* بالرغم من الإمكانات المحدودة وانعدام المكتبات ووسائل الحصول على المعلومة إلا أن علماء المراوعةبمحافظة الحديدة وعلى طول عقود من الزمن كانوا حاضرين بإبداعهم العلمي والفكري والفقهي ولمعت العديد من الأسماء العملاقة في العلوم المختلفة حتى وقت قريب.. ومن أولئك الشيخ أحمد الميقري صاحب مخطوطة “الاتقان في إعراب آيات القرآن” (20 مجلدا) والذي تم طباعته قبل سنواتناهيك عن كتب في علم القيافة الجنائي وكتب في علوم الفلك وبحوث في العديد من العلوم المختلفة.

واليوم تحتوي مكتبة الجامعالكبير في مديرية المراوعةالعديد من المخطوطات الأثرية المليئة بما خلفه وراءه ذلك الرعيل من تراث لكن تلك المخطوطات التي تعتبر أرثا لكل أبناء اليمن تعاني من وضع مزر بسبب دودة الأرضة التي التهمت أجزاء كبيرة من بعض تلك الكتب والمخطوطات. * يقول الشيخ عبدالرحمن شميلة القيم على الجامع الكبير والمكتبة بالمديرية إنه وآخرين من أبناء المراوعة وجهوا العديد من المناشدات للجهات الرسمية لإنقاذ المخطوطات الأثرية التي خطها الآباء في قرون ماضية بما فيها من محتويات نادرة إلا أن تلك المناشدات لم تلق آذانا صاغية. ويؤكد شميلة أن غالبية تلك المخطوطات الموجودة في المراوعة موجودة في الجامع الكبير في غرفة مخصصة لذلكوالبعض من تلك المخطوطات موجودة عند بعض الأسر إلا أن الطريقة التي يتم بها حفظ المخطوطات هي طريقة بدائية بحكم غياب القدرات الفنية والبشرية للحفاظ على تلك المخطوطات الأثرية الأمر الذي أدى إلى تآكل أوراق تلك المخطوطات. وأشار إلى أن الحكومة أرسلت فريقا من الخبراء من وزارة الثقافة إلى مديرية المراوعة قبل نحو عامين وأطلع هذا الفريق على وضع المخطوطات وعلى محتواها وعلى ما تناولته من علوم ومعارف وقام هذا الفريق بتسجيل ملاحظاته ووعد بأن يتم إرسال فريق فني لإنقاذ ما تبقى من تلك المخطوطات إلا أنه ومنذ ذلك الحين إلى اليوم لم يتم الإيفاء بذلك الوعد. وقال: يا أخي كانت المراوعة تحوي العديد من المخطوطات منذ عشرينيات القرن المنصرم في العديد من العلوم والمعارف الدينية والتطبيقية والعلمية إلا أن جيوش الإمام يحيى التي استباحت تهامة في ذلك الوقت أخذت المئات من تلك المخطوطات ولم يبق لدينا سوى البعض وهذا البعض الموجود لدينا مهدد اليوم بالهلاك فهل من منقذ¿¿!! وكشف عبدالرحمن شميلة قيام بعض الزائرين لليمن من دول الخليج بتصوير المخطوطات التي تحتفظ بها بعض الأسر في المراوعة بكل محتواها دون أخذها وهذا العمل يعد خطيرا وسرقة لموروث ثقافي وعلمي يأخذ من الأبناء الذين لا يدركون خطورة تصوير هذه المخطوطات. ودعا شميلة الحكومة إلى القيام بواجبها الوطني والأخلاقي تجاه هذا الإرث الثقافي والعلمي من المخطوطات التي قلما يدون بعضها في هذه الأيام.