الرئيسية - محليات - حضرموت..صحاري ووديان شاسعة وسط مخاوف من ملاذ آمن للإرهابيين
حضرموت..صحاري ووديان شاسعة وسط مخاوف من ملاذ آمن للإرهابيين
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الثورة / محمد السيد – استشهاد 50 ضابطاٍ وجندياٍ في جرائم بشعة خسر فيها التنظيم معظم “مغامراته”

إلى وقت قريب لم يكن اليمنيون يتوقعون أن تتحول حضرموت إلى مسرح للعنف والاغتيالات والإحداث الأمنية لكنها خلال العامين الماضيين تصدرت المشهد الأمني وأصبحت بيئة حاضنة لعناصر القاعدة الإرهابي الذين وجدوا في مساحتها الشاسعة (30% من مساحة البلاد) ووديانها وصحاريها ملاذاٍ آمناٍ بعد هزيمتهم في أبين يونيو 2012م والقضاء على آخر أحلامهم في الإمارة الإسلامية هناك. بالإضافة إلى توسط حضرموت ثلاث محافظات (شبوة أبين مارب). لتظهر القاعدة كل غلها وحقدها في استهداف المؤسسات الأمنية والعسكرية وعناصر الجيش والأمن. فحضرموت التي» لفظت» الإرهاب والإرهابيين شهدت أول عملية إرهابية عام 2002م تمثلت في الهجوم على «ليمبورج» الناقلة الفرنسية. ومنذ ذلك الحين والمحافظة تعشق السلام والسكون على مدى تسع سنوات. ليشهد عاما (2001-2012) بداية ظهور بذور الشر. من خلال نشاط ملحوظ لعناصر القاعدة فرت من أبين إلى المحافظة لتتركز بدرجة رئيسية في أربع مديريات( غيل باوزير شبام القطن سيئون). لتحصي»الثورة» منذ مطلع العام الجاري استشهاد نحو 50 ضابطاٍ وجندياٍ فيما تكبد تنظيم القاعدة العديد من الخسائر البشرية في معظم جولاته ومغامراته. القاعدة ..إدمان الإرهاب ففي جديد المسلسل الدامي لتنظيم القاعدة أعلن مصدر امني استشهاد ثلاثة عناصر من قوات الأمن الخاص ومدني يعمل طباخ لأفراد النقطة وجرح ثلاثة آخرين في هجوم شنه فجر أمس الثلاثاء مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة ضد نقطة تفتيش في بروم عند المدخل الغربي لمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد. حيث ذكر مصدر امني قيام مسلحين يرتدون ملابس للشرطة بشن هجوم بالأسلحة الرشاشة على نقطة بروم الأمنية. ووفقا لموقع الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية فقد قام أفراد الأمن المتواجدون في النقطة بالتصدي ببسالة وشجاعة للارهابين وكبدوهم خسائر بشرية فادحة مما اضطرهم إلى الفرار حاملين معهم جثث قتلاهم وجرحاهم باتجاه محافظة شبوة ومديريتي حجر ويبعث بمحافظة حضرموت. ويأتي هذا الحادث الإرهابي بعد نحو خمسة أيام من هجوم إرهابي نفذته عناصر إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة يوم الجمعة الماضي على موقع للجيش في حضرموت تصدى له أفراد الجيش ببسالة وشجاعة كبيرة أسفر عن مقتل أربعة مهاجمين فيما استشهد نحو ثمانية جنود نتيجة لجؤ عناصر التنظيم لأساليب الغدر في عملياتهم الإرهابية. نشاط القاعدة ووفق مصدر عسكري لـ(الثورة) فإن تنظيم القاعدة الإرهابي بدأ في تكثيف نشاطه ووجوده في حضرموت خلال الثلاث السنوات الأخيرة مكثفاٍ هجماته التي تركزت في استهداف المصالح والمنشآت الحكومية بالإضافة إلى استهداف قوات الأمن والجيش في المحافظة. وارجع المصدر العسكري سبب تعاظم هذا النشاط إلى المساحة الجغرافية الشاسعة التي تمتاز بها حضرموت حيث تبلغ مساحتها نحو 191,032 كم مربع بنسبة 36% من مساحة اليمن. بالإضافة إلى امتلاك المحافظة لصحراء شاسعة ووديان ساهمت في ايجاد ملاذ آمن للقاعدة. مشيرا إلى أن التنظيم استفاد من ضعف الأجهزة الأمنية والسلطة المركزية خاصة بعد الاحتجاجات الشعبية عام 2011م. محاولة للثأر! ويأتي هذا الهجوم رداٍ على الخسائر التي تكبدها التنظيم إثناء مواجهته مع عناصر الجيش خاصة بعد ان نجحت مجموعة من أبطال اللواء 37 مدرع بالمنطقة العسكرية الأولى بحضرموت مطلع يناير الماضي من التصدي لعمل إجرامي غادر قامت به عناصر إرهابية تخريبية على نقطة تفتيش بوادي (هينين) بمديرية القطن بمحافظة حضرموت حيث سقط عدد من الإرهابيين بين قتيل وجريح فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار. حيث قال مصدر عسكري مسوؤل في المنطقة العسكرية الأولى – حينها- إن المقاتلين أبطلوا عددا من العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون بهدف إعاقة المقاتلين من ملاحقتهم,مشيرا إلى أنه استشهد في هذا التصدي البطولي أحد الضباط وأربعة أفراد وجرح جنديان آخران . خسارة دفعت عناصر التنظيم إلى محاولة الثار مما لحق بها في الهجوم على نقطة» الهنين». فبعد أربعة أيام فقط من الهجوم الأول سارع التنظيم في الـ8 من يناير الماضي إلى مهاجمة أفراد النقطة الأمنية في بروم. وأوضحت الأجهزة الأمنية أن العناصر الإرهابية التي هاجمت النقطة الأمنية كانوا على متن 6 سيارات ويرتدون زي القوات المسلحة وقد تم التصدي لهم من قبل أفراد الأمن المتواجدين في النقطة ببسالة وشجاعة ما أدى إلى استشهاد 3 من الجنود بعد أن كبدوا المهاجمين خسائر بشرية مما اضطرهم إلى الفرار . جريمة بشعة والتوقيت » بعد صلاة الجمعة»! لكن تظل تلك الجريمة البشعة التي ارتكبها التنظيم بحق 18 منتسباٍ من اللواء 73 مدرع بمنطقة الخشعه في شبام حضرموت في شهر فبراير الماضي حيث تم استهدافهم في جريمة إرهابية غادره عقب إدائهم لصلاة الجمعة وهو ما آثار استياء شعبياٍ واسعاٍ في أوساط أبناء محافظة حضرموت بصفة خاصة واليمن بصفة عامة. كما أصيب في الرابع من فبراير أحد أفراد قوات الأمن الخاصة المكلفين بحراسة السجن المركزي بمحافظة حضرموت بطلقة نارية في رجله أثر قيام مسلحون مجهولون بإطلاق النار من بنادق آلية على مبنى السجن. أما شهر مارس فلم يكن بعيدا عن جرائم عناصر القاعدة التي واصلت مسلسل استهدافها للعناصر الأمنية في المحافظة ففي العاشر من مارس استشهد جندي وإصابة آخرمن قوات الأمن الخاصة في دوعن حضرموت حيث قالت- حينها- شرطة مديرية دوعن التابعة لمديريات وادي وصحراء حضرموت أن مجهولين كانا على متن دراجة نارية –بدون رقم- قاما بإطلاق النار من مسدس على 2 من أفراد قوات الأمن الخاصة بالمديرية ما أدى إلى استشهاد أحدهما وهو الجندي إيهاب عبدالله البريهي (25 عاماٍ) يعمل في حراسة المجمع القضائي في إثر إصابته بطلقة نارية في الرأس, وأصيب الجندي الثاني طاهر حسين كركر بطلقتين ناريتين في رجله اليسرى. جرائم دفعت العناصر الأمنية إلى تكثيف حملات التعقب والرصد لهذه العناصر محققة عددا من النجاحات في هذا الجانب. ليكون الرد قاسيا من التنظيم حيث فجعت اليمن باستشهاد 20 فرداٍ من قوات الأمن الخاصة في الـ24 من مارس في هجوم إرهابي غادر استهدف النقطة الأمنية الواقعة في منطقة المضي بمدخل سيحوت محافظة حضرموت من قبل مسلحين يستقلون 4 سيارات . جهود أمنية وارهاب يكره الحياة وفي مقابل هذه الهجمات الإرهابية قامت الأجهزة الأمنية بتنفيذ سلسلة من الحملات وعمليات التعقب استهدفت مسلحي تنظيم القاعدة نجحت في تقليص عدد عمليات الاغتيالات التي استهدفت بدرجة أساسية قيادات عسكرية وامنية بارزة في المحافظة وذلك بعد ان كانت المحافظة تشهد حوادث اغتيالات شبه اسبوعية.حيث تشير مصادر إعلامية أن المحافظة شهدت خلال العام الماضي أكثر من 40 حالة اغتيال لضباط في جهاز الأمن السياسي وضباط في الجيش معظمها نفذت عبر دراجات نارية. وهي خطوات دفعت عناصر التنظيم إلى إصدار تهديداتها في تنفيذ اغتيالات لقيادات من الجيش والأمن وجنود. وكانت وزارة الداخلية أصدرت تعليماتها في وقت سابق لرفع درجة الحيطة والجاهزية في صفوف عناصرها تحسباٍ لهجمات مباغتة وأعلنت في بيان: «إن شروط المواجهة مع الإرهاب يجب أن تتغير من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم».