الرئيسية - محليات - المشغولات الخزفية .. موروث عريق تبدعها أياد ماهرة
المشغولات الخزفية .. موروث عريق تبدعها أياد ماهرة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

في قلب مدينة الشيخ عثمان وعلى بْعد أمتار من جامع الهاشمي يعرض مفيد طه محمد المحمدي مبيعاته من الأدوات الخزفية والفخارية التقليدية التي تشتهر بإنتاجها عددُ من المناطق اليمنية كجزء من التاريخ العريق للموروث في بيآت المجتمع اليمني المختلفة ورغم طفرة الثورة الصناعية الكبرى التي اجتاحت أسواق العالم في القرن الثامن عشر والتاسع عشر وتأثر المجتمعات البشرية بمخرجاتها من منتجات الأدوات الاصطناعية التي تزخر بها المراكز التجارية والأسواق الشعبية على حدُ سواء إلا أن المواطن لم يستغن في حالات أْخرى عن إقتناء قطعة ماء من المشغولات الخزفية التي تدخل في الاستخدام المنزلي حيث تْعد شجرة النخيل التي كرمها الله سبحانه وتعالى بمنافع جمة في صنع الأواني المختلفة من سعفها ومنها رطب التمر ومايحويه من فوائد صحية في قوله تعالى: (إليك بجذع النخلة تساقط عِليك رْطباٍ جِنيا) ــ الآية 25 من سورة مريم ــ هذا عدا الإستفادة من سعف النخيل التي تْبدع أيدي المهرة من الحرفيين في إنتاج مشغولاتهم الخزفية التي تشتهر بها عدة مدن يمنية مثل: حضرموت وشبوة وأبين والحديدة وتعز ولحج وسقطرى وغيرها من المناطق الأخرى . يمر به المتسوقون يومياٍ للسؤال عما جاء به من مشغولات مطلوبة للزبائن الكرام الذين يأتونه من مديريات محافظة عدن أو المتسوقين من المناطق المجاورة كلحج وأبين الذين لايجدون تلك المشغولات الحرفية على وجه السرعة في مناطقهم ليعودوا بها ضمن مقتنياتهم المنزلية إلى مناطق المنشأ من معرضه المفتوح على أحد الشوارع المتداخلة المجاورة لجامع الهاشمي حيث تْعرض منتجات الخزف إلى جانب المنتجات الفخارية والحديدية حيث تحدث مْفيد المحمدي قائلاٍ: منذ حولي 8 سنوات كانت بدايات اهتمامي ببيع المنتجات الحرفية التي لاتتطلب عرضها في مركز تجاري مغلق تْنمقه الأضواء والديكورات أو نيون اللوحات الإعلانية بل تْعرض هنا على الشارع العام لقيمتها المادية والرمزية البسيطة للمواطن ولكل منطقة خصوصيتها من هذه المنتجات المعروضة التي أمامك مع تشابه بعضها أحياناٍ أو تميز منتج عن الآخر بحسب طلب الزبون فقد كان قديماٍ يأخذ المسافر من عدن المباخر الوهطي الطينية لأنها كانت تستخدمها الأْسر العدنية منذ قديم الزمان وتباع كهدايا للزائرين ومن المشغولات اليدوية الأخرى من لحج: ـــ المسúرفة: وهي وعاء مفتوح دائري الشكل مصنوع من سعف النخيل وتستخدم كسْفرة لتناول الطعام في المنازل ويقبل على شرائها بعض الزبائن للتذكار بالزمن الذي كانت تعد أحد المقتنيات الرئيسية في المنزل حيث تحتل هذه المسúرفة أحد زوايا المنزل بعد غسلها من تناول الطعام . ـــ الجعبة: وهي وعاء أسطواني الشكل مصنوعة من سعف النخيل لها غطاء وتستخدم لحفظ الطعام كالخبز قبل رواج المنتجات المعدنية والبلاستيكية والزجاجية وغيرها. ـــ المْشúجْب: وهو ذات شكل أسطواني له رفوف وقوائم مْغلفة بسعف النخيل المصبوغة بألوان مختلفة متداخلة ويْباع كأحد الأصناف الرئيسية لتجهيزات العروس وأحد الاستخدامات المنزلية اللازمة لها حتى يومنا هذا. تشابه المشغولات ويضيف المحمدي قائلاٍ: فإلى جانب المنتجات الخزفية من سعف النخيل التي كانت لحج تْغرق بها أسواق وبيوتات عدن قديماٍ لقربها الجغرافي يليها منتجات أحورــ أبين إلا أن هناك تشابهاٍ كبيراٍ في أصناف المشغولات الخزفية المعمولة فعلى سبيل المثال كانت الأرائك الخشبية تْعمل وتْحاك بالحبال المفتولة بإتقان بأيادي العطارين قبل اقتناء الأهالي للأسرِة الحديدية أو من خشب الصاج وتعد مناطق سهول تهامة من أكثر المناطق اليمنية تفرداٍ بذات الصنعة اليدوية إلى جانب مناطق أخرى مشابهة لها في المشغولات مثل: فدائم الجمال (النوق) والبقر والوظف الذي يْعمل من شجر السلب الذي يْزرع في المناطق الجبلية ويْستخدم كسلاح للمزارعين لثني الطيور والحيوانات كالثعالب وغيرها عن العبث بالزروع والثمار في الحقول واستخدامه أيضاٍ في مناطق أْخرى كوادي حضرموت الزراعية والسهول الزراعية في شبوة ـــ بيحان يشبْم وغيرها من المناطق الزراعية رغم دخول السلاح الناري بديلاٍ منافساٍ. وتعد المسرفة ــ سْفرة ــ الطعام كمشغول خزفي مشترك في مناطق يمنية متعددة إلى جانب جْعبة حفظ الطعام في مناطق: عرقة ــ شبوة والمعجلة وأحور في أبين التي تمتاز بإنتاج الجْعبة الخزفية ذات الصبغة الحمراء ويزداد لونها بهاءٍ عند غسلها بعد إفراغها من الطعام وتشتهر بها حضرموت وشبوة أيضاٍ التي تنتج التور وهي وعاء متين لحفظ الخبز وأشد سماكةٍ من الجعبة وتْغلف بجلد الماعز لحفظ الطعام ساخناٍ وهي غالباٍ ماتْصدر إلى عددُ من الدول الخليجية المجاورة لاستخدامها في حياة البداوة ومن المشغولات الخزفية الأْخرى المتعددة من أحور أيضاٍ: السلقة للجلوس التي يستخدمها البداوة في حلهم وترحالهم التي تشتهر بإنتاجها شبوة كذلك إلى جانب مشغولات أحور من المراوح الخزفية اليدوية العادية وذات الصبغة الملونة والمكانس والكوافي وغيرها ومن منطقة التربة والزريقه وبني شيبان ووادي عبيرة ومديرية الشمايتين في تعز و الحديدة وهي مشغولات منها مشابهة لسالفتها كالكوافي الخزفية المخروطية الشكل التي يستخدمها الفلاحون في الحقول كحماية للرأس من حرارة الشمس والجعاب والمسارف إضافة إلى الزنابيل التي يستخدمها البعض من المزارعين لجمع الثمار وكانت تستخدم سابقاٍ لجمع القمامة قبل أن يْستعاض عنها بوسائل أْخرى استهلاكية كالأكياس البلاستيكية. وللفْخار زبائنه ليست المشغولات الخزفية وحدها فقط من تحتل اهتمامي في البيع والعرض بل الفخار أيضاٍ وله زبائنه ويضيف المحمدي قائلاٍ: توجد أوانُ فخارية تدخل في الاستخدامات المنزلية اليومية وهي كثيرة منها: الكيزان لحفظ الماء بارداٍ ويأتينا من الحديدة وهو لايختلف من حيث حفظ البرودة عن (المسب) الذي يْصنع من جلد الماعز في شبوة وسقطرى وحضرموت والمهرة وأبين ويْطلق عليه (عسينة) في مناطق الوازعية والصبيحة. ومن المنتوُجات الفخارية التي يرغب في اقتنائها الزبون: المدر (الحرضة) من منطقة الجراحي في الحديدة ومن منطقة قْحزة والقاعدة في إب وذلك لوجود الأفران لحرق وإعداد الفخار كما توجد أوانُ ومشغولات يدوية منزلية أخرى تنتجها هذه المناطق تدخل في احتياجات الأسرة اليومية.