محاضرة في عدن تستعرض أسس تصميم السدود وأهمية مشروع سد حسّان بأبين مجلس القضاء الأعلى يقر تغطية الشواغر في محاكم ونيابات محافظتي تعز وحضرموت تدشين حملة التحصين ضد الحصبة بالحديدة واجتماع يناقش الوضع الصحي بالمحافظة الوزير الوصابي والمحافظ بن ماضي والسفير الكوري يدشنان بالمكلا معمل وقسم الطاقة المتجددة شركة بترومسيلة تُعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير زيت الوقود الثقيل (المازوت) وفد اليمن في مؤتمر المناخ يبحث مع نائب وزير الصحة الاذربيجاني تعزيز أوجه التعاون المستشار العسكري للمبعوث الأممي يطلع على نشاط مشروع مسام بمأرب اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية
من المعلوم أن خطبة الجمعة من الفرائض التي أمرنا الله أن نؤديها في وقتها دون تأخير فقد حددت النصوص القرآنية حرمة الاشتغال بالبيع والشراء في وقت صلاه الجمعة وبالمقابل وجوب ترك كل ما يشغل المسلم عن أداء هذه الفريضة وحتى عند فوات صلاه الجمعة على المسلم فإن الحكم الفقهي الغالب يعوض من فاتته الخطبة أن يقضي ما فاته بأداء ركعات تشبه صلاه الظهر الاعتيادية لان أهم ما في الجمعة الخطبة وبالتالي اعتبار المفوت لها يعيش في يوم اعتيادي وليس في يوم الجمعة ولا يمكن لنا في معرض تناول خطبة الجمعة باعتبارها حلا أسبوعياٍ لمشاكل الأمة أن ننسي التطرق إلي المنزلة الرفيعة التي يحظى بها خطيب الجمعة أثناء إلقائه للخطبة … من زاوية إلزامية الشرع للمستمعين أن يتبعوا أدب الإنصات التام لما يلقيه عليهم الخطيب وكلنا مازلنا نسمع في بعض المساجد مؤذن الخطبة يصدح بعد أذان الخطبة وبعد إلقاء الخطيب للسلام قولة ( أيها الناس إذا صعد الخطيب على المنبر فلا يتكلمن أحدكم ومن تكلم فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له ) هذه الكلمات ليست إلا أثراٍ نبوياٍ جاءت به بعض كتب الحديث والقصد منها إعلام الناس أنه لا مجال للكلام أثناء الخطبة حرصا على الاستفادة والانتفاع قدر الإمكان مما يلقي عليهم … وفي هذه الجزئية بالذات ينبغي أن يفهم الخطيب حجم المسئولية الملقاة عليه وعندها انعكاس هذه المسئولية على مضمون خطابة ورسالة موضوعة …فالخطيب وحده هو من تنصت له الأذان وتخرص عن اعتراضه الألسن بحكم شرعي لا يقبل الاعتراض ولا المقاطعة مع أن من سوى الخطيب من العظماء والحكماء مهما كانت مسئولياتهم ومناصبهم يمكن لأي فرد أن يقاطع كلماتهم ويعارض أقوالهم إلا خطيب الجمعة وبالتالي كان لزاماٍ على كل من ارتقى منبر رسول الله أن يدرك هذه الحقيقة لا من جهة الإستعلاء ولكن من زاوية عظمة المسئولية وحساسية الموقف الذي يتطلب منه أن يكون أكثر وعياٍ بدوره مثمناٍ هذه المنزلية العظيمة في طرحة الذي يجعله مْحترماٍ ومْقدراٍ في غير استخفاف أو تجاهل للجموع الجالسة إمامة تنتظر منه بث رسائل نورانية تحمل قبسات إيمانية تنشر ظلها وظلالها في نفوسهم وتعينهم على مصاعب الحياة تستشرف معها احتياجات الحاضرين إلى كل ما يجعلهم يصححون أخطائهم ويتجاوزون عثراتهم … وتكون لهم زاداٍ إلى أسبوع أخر يأتون معه إلي سماع معالم الفلاح ونماذج الخير وأساليب النجاه وهكذا دواليك تظل خطبة الجمعة المحطة الأسبوعية لكل مسلم لا يعرف معها الرتابة والجمود بل على العكس تماماٍ فحرص الناس على أداء صلاه الجمعة وسماع خطبتيها من الأمور الخلابة التي يسعى إليها الناس يتحول فيها مظهرهم الخارجي فيلبسون الأبيض عنوان النقاء والطهارة ويتطيبون بأزكى الروائح مصطحبينa صغارهم معهم ليعودوهم على أداء هذا الفرض الديني السامي …وأمل الواحد منهم أن يخرج وقد طهر قلبه كما طهر بدنه وطاب حاله كما طاب عرفة عائدا إلى أهلة وعملة ومجتمعة بهيئة غير تلك التي خرج بها .ومن هنا يجب إلى حد أن ترك هذا الواجب على الخطباء يعد من أشد أنواع التجاهل والخذلان والاستخفاف المؤاخذين به كخطباء أن نتجاهل اهتمام الناس بخطبة الجمعة وحضورهم متألقين تعتري وجوههم الأنوار ويحتوي قلوبهم الإيمان مستجيبين بالفطرة لخطبة الخطيب وموعظة الواعظ …ويبقى السؤال الموجه لكل خطيب .. ما الذي ستقدمه للناس في كل أسبوع ¿ وهل تدرك مدى إحباط الناس ويأسهم وخيبة أملهم عندما يخرجون من مسجدك كما دخلوا دون أن تأثر فيهم ¿ وهل يمكن أن يشترك الخطيب الديني في مصيبة جر خطبة الجمعة من عباده متأثرة إلى عادة أسبوعية غير متأثرة لا تحفل بالتغيير لأنها لم تسمع ما يوقظ غفلتها ويلبي احتياجاتها . أن من أهم ما يميز خطبة الجمعة عن غيرها من الوسائل الدعوية من المحاضرات والخواطر والدروس المسجدية أن جمهورها من الناس يتكاثفون وتتضاعف اعدادهم بالتدريج كلما بدء الخطيب بخطبته وإن كان البعض يعد هذه الميزة من السلبيات الحاصلة .. لكن لا يمكن لأحد أن يحكم على ظروف الناس وإنما يجب العمل على التعامل مع هذا الوضع ومحاولة الاستفادة منه بدل التنفير فالحضور في أول الخطبة لا يمكن مقارنته بالحضور في أواخرهاوإذا اردنا أن نحل بعض مشاكل المجتمع فعلينا أن نوجه الناس إلي معالم الخير في وقت الذروة وهو وقت كثافتهم فالبعض من الخطباء يطرح كلامه في أول خطبته وفي وجود الأعداد القليلة فإذا ما انتهي من أهم محاور موضوعة إذا بالأعداد تتزايد وخطيبنا لا يملك في جعبته إلا الخاتمة والدعاء أو الهجوم على المتأخرين وكم يكون الوضع مزرياٍ أن نجعل من هذه القضية موضوعاٍ خاصاٍ وقضية شخصية يطرح فيها خطيبنا همومه مستعرضاٍ مشاكله منذراٍ ومحذراٍ وموبخاٍ لكل من سواه عندها تخيلوا النتيجة…. (فأنى يستجاب له) والله المستعان ولنا لقاء قادم بحول الله وقوته [email protected]