الرئيسية - كــتب - قراءة ليست عابرة في أقاصيص “زين”
قراءة ليست عابرة في أقاصيص “زين”
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

زامر من دون حي أربعة نصوص قصصية قصيرة جدا . هي : (أمل . ثائر . إنسان . علي) . التي قرأها القاص / أحمد إسماعيل زين . في حصة القراءات الإبداعية . بالمهرجان العربي الثالث للقصة القصيرة جدا .. الذي أقيم في مدينة الناظور المغربية . أواخر شهر مارس للعام 2014م . هي التي أتناولها وهي تأت ضمن مجموعته القصصية التي صدرت مؤخرا بعنوان زامر الحي ..بداية ــ دون ترتيب ــ بهذه القراءة العابرة هنا الآن . لكي أختمها بقراءة أخرى سريعة لمجموعته القصصية (زامر الحي)(2) لا احد لا أحد في أقاصيص السعودي / أحمد زين . يستحق أن يرفع صوته عالية في وجه الاستبداد . في وجه الظلم الكامن في أزقة المدن المترعة بالأحلام الصغرى . والكبرى معا . ويتجلى ذلك باديا في أقصوصة (ثائر) : فالصوت الذي يعلو في وجه الطغيان فقد بحته . وفي أقصوصة (إنسان) : القلب الذي وجد نفسه وحيدا جراء الطغيان . يقلب كتابه العتيق . أي يقلب ماضيه التليد هروبا من مرارة حاضره . ليس ثمة إشكال تاريخي في أقاصيص (زين) . بل ثمة هروب إلى الماضي . وإلى المستقبل الغائم الغامض . في أقصوصة (أمل) ..ثمة نزوح . وانشداد . نحو التياه . تتكون سحابة الأفق لكن الأرض جافة . شبه مطبق للعربي في حالة التياه . ماذا يريد / أحمد إسماعيل زين ¿ لن يقول الإجابة !. فبركة . ملخص لغصته . ومثله . الغيب هو نشيد صامت مرير أثناء الانتظار . هروب نحو الماضي العتيد . بفكرة غامضة للمستقبل . فالحاضر المعاش هو : صمت . جبن . عاصفة قلقة بسؤالين مريرة : هل سيستمر الحال كما هو عليه ¿ أم هل سنتغير ¿! لكن ما فائدة بقاء الحال هنا ¿ دام المثقف هو صوت المجتمع ككل !. وتغيره معناه تغير نظرته القلقة للمستقبل . وهي انعكاس لتغيير فكرة المجتمع للمستقبل . من حق (زين) أن يحلم . لكن ليس من حقه أن يجعل حلمه خاصا به فقط ! . لأنه صوت لكل المجتمع . لذلك تجد أقاصيصه مليئة بالأحلام . مدوزنة بالأمل . رغم كل الضياع المحيط بالجميع من حوله . في أقصوصة (علي) . توظيفا مناسبا للموروث الشعبي (الجيزاني)3 .. بالأقصوصة . ورغم ذلك : تتبدى حالة اللا ضياع الاجتماعي بين عاطفة تستثير الرغبة في الاستمرار . وبين واقع يصرخ علنا ب(تمني الموت والدفن) . القاص / أحمد إسماعيل زين . قلم صادح بالأمل . بالأحلام المرجوة المنتظرة . رغم كل هذا الضياع النصي . والحزن القصصي المتغلغل في عمق أحرفه . كانت هذه القراءة العابرة ــ كما سبق وذكرت ــ من خلال ما سمعته من أقاصيص قرأها بالمهرجان العربي الثالث للقصة القصيرة جدا . وقبل ما ألتقي به بشكل شخصي في المهرجان . ويهديني مجموعته القصصية (زامر الحي) . ولكني حين تقربت منه بالمهرجان . وتعرفت عليه أكثر بقراءة نصوص مجموعته القصصية . وجدته إنسانا يهرب بالمرح مع الجميع من وجعه . وحزنه العميق الصارخ بوجعه . ووجع مجتمعه بين طيات نصوصه القصصية . ووجدته (يتيم) أعياه البحث عن حضن أمه الآمن . بشقيه الحقيقي . والرمزي . ليشعر بالراحة . الروشان! ويتجلى هذا الشعور المر بشكل أكثر وضوحا من خلال نصوص المجموعة القصصية بشقه الحقيقي في نص (الروشان) . حيث إن (عائشة) التي علم أنها لن تعود . هي (أمه) التي فقدها منذ الطفولة المبكرة . وتظهر بشقها الرمزي . في نص (رسالة إلى خوف أمي) . حيث أن (الأم) في هذا النص هي الأرض . والحياة . والوطن . التي يبعث لها رسائله المكتوبة بحبر وجعه . وخوفه . وقلقه المثقل على قلبه الحزين . ومن أراد أن يتأكد من ذلك ¿ ما عليه سوى التجول بين أنغام مجموعة (زامر الحي) القصصية ليجد سريعا أنه ناي مبحوح بالألم . هامش: 1 – أمل . ثائر . إنسان . علي . أقاصيص قدمها القاص السعودي / أحمد زين . بمهرجان القصة العربية الثالث . بالناظور المغربية 2 – زامر الحي : مجموعة قصص قصيرة للقاص / أحمد إسماعيل زين . من إصدارات نادي جازان الأدبي . في عام 2009م . 3 – مدينة جازان السعودية . التي ينتمي لها القاص / أحمد إسماعيل زين .