اعتبر وزير الأوقاف والإرشاد حمود عباد أن العدالة الانتقالية هي حجر الزاوية لبناء اليمن الجديد.. مشددا على أن تحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية هي امتحان للقوى السياسية بمختلف مكوناتها بما فيها الشباب. وأشار في حلقة نقاشية نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجية المستقبل “منارات” حول العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية في ضوء مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى أهمية المصالحة الوطنية بين جميع الأطراف السياسية وتفعيل وترسيخ العدالة وتجاوز حالة الانغلاق إلى مزيد من الاتفاق من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها جميع اليمنيين. من جانبها أكدت القاضية أفراح بادويلان رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد أنه بدون عدالة انتقالية لن نصل إلى دولة مدنية ولن يبنى وطن والحقوق ضائعة والنفس مجروحة وعلى الجميع تقديم التنازلات لتطيب النفوس وتضمد الجراح.. ودعت إلى تضافر الجميع لمكافحة الفساد بمختلف أشكاله للوصول إلى الحكم الرشيد الذي يعد العمود القوي للدولة المدنية الحديثة. فيما قال القاضي يحيى الماوري رئيس لجنة المعايير والانضباط لمؤتمر الحوار الوطني في ورقة قدمها للورشة: إن العدالة الانتقالية مصطلح جديد على الثقافة السياسية والحقوقية اليمنية فرضته ظروف المرحلة التي تمر بها البلاد كأحد متطلبات عملية التغيير والتسوية السلمية الجارية برعاية اقليمية ودولية.. مشيرا إلى أن بلادنا قد تجاوزت المرحلة الأولى بنجاح والخروج بوثيقة الحوار التي تشكل رؤية مشتركة لجميع القوى السياسية على الساحة الوطنية. واستعرض القاضي الماوري مفاهيم وأنواع العدالة الاجتماعية وفقا للمراجع الدولية وبما تضمنه مشروع القانون اليمني وكذلك تجارب بعض الدول العربية والأجنبية التي نجحت في هذا الجانب.. متطرقا إلى المعوقات التي تواجه العدالة الانتقالية في بلادنا وآلية تطبيقها وغموض العلاقة بينها وبين قانون الحصانة. وأكد القاضي الماوري أهمية إخراج قانون العدالة الانتقالية إلى حيز الوجود بصيغة توافقية تجسد الإجماع الوطني وإثرائه بالمقترحات والتصورات بقصد الإثراء لا بقصد الإعاقة والتعجيز. وشارك في الورشة التي أدارها الدكتور عبدالعزيز الترب عدد من الباحثين والسياسيين الذين أثروها بالمداخلات والنقاشات المستفيضة. من جهة أخرى أكد وزير الأوقاف والإرشاد حمود عباد أهمية دور العلماء في توحيد كلمة الأمة ورص صفوفها لدعم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وأشار في كلمته بالملتقى التشاوري العام الأول للعلماء والدعاة والمرشدين الذي دشنت فعالياته أمس بمارب إلى الواجب الديني في التوعية بمحاربة الافكار الضالة ونبذ العنف والتطرف. ونوه بأهمية رسالة المسجد في التبصير بما ينفع الفرد والمجتمع.. مؤكدا حرص وزارة الأوقاف على تحسين أوضاع الدعاة والمرشدين ومعالجة مشاكلهم. من جانبه لفت وكيل أول محافظة مارب علي محمد الفاطمي إلى أهمية هذه الفعاليات في التوعية بدعم مخرجات الحوار.. داعيا وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والمصداقية في تناولاتها المختلفة والكف عن المهاترات التي لا تخدم الوطن.