الرئيسية - محليات - الأنفس المهووسة بالسلب لم تستثن أيديها معهد المعاقين فدمرت ونهبت كل محتوياته
الأنفس المهووسة بالسلب لم تستثن أيديها معهد المعاقين فدمرت ونهبت كل محتوياته
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أعجز عن فهم الدوافع التي تقف وراء تجاهل كثير من العدسات والأقلام معاناة شريحة المعاقين في محافظة أبين الأكثر ألماٍ والأشد قهراٍ بعذاباتهم المتسعة يوميا. في أبين الحياة تمضي بتسارع دون الالتفات لحقوق واحتياجات المعاقين التي تتلخص في الاعتراف بآدميتهم ووقف أوجاعهم المتسعة الاتجاهات والمتعددة الصور.

عدد من الدارسين في معهد تدريب وتأهيل المعاقين بالمحافظة الذين بلغ إصرارهم في التعلم حد المعجزات التقت “الثورة” بهم ومنهم الشاب “ماجد” الجالس على كرسي الإعاقة صاحب الحظ الأوفر في التعليم في المعهد حين اتصل بالعديد من الصحفيين والإعلاميين بمن فيهم نحن لكي ننقل معاناتهم واحتياجاتهم ماجد لا يسيطر على حركاته بفعل مرض في أعصاب جسده النحيل لكن هذا الجسد النحيل يكتنز من الإصرار ما يجعل السليم المتخاذل يوارى من سوءة التخاذل تجاه ماجد ورفاقه.. أما سيناء كباس التي تعد أفضل معلمة خياطة في المعهد وإحدى مخرجات المعهد فكانت حاجاتها بسيطة وتتلخص في توفير مواد خام للمعهد وتوفير وسيلة مواصلات وكذا إعادة وظائفهم المسلوبة منهم وهم الأحق بها كونهم حسب قولها: الأحق كونهم معاقون ومؤهلون وجاهزون للتوظيف. تفاصيل وافية موجعة وأكثر ألماٍ مضافة إلى ما قد سبق نتابعها في هذا اللقاء الذي أجريناه مع الأخت أشواق سيلان مديرة معهد تدريب وتأهيل المعاقين بمحافظة أبين والتي بدأت حديثها بشكر الثورة الصحيفة والحدث لأن الثورة هي من أعادتها إلى إدارة شؤون المعهد بعد أن كان قد صدر بحقها قرار إقالة من قبل محافظ المحافظة السابق وهو القرار الذي وصفته بعدم مراعاة مصالح وحقوق المعاقين. وتقول مديرة المعهد: إنه بسبب هذا القرار تم توقيف مخصص صندوق المعاقين بأبين وتم نهب وظائف المعاقين واستبدالهم بأشخاص سليمين لم يخدموا المعهد ولم يتدربوا في المعهد والمؤلم أنهم ليسو أصحاب إعاقات . وتؤكد مديرة المعهد على معاناة شريحة المعاقين بقولها: منذ تعييني في شهر فبراير 2013م ونحن نلاقي المعاناة يومياٍ في المعهد وجميعنا عاجزين في المعهد عن رفع هذه المعاناة بسبب شحة الإمكانيات والعوائق والصعوبات الكثيرة التي نواجهها ويكفي أن تجلسوا مع المعاقين لتسمعوا منهم عن المعاناة التي يعيشونها وأسبابها. توقيف مخصصات المعهد * وعن مخصصات أو موازنة المعهد تحدثت سيلان قائلة: كان قبل 2011م يصرف لنا من صندوق المعاقين في العاصمة صنعاء سبعة ملايين ريال كل ستة أشهر وهذا المبلغ يشمل المواصلات والصيانة والمواد الخام للحياكة والنجارة والهاتف والكهرباء والرحلات الترفيهية والبترول وأجور متعاقدين وعلاجات خاصة بهم وو…الخ إلا أنه ومن ذلك الوقت “عام 2011م” لم يتسلم المعهد أي مبلغ من صندوق المعاقين بالعاصمة صنعاء ولا من أي جهة أخرى مع أن القهر والألم التي وقعت للمعاقين وخاصة أثناء وبعد الحرب على القاعدة في أبين بسبب توقف علاجاتهم التي كان يقوم الصندوق بتوفيرها لهم تضاعفت بالإضافة إلى صعوبة الانتقال وهناك كثير من الحالات توفيت جراء ذلك. التبرع بالمصروف * وحول أسباب توقيف مخصصات المعهد من قبل صندوق الإعاقة بالعاصمة صنعاء أوضحت بالقول: كلما حاولنا معرفة الأسباب يرد علينا الإخوة في صندوق المعاقين في صنعاء بأن عندكم في أبين مشاكل رغم أن هناك مذكرات من الأخ/ جمال العاقل محافظ المحافظة تطالبهم بمنحنا المخصص الخاص بالصندوق في أبين. وأردفت أشواق سيلان: إن المعاقين أجبروني على العودة للعمل بالمعهد وتحت إصرارهم عدنا وفتحنا المعهد ويدي بأيديهم نحاول التخفيف من وطأة المعاناة وقد بادروا بالتبرع بمصروفهم اليومي واشترينا مواد كهربائية وأقفال ومواد خام للحياكة والنجارة وكما تشوف الآن وهذا بفضل إصرارهم وحماسهم وقد تحمست من حماسهم لأنهم يبادلوني الحب بحب أكبر منه. دعم معنوي * وفيما يتعلق بما تقدمه السلطة المحلية بالمحافظة للمعاقين قالت مديرة معهد تدريب وتأهيل المعاقين بأبينُ: أن السلطة المحلية قدمت لنا الدعم المعنوي وقام الأخ المحافظ مشكورا بالتنسيق مع منظمة التكافل الإنساني لدعم المعهد فقامت المنظمة مشكورة بجهود جبارة في ترميم المبني الذي نمارس فيه نشاطنا الحالي بالإضافة إلى قيام مكتب الـdrc بتوفير المواد الخام للحياكة والخياطة و كمبيوترات. * أما عن مستوى سير العمل بأقسام المعهد فتقول: للأسف الكثير من أقسام المعهد لا تعمل فقد كانت معنا ثلاثة مبان خاصة بالمعهد وكانت تستوعب اكثر من خمسمائة طالب وطالبة من جميع أنواع الإعاقات واليوم معنا مبنى واحد فقط والبقية تسكنها أسر نازحة تدمرت بيوتها كاملة . ولدينا حالياٍ حوالي خمسون طالبا وطالبة كلهم إرادة وحماس وهم يتدربون في مجالين فقط الكمبيوتر والخياطة وهذان المجالان هما اللذان استطعنا توفيرهما بمساعدة التكافل الاجتماعي وال دي آر سي. معاناة ومتطلبات * وتطرقت مديرة المعهد في ختام حديثها إلى أبرز معاناة ومتطلبات طلاب وطالبات المعهد بالقول: منذ فترة طويلة ونحن نعاني من عدم توفر وسيلة مواصلات بديلة للباص الخاص بالمعهد الذي تم إخفائه كما نعاني من عدم توفر موازنة تشغيلية للمعهد وأملنا من الجهات المعنية سرعة القيام بوضع حد لهذه المعاناة من خلال إعادة المخصص المالي الفصلي للمعهد وتوفير وسيلة مواصلات للمعاقين لنقلهم من بيوتهم إلى المعهد وسرعة توظيف المؤهلين من المعاقين وإلزام الجهات المعنية باسترجاع وظائفهم المنهوبة ونتمنى من كافة شرائح المجتمع المحلي بمحافظة أبين التعامل مع المعاقين بليونة تزرع الحب وتعيد لهم الأمل وتمحو ألآمهم.