخية • وفي ذات السياق تحدث الأخ تاج الدين علي الورفي -أحد المرشدين السياحيين السابقين قائلاٍ: كما تعلم بأن ثلاء مدينة تاريخية تشتهر بالمعالم الأثرية والحضارية التي ترجع للإنسان اليمني القديم ـ عبر التاريخ والعصور الممتدة بالعظمة والعبقرية وقد أضافت لها يد الإنسان اليمني لمسات جميلة عندما كونت مدرجاتها واختيار مواقع حصونها العالية وتمتاز بنسمات الهواء العليل ومناخها الجميل وبالتالي فقد اكتسبت مدينة ثلاء كمنطقة نائية أهمية اقتصادية في هذا الجانب لاسيما وهي تمتلك مقومات سياحية جذابة وباعتبار السياحة رافداٍ مهماٍ في بناء الاقتصاد. وأضاف: كانت مديرية ثلاء تابعة لمحافظة صنعاء وضْمت مؤخراٍ إلى عمران بعد إنشاء محافظة عمران عام98م وجاء هذا القرار ليحقق الكثير من المشاريع لهذه المديرية وبالذات في مجال الطرقات ليربطها بعاصمة المحافظة ويسهل انتقال وتواصل المواطنين من وإلى عمران وقد تحقق هذا الحلم لأبناء هذه المديرية الذي كان يراودهم طوال سنوات فقد كانوا إذا أرادوا الوصول إلى عاصمة المحافظة كانوا يقطعون مئات الكيلومترات ويتحملون أعباء السفر .. بينما طول المسافة بين مديريتهم ثلاء وعاصمة المحافظة عمران لا تتجاوز الـ«15» كيلو متراٍ.. بالإضافة إلى أنها تمتلك العديد من الحصون مثل حصن الغراب وحصن ثلاء وهي قلاع أثرية ممتدة منذ قدم الإنسان الذي ما إن قهر الطبيعة وسخرها وجعلها طيعة له يوحي لك ذلك وأنت تقف بين المعالم والشواخص الأثرية الممتدة من بقايا البناء المعماري «القصور» والبرك وأبراج الحراسة والأسوار والتحصينات والأضرحة والمقابر الصخرية ومدافن الحبوب المنقورة في الصخور والأراضي الزراعية وكذا البواتيان الفاتنتان والمرافق المتبقية الهامة وقد جعل من المدينة ومنه ملاذاٍ ومكاناٍ آمناٍ لكل معارض أو داعية بل تكسرت أمامه كل وسائل الحماية والهجوم المتاحة كما أنه كان مقراٍ للعديد من العلماء والدعاة حتى الأئمة والأمراء وقد نسجت حول هذا الحصن العديد من القصص والأساطير تروي البطولات والمعارك كما هي متناثرة في كتب التاريخ ومن أشهر تلك المعارك ما دار بين الإمام المطهر والأتراك كما يرى أن ثمة سرداباٍ «مدب» من الحصن إلى حصن الناصرة المجاورة ويوجد بأعلى هذا الحصن نقوش حميرية وسبئية. واختتم البقول: أما بالنسبة للغيول في مدينة ثلاء والمتمثلة بعيون الماء فعددها ثلاثة غيول وأهم هذه الغيول: غيل الخوض الذي يصب ماؤه ليلاٍ وبكثرة إلى الجامع الكبير .. تأجيل مهرجان ثلاء * أما الأخ محمد عبدالله المعافا –مدير عام السياحة بمحافظة عمران- فقال: إن غياب الزوار المحليين من بعض الأقطار العربية والدول الأجنبية عن مدينة ثلاء يعود إلى غياب الأمن والاستقرار في المحافظة وهذه أبرز الصعوبات التي تواجهها السياحة في محافظة عمران سواء كانت التقطعات في الطرقات الرئيسية أو في الطرقات الفرعية .. مؤكداٍ أنه دون أمن واستقرار لا يمكن أن تكون هناك تنمية سياحية. ويضيف: نحن لا نملك سوى التفاؤل في قدرة حكومة الوفاق الوطني على تجاوز هذا التحدي وهذا لن يأتي كما أتصور ما لم نع جميعاٍ الأخطاء المحدقة على بلادنا ككل خاصة الجانب الأمني منها والذي يعد أحد أهم عوامل نجاح السياحة في بلادنا بشكل عام ومحافظة عمران بشكل خاص. واختتم حديثه بالقول: لقد تم تأجيل مهرجان ثلاء السياحي بسبب الظروف التي مرت بها مدينة ثلاء خلال الأسابيع الماضية من تفجير المدارس وانتشار الميليشيات المسلحة في الطرقات وفي الشوارع بالمدينة وهذا ما دعانا لتأجيل المهرجان السنوي إلى وقت لاحق حتى تستقر الأوضاع في المحافظة وأتمنى من قيادة المحافظة الاهتمام بالجانب السياحي وأن توليه اهتماماٍ كبيراٍ كون المتأمل والمشاهد هذه الأيام أن قيادة المحافظة تولي الجانب السياسي أهمية على حساب السياحة والجوانب الأخرى.