الرئيسية - محليات - الحراك السياسي الذي يشهده الوطن دفع بالشباب والمسنين لاستخدام الانترنت
الحراك السياسي الذي يشهده الوطن دفع بالشباب والمسنين لاستخدام الانترنت
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أضحت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص والشبكة العنكبوتية بشكل عام تمثل الرئة الأولى للتعارف والاطلاع على أحوال المجتمع وما يدور في الشارع واهتماماته , وخلال الأعوام القليلة الماضية ارتفع أعداد اليمنيين ممن افتتحوا صفحات شخصية لهم على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي ومن مختلف الأعمار والاتجاهات.

وفي محافظة المحويت والتي كانت إلى ثلاث سنوات خلت من المحافظات التي يسجل أبناؤها حضوراٍ متواضعاٍ جداٍ على الشبكة العنكبوتية واعتماداٍ متدنياٍ إلى حد كبير على مواقع الانترنت كمزود للمعلومة والحدث , أضحى الواقع اليوم متغيرا كليا, وانتشرت مقاهي الانترنت في عاصمة هذه المحافظة التي لا تزال تحتفظ بطابعها الريفي بشكل لافت.

نتائج دراسة ميدانية نفذها عدد من طلاب كلية التربية بالمحافظة والناشطين الشباب حول التغير الحادث والتحول الذي تشهده المحافظة باتجاه دخول الانترنت كأحد أساسيات الحياة في المجتمع المحلي للمحافظة وتنامي الاعتماد عليه كمصدر للمعلومة والحدث وللتفاعل مع مايجري في الشارع والبيئة من حولنا. الدراسة التي اعتمدت مدينة المحويت عاصمة محافظة المحويت كميدان للبحث , كشفت نتائجها عن ارتفاع أعداد المنضمين أو الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)بنسبة 500% عما كان الحال عليه العام 2011م , كما تقلصت الأعداد ممن لا يمتلكون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي أو ممن لم يتعاملوا مع الشبكة العنكبوتية. وشملت الدراسة التي أجريت بناءٍ على نتائج استبيان جرى توزيعه في مدينة المحويت من المحاور , عدد ساعات الدخول على الانترنت وأهم المواقع التي يجري زيارتها بالإضافة إلى استفسارات حول أهم الأسباب الداعية إلى الانضمام إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعية وماهية الاستفادة من تلك المواقع. الدراسة أشارت إلى أن أبرز الدواعي وراء الإقبال على افتتاح صفحات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي تكمن في حب التواصل والتفاعل مع الآخر القريب والبعيد على حد سواء , إضافة إلى المجال الواسع الذي يتيح لتلك المواقع في التواصل والاطلاع على البيئة المحيطة بحسب إجابات المستطلعين, الذين ذكر بعضهم أنهم افتتحوا صفحات شخصية لهم على موقع فيسبوك لأن أصدقاءِهم باتوا يملكون صفحات على هذا الموقع وكونه أصبح وسيلة فضلى للتواصل مع الآخرين وبكلفة لا تذكر, وحول سبب اختيار فيسبوك من بين مواقع التواصل الاجتماعي فقد أوضحت إجابات المستطلعين بأن الموقع سهل التعامل ويمكن لمن يجيد أبسط أبجديات التعامل مع الانترنت أن يتعامل من خلاله بعكس مواقع التواصل الأخرى والتي لا تحظى بشعبية كبيرة في أوساط العامة.

أصدقاء غرباء وذكرت نتائج الدراسة أن الكثيرين يبحثون عن الصداقة مع الغرباء ولا يرفضون صداقتهم وبخاصة من الجنس الآخر ويرون في الفيس بوك وسيلة للتعرف إلى الآخرين في المنطقة العربية بشكل أساسي , بينما التفاعل مع الأصدقاء المعروفين يتركز في جله على الدردشة الخاصة بشكل كبير. وحول أهم المواقع الأخرى التي يجري متابعتها بشكل مستمر حل موقع يوتيوب ثانياٍ بحسب إجابات المستطلعين يليه مواقع الأخبار اليمنية فمواقع أخرى متنوعة.

فكرة المشروع وحول فكرة الدراسة أو مشروع الاستطلاع أوضح عبدالملك شرف الدين رئيس الفريق الشبابي المنفذ للدراسة أن محافظة المحويت تشهد طفرة في استخدام الانترنت والاعتماد عليه كمزود أساسي إلى جانب القنوات الفضائية للأخبار والاطلاع عن أحوال البلد . وأشار إلى أن فكرة الدراسة نشأت بداية كمشروع تخرج من كلية التربية , لكن النتائج المذهلة التي خرج بها الفريق دفعهم إلى العمل على تطويرها والعمل على إخراجها من طور مشروع جامعي للتخرج إلى مشروع دراسة يتم الإفادة منها بشكل أكبر في رسم صورة واضحة عن طبيعة التحول الذي تشهده المحافظة مع تغلغل الشبكة العنكبوتية في العقل الجماعي لمجتمع ريفي وتأثير ذلك عليه. وقال : محافظة المحويت هي محافظة ريفية بامتياز ولا يزال مجتمعها ريفياٍ بامتياز , والدراسات حول مدى تأثير دخول الوسائط الحديثة وأهمها الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على نمط الحياة تكاد تكون نادرة , ومن هنا نطمح إلى أن تكون الدراسة مقياساٍ لمدى تأثير دخول الانترنت والانضمام إلى مواقع التواصل الاجتماعي في حياة الناس . وأكد أن هناك سعياٍ للبحث عن داعم لتطوير مجال الدراسة كماٍ ونوعاٍ لتشمل عواصم مديريات المحافظة إضافة إلى عاصمتهم ورفع الشريحة المستطلعة آراؤها وفق القواعد العلمية المتبعة ليتمكنوا من تقديم صورة دقيقة عن مدى تفاعل المجتمع اليمني في الأرياف – محافظة المحويت عينة – مع الانترنت ومدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص على نمط الحياة في الريف اليمني . وأضاف: بعض المستطلعين كشفوا أنهم تحولوا إلى تفضيل المقيل في البيت والتواصل مع الآخرين عبر الفيس بوك معتبرين أن ذلك يوفر مزايا عدة .

تنامي الإقبال عضو فريق الدراسة: محمد النزيلي أوضح أن النتائج التي أظهرها الاستبيان كشفت أن موقع الفيس بوك للتواصل الاجتماعي يحتل الصدارة لدى أبناء المحافظة وأن غالبية الصفحات جرى افتتاحها بين عامي 2012 و2013م, كما أن الإقبال عليه لم يعد محصوراٍ بفئة معينة كالشباب مثلاٍ أو الذكور دون الإناث فهناك ممن تعدوا عمر الخمسين والستين من العمر افتتحوا صفحات لهم على الفيس بوك وهو ما كان إلى وقت سابق يثير الاستغراب لكنه اليوم يحظى بتشجيع ومباركة الجميع. وفي إجابة على سؤال: هل تولى الدخول على الانترنت أولوية بمجرد توفر الكهرباء¿ أجاب 50% من المستطلعة آراؤهم بأن أحد اهتماماتهم الرئيسية بمجرد عودة التيار الكهربائي هو الدخول إلى صفحاتهم على الفيس بوك وشبكة الانترنت , وهو مؤشر على تنامي الاهتمام بهذا الجانب بشكل ملفت.

تطور متسارع الحراك السياسي والأحداث التي تشهدها البلاد والتي لا تستطيع القنوات الفضائية اليمنية الإلمام بها دفعت بالإنسان للتعرف أكثر وأكثر والتفاعل مع ما يجري من حوله , وهو ما يوفره الانترنت وبخاصة مواقع التواصل الاجتماعي اللذان يدفعان بأي مجتمع إلى الانخراط في العالم الافتراضي .. هذا ما يؤكده عبد الرحمن يحيى أحد فريق الدراسة , ويقول: مقاهي الانترنت في مدينة المحويت لم تكن موجودة قبيل 2011م باستثناء مقهى بسيط في نهاية العام 2010م وكان حينها يوشك على الإغلاق بسبب عدم الإقبال عليه بشكل كبير. لكن الوضع اليوم تغير بنسبة 180% وصار هناك عدد من المقاهي لا توفر فقط خدمة الانترنت لزبائنها بل تقدم خدمة الانترنت إلى المنازل عبر شبكات لاسلكية خاصة بها ويوجد بينها تنافس محموم. وأشار إلى أن انتشار الهواتف التي تقدم خدمة الواي فاي وانخفاض كلفة إدخال خدمة الـ (دي اس ال)الانترنت الثابت إلى المنازل إضافة إلى وجود الشبكات اللاسلكية التي توفرها مقاهي الانترنت وتغطي مدينة المحويت بالكامل ويمكنك الدخول على الانترنت من خلالها وأنت في منزلك بمبالغ زهيدة جداٍ وحسب القدرة المالية, تشكل أحد الأسباب القوية للزخم المجتمعي نحو التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية بشكل عام. لافتاٍ إلى أن متوسط البقاء على الانترنت يصل إلى معدل ساعتين يومياٍ , وإن كان انقطاع التيار الكهربائي لا يعطي مؤشراٍ دقيقاٍ بهذا الخصوص , خاصة وأن إجابات عديدة أكد أصحابها أنهم يدخلون إلى شبكة الانترنت كلما عاد التيار الكهربائي وخاصة في فترتي الظهيرة والمساء .

ازدحام مستمر ويؤكد محمد الريدي مالك مقهى انترنت ما توصلت إليه الدراسة حيث أشار إلى أن أعلى نسبة زيارة لمواقع الانترنت من خلال زبائنه تأتي من نصيب موقع فيسبوك يليها موقع يوتيوب ومن ثم مواقع إخبارية يمنية فمواقع متنوعة.. ولفت محمد الذي يوفر عبر محله شبكة انترنت لاسلكية أن الازدحام بات طابع العمل خاصة في فترتي الظهيرة والمساء, وأن البعض يضطرون للانتظار حتى يخلو جهاز , مشيراٍ إلى أن خدمة الانترنت اللاسلكي هي الأخرى تلقى رواجاٍ كبيراٍ في مدينة المحويت وبخاصة من قبل شريحة النساء اللواتي لا يمكنهن الحضور إلى المقهى ولا يتوفر لديهن انترنت في المنازل . وحول مدى التغير في الثقافة المجتمعية تجاه التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت بشكل عام, أكد بأن الإقبال على الشبكة العنكبوتية تغير بشكل كبير جداٍ في مدينة المحويت وأضاف بأن زبائن المحل باتوا اليوم يمثلون جميع الشرائح العمرية ومن فئات توصف بأنها أمية تعليمياٍ لكنهم اجتهدوا للتعلم حول كيفية الولوج إلى شبكة الانترنت وإنشاء صفحة على الفيس بوك وتصفح المواقع الأخرى.

أهمية قراءة المتغيرات من جانبه يشير الأخ محمد الغيلي أستاذ علم الحاسوب بكلية التربية بالمحافظة إلى ظهور العديد من المجموعات التي ينشاها الشباب من أبناء المحافظة حول قضايا معينة كقضايا الكهرباء ومجموعات أخرى لمناهضة التقطعات على الطريق وقضايا أخرى , لكنها في مجموعها تؤشر إلى تنامي الوعي لدى أبناء وشباب المحافظة بأهمية الانترنت في عالم اليوم وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي في تكوين رأي مجتمعي حول قضايا بعينها , وذلك يرجع إلى سهولة التحدث واستخلاص الآراء مع أكبر عدد من المتوفرين على صفحات الفيس بوك وبوقت قصير جداٍ مقارنة بالطرق التقليدية التي كانت تتبع في الماضي. لافتاٍ إلى أهمية هذا النوع من الدراسات وضرورة تطويرها وتنفيذها وفق الأسس العلمية المتعارف عليها لقراءة وفهم التغيرات على مجتمع الريف في اليمن والذي يتفاعل سلباٍ وإيجاباٍ مع ثورة المعلوماتية والتواصل الافتراضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانتشار خدمة الانترنت وهبوط أسعارها, وسيظهر آثار ذلك في اختفاء أو ظهور عادات وتقاليد على الحياة البسيطة التي تطبع حياة الريف في اليمن.