استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية وفد عسكري يطلع على سير العمليات العسكرية في محور علب بصعدة الارياني يرحب بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية نيوزيلندا تصنف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الارياني: استمرار تجاهل التهديد الحوثي وعدم التعامل معه بحزم، سيؤدي لمزيد من زعزعة الامن والاستقرار المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة يناقش انتهاكات الحوثي وتحديات النازحين وكيل شبوة يفتتح إفتتاح مشروعات امنية في المحافظة
حان الوقت لإعادة النظر بصورة ملحة وضرورية في مدى ملاءمة خطبة الجمعة للواقع المعاش الذي تبرز أهم مشاكله اليوم في قضية الإرهاب ولم يعد الزمان ولا المكان ولا حتى الظروف المحيطة بنا تسمح أن يظل الخطاب المسجدي أسيراٍ للماضي أو متطلعاٍ للمستقبل بطريقة خاطئة شأنه شأن من يريد الجنة لكنة يخطئ طريقها وبين الأسر للماضي والتطلع إلى المستقبل تظل خطبة الجمعة ترزح تحت وطأة الأمجاد والعويل على محطات العزة والانتصارات السابقة في تاريخ الأمة وبين تناول الحاضر بما لا يتناسب مع التطورات والتحولات المجتمعية والسياسية … وبين هذا وذاك يتطلب الخطاب الديني الاستفاقة الملحة والضرورية من خلال مواجهة الواقع وفق استراتيجية عصرية تحافظ على أصالته وتجدد فيه وسائل المواكبة للمتغيرات الحياتية اليومية ومن هذا المنطلق الإيجابي يمكن لنا الحديث عن اندثار الخطاب السلبي ومعه تطوى صفحة الروتين الممل الذي اتسمت به خطبة الجمعة حتى أصبحت مثلاٍ يستشهد بها ووصفاٍ شعبياٍ حسب المثل (الخطبة الخطبة والفقيه الفقيه) لما تتناوله من مواضيع الرتابة والتقليد إلى الحد الذي جعل من بعض الخطباء يعتمدون على ما ورثوه من الكتب التي تجمع خطب الجمعة على مدار العام ولأنه التقليد الأعمى فقد تناول البعض في إحدى الجمع موضوعاٍ ألقى على المصلين قبل مئات السنين يحكي فيه الخطيب في ذاك الزمن ما اقترفه جيش التتار في حق المسلمين أثناء غزوه لبغداد …ولنا أن نتخيل الصدمة الهائلة للمستمعين الذين أخرجهم خطيبنا المفوه خارج الزمن . وبالإضافة إلى ما سبق من اعتماد العديد من خطباء المساجد لخطب الجمعة المنقولة سلفاٍ خصوصاٍ في الأرياف فإننا نجد بعض منابر الجمعة تكرس خطبها في تناول ما لا يتعلق بواقع الناس لا من قريب ولا من بعيد على غرار المواضيع الفقهية التي جرت معها ويلات الاختلاف في مسائل حلق اللحية وتقصير الثوب وغيرها من المسائل المتسع فيها الاختلاف دون أن يكون لها تأثير مباشر على الحلال والحرام والتنكير عليها مجازفة جريئة انحرفت عن الصواب وأدخلت نفسها في التطرف والتشدد المذموم ….ناهيك عن مظهر خطابي بدأ يظهر شيئاٍ فشيئاٍ انخدع فيه بعض الخطباء الذين يظنون أنهم يواكبون العصر عندما يتناولون مواضيع العولمة وأعياد الحب والكرسمس وغيرها من المواضيع الهزيلة التي لا يلقي لها المسلم في الغالب أي اعتبار …كل هذه المظاهر تجري هنا أو هناك في حين غفلة الخطاب المسئول عن القضايا التي تمس الواقع المعاش ونحتاج معها إلى تبني خطبة الجمعة لها وفي مقدمتها الإرهاب … ناهيك عن المشاكل الاجتماعية التي أصبح المجتمع يشكون من تفاقمها في صورة انفلات الأمن وانتشار ظاهرة الاختطاف والعبث المتواصل بشبكات الكهرباء وأنابيب النفط وقطع الطرقات وارتفاع معدلات الجرائم …. وغيرها من القضايا التي تحتاج إلى توعية دينية مباشرة … وحتى لا يصبح خطيب الجمعة مغرد خارج السرب فلا بد على الجهات المعنية أن تقوم بدورها الكامل في تصحيح مسار الخطاب المسجدي وإخراجه من إطار الانغلاق الذي يعيشه وحالة الرتابة المتقوقع فيها إلى خطاب التنوير والمواكبة والتجديد في الإطروحات والمواضيع والمضامين الإرشادية الهادفة إلى خلق ثقافة مجتمعية واعية بمخاطر الإرهاب على سبيل المثال …لو تصورنا أن وزارة الأوقاف والإرشاد المعنية بأداء الخطاب الديني نجحت في إعداد وتعميم خطبة جمعة موحدة عبر آلية تناول هذا الموضوع في مختلف مساجد الجمهورية وقدرتها بالتعاون والتنسيق مع المجالس المحلية والتنفيذية في المحافظات على إلزام الخطباء على تناول هذا الموضوع في يوم جمعة محدد مسبقاٍ …لنا أن نتخيل عند توحيد الموضوع على جميع المساجد ..كيف ستكون ردة فعل المجتمع وتفاعله مع فحوى ومضمون هذه الخطبة التي ستخلق معها ثقافة مجتمعية هائلة ترتفع معها مستويات التوعية بمخاطر الارهاب ومدي استفادة الناس من خلال ما سمعوه وواجبات كل منهم كل في إطار عمله ونطاق تخصصه ناهيك عن ما تحدثه هذه الخطبة من تأثيرات مباشرة يتناولها الناس في مجالسهم ولقاءاتهم بعد خطبة الجمعة والأمر ليس بالصعوبة إن بدأنا العمل لتحقيق ذلك خصوصاٍ أن الوصول إلى هذا الهدف لا يحتاج إلى اعتمادات وميزانيات طائلة بقدر ما يحتاج إلى همة عالية وضمير مسئول نرفق معهما أهمية القيام بواجبنا … وبجهود التنسيق والتعاون من الجميع يمكن لنا أن نرى معالم النجاح والتأثير تبدو وتظهر في سلوكيات الناس وتفاعلهم … عندها يبرز الدور المحوري لخطبة الجمعة ونجاحها في حلحلة الأوضاع بما تم فيها من تلافُ للأخطاء وتصحيح للمسار وتجاوز العثرات …والله الموفق