الرئيسية - محليات - الاستهداف المستمر للمؤسستين الـعــــــــــســكــريــة والأمنية يـرمي إلى إضعافهما وإفراغهما مـــــــــــن العناصر الفعالة
الاستهداف المستمر للمؤسستين الـعــــــــــســكــريــة والأمنية يـرمي إلى إضعافهما وإفراغهما مـــــــــــن العناصر الفعالة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أكد الخبير العسكري والأمني والباحث في علم الاجتماع العسكري العميد محسن علي خصروف على أن العمليات الإرهابية التي يتعرض لها منتسبو المؤسستين العسكرية والأمنية بشكل مستمر وفي مختلف المحافظات من قبل تنظيم القاعدة الذي يسعى إلى إفراغهما من العناصر الفعالة وذات الكفاءة والقدرة العالية. وأرجع أسباب تركيز الإرهابيين في تنفيذ عملياتهم على رجال الأمن والجيش المرابطين في محافظة حضرموت إلى أهميتها المستقبلية لليمن واليمنيين وموقعها الجغرافي والاستراتيجي الهام.. معتبراٍ التركيز على حضرموت أحد تجليات المؤامرة على الوحدة اليمنية وأحد تجليات الحرب على مستقبل اليمن الذي ما يزال كامنا.. المزيد في ثنايا السطور التالية:

* لو تحدثنا في البداية عن أسباب الاستهداف المستمر لمنتسبي الداخلية والدفاع من قبل الارهاب… ¿ – لو تم التدقيق في كل من طالتهم يد الإرهاب من أبناء القوات المسلحة والأمن وعلى وجه الخصوص من جهاز الأمن السياسي فسنلاحظ أنهم من الكوادر التي تمتلك المعلومة والخبرة والقدرة على الفعل, وهذا ناتج عن الاختراق غير العادي الذي تمكن منه الإرهاب لمؤسستي الدفاع والأمن…. والهدف واضح وهو إفراغ المؤسستين من العناصر ذات الكفاءة والقادرة على الفعل والمواجهة…. * حضرموت..أكثر المحافظات المستهدفة من قبل الإرهابيين.. لماذا برأيك¿ – لا يخفى على أحد ما لهذه المحافظة اليمنية من أهمية بالنسبة لمستقبل اليمن وأبنائه ولا تخفى أهميتها الاستراتيجية من ناحية ما يتصل بالأمن القومي اليمني ولا تخفى الأطماع الجغرافية فيها فالتركيز عليها هو أحد تجليات المؤامرة على الوحدة اليمنية وأحد تجليات الحرب على مستقبل اليمن الذي ما يزال كامنا وموجود بالقوة بالنظر إلى خيراته المادية الموجودة بالفعل وبالقوة. المؤامرة على اليمن تتجسد وتتكاثف في عمليات الإرهاب في حضرموت أما أبناء حضرموت فإنهم والله أكثر الناس وحدوية شأنهم شأن كل أبناء الجنوب اليمني الرائعين الذين طالهم من الظلم والقهر ألوان شتى مما يجعل تحقيق العدل لهم وإنصافه وإعادة حقوقهم واجبا وطنيا لكل من يدعي أنه وطني وحدوي. * ما الذي يجب على الحكومة ممثلة بوزارتي الداخلية والدفاع فعله تجاه هذه القضية¿ – مواجهة الإرهاب تقتضي من الدولة أولاٍ أن تعمل بقوة على إحكام السيطرة على مؤسستي الدفاع والأمن وأن تكون المهنية والاحتراف العاليان هما أساس العمل والنشاط فيهما وأساس الانتماء إليهما بحيث تكونان بعيدتين عن كل أهواء حزبية أو منطقية أو مذهبية أو سلالية أو طائفية من أي شكل أو نوع لا بد ان تكون الوطنية الخالصة هي أبرز سمات القوات المسلحة والأمن لا بد أن تكونا تابعتين بالمطلق للوزيرين المختصين دون غيرهما ولا بد أن يكون الوزيران المعنيان أي وزير الدفاع ووزير الداخلية تابعان تماما للحكومة المدنية وللقائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن ولا بد أن تكونا منطقتين محرمتين على فكر وأهواء وعقائد كل الأحزاب والطوائف والمذاهب…… إلى آخره بحيث يكون ولاؤهما بعد الله للوطن والشعب بانحياز كامل لا يقبل القسمة على أثنين بالمطلق. هذه هي الخطوة الأولى التي تمكن الدولة من مواجهة الإرهاب مهما عظم أو تكاثر عدد منتسبي هاتين المؤسستين أو تكاثرت قواها المادية. * ماهي مخاطر الإرهاب على البلد في هذه المرحلة¿ – الإرهاب آفة ابتليت بها الشعوب العربية والإسلامية أكثر من غيرها وابتلي به اليمن بصورة أكثر خصوصية ومن الواضح أن الكثير من التنظيمات التي تدعي التدين تراهن على وجودها ونفوذها في اليمن ويعتقد الكثير منها أنه يستطيع من خلالها أن ينطلق إلى كل الوطن العربي عبر الجزيرة العربية والقرن الإفريقي ومنه إلى العالم. .. والإرهاب قد أثر سلبا بشكل واضح ومباشر على الحياة الخاصة والعامة لليمنيين لدرجة أنه وصل إلى لقمة عيش كل مواطن بل لقد أبكى الإرهابيون آلاف الآباء والأمهات في كل مناطق اليمن حيث طالت أيادُ مجرمة الكثير والكثير من الأسر اليمنية وذلك بقتل أحد أبنائها في القوات المسلحة أو الأمن أو من الأهالي المدنيين…. لقد وصل الإرهاب إلى كل منطقة وقرية ومنزل فتدمير أبراج الكهرباء قد تضرر منه كل بيت في اليمن بل لقد تسبب في قتل المرضى في غرف العمليات وغرف الإنعاش والعناية المركزة ومراكز غسل الكلى وتفجير أنابيب النفط أفقد المجتمع اليمني عشرات المليارات التي تسببت في تجويع ملايين الأفراد وزعزعة الاقتصاد الوطني لم يترك الإرهاب شيئا في اليمن إلا وطالته يده فهو الأشد خطرا على الوطن والمواطن والأكثر فتكا بهما والأكثر بشاعة وقسوة. * وما هي أبعاده المستقبلية¿ – أبعاده واضحة للعيان الآن ولا تحتاج حتى إلى استقراء وتنبؤ فهي ماثلة كيف يمكن أن يكون ثمة مستقبل آمن للوطن والمواطن والموت يترصده كل لحظة والتدمير يطال مقدراته الحيوية ويهدد لقمة عيشه أبعاده الخطيرة نراها الآن من واقع معاناتنا ومعايشتنا لما يفضي إليها . قبل يومين اتصل أخ الجندي أحمد علي أحمد خصروف بأخيه وهو احد جنود القوات المسلحة الذي تخدم وحدته في حضرموت ليبشره بأن زوجته قد أنجبت له بنتاٍ أسموها “حياة” وبعد ساعة كان نبأ استشهاده يصل إلى زوجته وإخوته فكانت الفاجعة كيف يمكن لنا أن نتخيل المستقبل إن استمر مثل هذا العبث بحياة أبنائنا لا شك أن أبعاد الإرهاب أكثر خطورة ولا توحي بحياة اجتماعية طبيعية أنها نذر الموت تتقدم ركب سيرنا إلى الأمام. ولك أن تتصور القادم من الأيام في ظل تسيد الإرهاب على حياتنا… إن النسيج المجتمعي اليمني المتآلف هو هدف الإرهاب وإن المجتمع العامل المكافح المناضل من أجل حياة كريمة هو الهدف الاستراتيجي للإرهاب وعملياته وإن المجتمع المتقدم المتطور المتكافئ المنتج المبدع المتطلع إلى حياة كريمة تسودها العدالة الاجتماعية والسلام هو الهدف الأكبر الذي يسعى الإرهاب إلى تدميره والنيل من كل آماله إن الإرهاب لا يريد اليمن إلا متعايشة مع العصر الحجري يريد أن ينتزعها من واقع تطلعات أبنائها نحو مستقبل أكثر إشراقا إلى عصور ما قبل التاريخ الماضي السحيق هو المستقبل الذي يريدونه للمجتمع اليمني. * من خلال متابعتك للأحداث.. إلى أين يريد أن يصل هذا التنظيم الإرهابي.. أو الرسالة التي يريد أن يوصلها¿ – هدف الإرهاب الاستراتيجي كما أشرت إليه, العودة باليمن إلى غياهب ظلام ما قبل عصور التاريخ الماضي السحيق هو المستقبل الذي يريدونه لليمن أما الإسلام فهو نور على نور وفهمه واستيعاب مضامينه الإنسانية التي تتصف بالحق والخير والجمال هو ما لا يفهمه الإرهاب والإرهابيون.