الرئيسية - محليات - “الإرهاب” .. قوافل الشر القادمة من شتى بقاع العالم
“الإرهاب” .. قوافل الشر القادمة من شتى بقاع العالم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تداعوا إلى اليمن من مختلف اصقاع الأرض ليكشروا عن أنيابهم ويبثوا سمومهم وسوءاتهم في ربوعه وأرجائه. إنهم عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي الذين تقاطروا إلى هذه البلاد ليعيثوا فيها الخراب والدمار في مشهد معبر وبأبلغ الصور عن الحقد الدفين والضغينة العميقة التي يكنها هؤلاء الإرهابيون لليمن وشعبه المسالم .. هذه الهجمة الشرسة التي تنفذها قوى الشر والإرهاب على الأرض اليمنية والتي ازدادت وتيرتها تسارعاٍ في الآونة الأخيرة ليست سوى حلقة صغيرة في سلسلة مؤامرات خبيثة باتت تحاك فصولها خارج البلاد من أجل ضرب اليمن واستقراره وعرقلة مسيرته الوطنية التي انطلقت لتوها .. ولأنها مسيرة حضارية كبرى محاطة بتطلعات جماهيرية واسعة فقد افقدت الإرهابيين عقولهم وجعلتهم يركضون على غير هدى لتوزيع شرورهم وأوزارهم دون هوادة. 70% من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي كما أوضح الرئيس عبدربه منصور هادي في حديثه بالأمس بأكاديمية الشرطة بصنعاء هم من الأجانب الذين يتم استقدامهم إلى اليمن وقد شحنت عقولهم ونفوسهم المريضة بكل صنوف الكراهية والبغضاء إزاء كل ما ينتمي إلى اليمن أرضاٍ وإنساناٍ لذلك فإن أمر تدمير هذه البلاد لا يعنيهم في شيء بحسب الرئيس هادي الذي أكد بأن (القاعدة) ما هي إلا جزء من مؤامرات عديدة تستهدف اليمن ومصالحه العليا ومسيرة التغيير التي باشر خطواتها اليمنيون بآمال عريضة وتوثب خلاق. ويتساءل الرئيس هادي لماذا يكرهون اليمن إلى هذا الحد ولماذا كل هذا الإصرار على تصدير جحافل الإرهاب إلى إراضيه التي لم تعد تحتمل المزيد من المشاكل والأعباء¿ ويضيف (لقد تكبدت اليمن خسائر فادحة جراء الأعمال الإرهابية فقد دمر الإرهاب الاستثمار والسياحة والتجارة والاقتصاد وأحبط مسيرة المستقبل بصورة كبيرة .. كما كان السبب المباشر في توقف النشاط الاستثماري لـ34 شركة نفطية وغازية اضطرت إلى الرحيل .. ويشدد الرئيس على أن على الجميع تغليب مصالح الوطن العليا والعمل على تعزيز التلاحم الوطني ورص الصفوف في سبيل التصدي للإرهاب ومساندة جهود المؤسسة العسكرية والأمنية في معركتها الفاصلة ضد هذا الوباء الذي أبتلي به الوطن وكذا تطوير الأداء الأمني باعتبار الأمن والاستقرار أبرز عوامل استقطاب الاستثمارات ومواصلة جهود استخراج الثروات الطبيعية).

خسائر فادحة الإرهاب الذي شهد ارتفاعاٍ جنونياٍ في عملياته خلال الآونة الأخيرة بمختلف أنحاء البلاد يظل أحد أبرز الأسباب في تدني الاقتصاد الوطني ويقول خبراء اقتصاديون بأن هذه الظاهرة كبدت اليمن خلال العقدين الماضيين نحو 50 مليار دولار .. ويشير هؤلاء إلى أن عدم الاستقرار والحالة الأمنية الهشة التي تخلفها أعمال الإرهاب يخلقان بيئة استثمارية مضطربة وغير آمنة مما يؤدي إلى عزوف المستثمرين وبالتالي الحاق خسائر فادحة بالاقتصاد الوطني. ويبقى الإرهاب كما يقول الخبراء الاقتصاديون العدو الأبرز لمسيرة التنمية التي تجد نفسها في حالة جمود بل وفي تدهور مستمر جراء ممارساته الإجرامية .. ووفقاٍ لخبراء الاقتصاد فإن الخسائر الناجمة عن الأنشطة الإرهابية شملت جميع القطاعات الإنتاجية والحيوية وخاصة قطاع السياحة الذي تقدر خسائره بنحو 10 مليارات دولار خلال السنوات الماضية إضافة إلى فقدان أكثر من 500 ألف شخص لأعمالهم في هذا القطاع بسبب الشلل التام الذي أصيب به جراء الإرهاب.

استراتيجيات أمنية جديدة حالة الجنون التي انتابت عناصر (القاعدة) الإرهابي وقياداته المنتشرين في مختلف بلدان العالم والتي انعكست في ممارسات إجرامية واسعة وأعمال تخريبية طائشة تفترض على الدولة اليمنية إعادة النظر في استراتيجية التعامل مع الإرهاب. ويقول مسؤولون حكوميون بأن الحكومة باشرت مؤخراٍ تبني استراتيجية جديدة للحرب على الإرهاب. ويضيف نائب وزير الداخلية علي ناصر لخشع أن الاستراتيجية الجديدة في مواجهة الإرهابيين تقوم على تغيير قواعد المواجهة حيث سيبادر الجيش والأمن إلى الأخذ بزمام المبادرة وعدم الوقوف مجدداٍ في موقع الدفاع فقط وإنما سينتقل إلى موقع الهجوم على العناصر الإرهابية وعناصرها .. مشيراٍ إلى أن جريمة إرهابية لن تطوى صفحتها إلا بالقبض على الجناة ومن يقف وراءهم وتقديمهم إلى العدالة.

توجهات حثيثة وكان رئيس جهاز الأمن القومي علي حسن الأحمدي قد كشف أمس الأول عن إجراءات وخطوات اتخذتها اللجنة الأمنية العليا في إطار توجهات حثيثة لاجتثاث مظاهر الاختلال الأمني وإعادة الأمن والاستقرار لكافة ربوع البلاد . ويوضح الأحمدي أن الملف الأمني يتصدر اهتمامات القيادة السياسية ممثلة بالرئيس هادي الذي يؤكد مراراٍ على أن تعزيز الاستقرار والسكينة العامة في المجتمع هو السبيل الأمثل لإنجاح التسوية السياسية والنهوض الاقتصادي الشامل .. مشيراٍ إلى أن هذه التوجهات ستتوج بالنجاح الكامل وخلال زمن قياسي إذ أن الممارسات الإرهابية منبوذة من المجتمع وعاجزة تماماٍ عن بلوغ أهدافها الشيطانية المتمثلة في اجهاض حلم الجماهير بالوصول إلى دولة مدنية حديثة توفر العيش الكريم لجميع أبنائها دون إقصاء أو تهميش بحق أحد من اليمنيين .. ولن يكون بمقدور عناصر الإرهاب قهر هذه الإرادة الشعبية الواسعة.