الرئيسية - الدين والحياة - دور المسجد في مكافحة الإرهاب
دور المسجد في مكافحة الإرهاب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

في ظل تنامي عمليات الإرهاب وسطوة آثارها المدمرة على الواقع المعاش تظهر على السطح العديد من التساؤلات المحيرة ومنها: إلى متى سيظل غياب العلماء والدعاة ومعهم رسالتهم التنويرية رسالة المسجد عن مواجهة الإرهاب ¿ ومع هذا التساؤل ينشأ منه تسأل آخر وهو … ألا يدرك العلماء والخطباء والدعاة مخاطر الإرهاب أولا على رسالتهم الدينية وعلى مضمون شريعتهم الإسلامية التي يعتبرهم المجتمع أهل الاختصاص فيها ومن لهم الحق وحدهم في غرس المبادئ الدينية والصدح بالتوجهات الربانية فأنتم سادتي العلماء من تسعفون الناس بالكلمة الناجية عند اختلاط المفاهيم واحتدام الصراع لتكون لكم المرجعية النهائية في تبين الحلال من الحرام وتشرئب الأعناق لسماع فتواكم خوفاٍ من الوقوع في المحذور …وبالتالي كنتم مرجعية الناس في كشف دعاوى الإرهاب التي تنطلق من منظور ديني وعقائدي ولكم زادت وتضاعفت حيرة المجتمع عندما يرى مرتكبي العمليات الإرهابية يكبرون ويهللون رافعين راية نصوصها كلمة التوحيد وعقيدة المسلمين عند كل عملية إرهابية ينفذونها بما فيها من المآسي وما لا يتخيله عقل ولا ترضى به إنسانية مجردة من الأحاسيس والمشاعر الطبيعية. فماذا أنتم فاعلون يا دعاة الإسلام وسلاطين العلم ومتصدري الفتوى ورواد المنابر وأئمة الصلاة ونماذج المحراب وأمناء شرع الله في أرضه وورثة أنبيائه ومبلغي كلام الله لعباده إزاء ما ترتكبه هذه الجماعات .. التذكير هنا بأدوار العلماء يقتضي القيام بهذا الدور كما يجب فلا يمكن تجاهل مخاطر الإرهاب بأي حال من الأحوال .. ولا يمكن تصور مكافحة الإرهاب محصورا على واجبات القوات المسلحة والأمن فقد رأينا اليوم أن أول من يكوى ويحرق بنار الإرهاب هم الجنود والضباط من منتسبي القوات المسلحة والأمن وسيكون خطأ تاريخياٍ مهولاٍ إن خذلنا القوات المسلحة ولم نساندها في مواجهتها للإرهاب وستكون النتائج كارثية بكل المقاييس خاصة إن كان هذا التخاذل من العلماء ومن كان في حكمهم من الخطباء والدعاة والمرشدين لأن فكر الإرهاب بكل بساطة ينطلق من مرجعيات دينية متطرفة القاسم المشترك بين الفكر المتطرف والفكر الوسطي المعتدل هم العلماء وأن كنا ندرك الفرق بين كلا الفكرين ونعي من يدعي انتسابه للعلماء وهو يحمل الفكر المتطرف والعنيف ومن هو من صنف العلماء المجسدين للوسطية والاعتدال لكن يبقى أن ندرك أن من أهم المعالجات والحلول للقضاء على الفكر المتشدد والمتطرف هو الفكر المعتدل الذي يمثله جل علمائنا ومن هنا كانت مهمة الدفاع والذود عن مبادئ الإسلام وقيمه النبيلة والسمحاء وإبرازها في مواجهة حملات التشوية التي تتبناها التنظيمات الإرهابية هي مهمة العلماء وحدهم فهم بذلك يقومون بواجبهم تجاه دينهم الذي تعلموا منه مبادئ الوسطية والاعتدال والتسامح الديني ..ويمكن هنا للدور المناط بالقوات المسلحة والأمن أن يكون مكملاٍ في القضاء على الإرهاب بعد أن يلمس وعياٍ وتفاعلاٍ اجتماعياٍ مرتفعاٍ بمخاطر الإرهاب . كان للعلماء هنا الدور المحوري في توعية المجتمع بمخاطر الإرهاب وتحذير الناس من إيواء الإرهابيين ومسانده رجال الجيش والأمن في رصد تحركات الإرهابيين والإبلاغ عنهم في المناطق التي تتمركز فيها العناصر الإرهابية وحتى تحقق هذه الرؤية فلا بد من توسيع دائرة تواجد العلماء ليس من خلال خطب الجمعة فقط وإنما وصول رسالة العلماء للمجتمع من خلال القنوات والوسائل الإعلامية المختلفة واللقاءات والفعاليات الوطنية والاجتماعية كما يمكن للعلماء أن يتفقوا على إعداد بيان مشترك وميثاق محدد يجرم الإرهاب بكل صوره وأشكاله وأنواعه وإن استطاع العلماء أن يحذروا الشباب من الانجراف حول أسماء وشخصيات محدده تيقنوا أن هؤلاء من قيادات الإرهاب فلا مانع أن يقوموا بنشر أسمائهم إن تيقنوا ضلوعهم في العمليات الإرهابية أو ضلوعهم وتأييدهم لها وغير ذلك من الجهود والأدوار التي يمكن للعلماء أن يقوموا بها في مواجهة الإرهاب. قد يعترض البعض على ما ذكرناه وأننا حملنا العلماء فوق طاقاتهم …لكني أنوه هنا أن ما ذكرته من مهام وبرامج سابقة يجب على العلماء القيام بها ليست من قبيل المجازفة أو التعجيز وطلب المستحيل … لسبب بسيط وهو أن كل ما ذكرناه من أنشطة وتحركات مطلوبة نطمح أن يقوم بها أهل العلم هي بالضبط ما تقوم به التنظيمات الإرهابية من تعبئة مجتمعية في المناطق التي تتواجد فيها وفي بعض المساجد التي تتبنى فكر التنظيمات الإرهابية التي لا تجد أي حرج ولا مانع ولا حتى قانون في منعها من إلقاء خطب الجمعة التي تتناول فكر القاعدة من حيث شرعيته ونشره ودعوة الناس إلى تبنيه ومساندته وتشجيع الشباب للانضمام إليه ولا يمكن لأحد أن يكذب أو يعاند في تواجد هذا الخطاب على الساحة وظهوره في بعض عواصم المحافظات …ولأن الموضوع يصعب حصره في هذا المقال أرجو من المولى تعالى أن يوفقنا لإكماله في وقت لاحق .