الرئيسية - محليات - “الإرهاب” داء عضال في المجتمع اليمني ولابد من استئصاله
“الإرهاب” داء عضال في المجتمع اليمني ولابد من استئصاله
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

دعا عدد من السياسيين والناشطين الحقوقيين والشخصيات الاجتماعية شرائح المجتمع كافة إلى مساندة قوات الجيش والأمن في حربها ضد عناصر تنظيم القاعدة والوقوف جنبا إلى جنب وعلى مسافة واحدة للتصدي لخطر الإرهاب واستئصال شأفته وتطهير أرض الوطن من رجسه. وأكدوا في تصريحات لـ(الثورة) ضرورة الاصطفاف الوطني وإعادة الأمن والاستقرار إلى مختلف محافظات اليمن والبدء ببناء الدولة المدنية الجديدة وتهيئة المناخات لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

اصطفاف وطني وفي هذا الشأن يؤكد المحلل السياسي والعسكري العميد سالم عوض الزامكي أن الإرهاب هو داء عضال في المجتمع ولابد من اصطفاف جماهيري وإرادة سياسية قوية لاجتثاث هذا الخطر المحدق بأمن اليمن واستقراره. آملا في نجاح الحملة العسكرية الأمنية بالتعاون مع المواطنين ضد عناصر تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة. وقال: علينا جميعا أن لا نكون حواضن لعناصر الإرهاب في أي منطقة كانت وأن يعاقب في إطار القوانين من يؤوي هذه العناصر أو يتستر عليها, وتعد هذه مؤشرات في حال تطبيقها لنجاح حملة تطهير المحافظات من أداة الإرهاب العقيمة. وأكد ضرورة أن يستشعر الجميع بمسؤولياته وأن نعرف أن أبناء القوات المسلحة والأمن هم من نسيج المجتمع اليمني ولا يمكن تركهم منفردين لمواجهة المخاطر التي تحدق بهذا الوطن.. بل من الواجب الوطني والديني أن نقف جنبا إلى جنب مع أبناء المؤسستين الوطنيتين. ولفت إلى أن العمل الإرهابي لا يمكن أن يكتب له النجاح إلا بوجود حواضن في أي مجتمع كان سواء هيئات سياسية أو منظمات أو جمعيات أو مجاميع قبلية, وليس من السهل أن تتحرك عناصر الإرهاب من مكان إلى آخر إلا بدليل أو حاضن محلي.. وهو ما يفرض علينا أن نكون عند المسؤولية الوطنية تجاه هذه المتحديات. واعتبر أن الاستراتيجية الجديدة التي تم الإعلان عنها أخيراٍ بشأن الحد من الاختلالات الأمنية تستدعي من أبطال القوات المسلحة والأمن التحلي باليقظة العالية ورفع الجاهزية لصد أي هجوم أو إحداث ثغرات في صفوف المقاتلين والحد من اتساع دائرة الأعمال التخريبية والإرهابية. ودعا العميد الزامكي الشباب المغرر بهم الجنوح إلى السلم والاحتكام لكتاب الله والقانون وترك السلاح وثقافة الغلو والتطرف والانخراط في المجتمع لإعادة الأمن والاستقرار وتعزيز السكينة العامة.

مساندة المجتمع ضمان لنجاح الحملة الباحث والمختص في شؤون الإرهاب محمد شمسان يؤكد من جانبه أن المواطن هو الركيزة الأساسية لاستتباب الأمن وتعزيز الاستقرار. وأشار إلى ضرورة إيجاد برامج وحملات توعوية وثقافية للتعريف بمخاطر الإرهاب على الوطن والمجتمع. وأوضح شمسان أن المشاركة المجتمعية المساندة للقوات المسلحة والأمن لها ضروراتها وأهميتها باعتبار أن أي خطر يهدد الوطن هو في الأول والأخير يهدد النسيج المجتمعي ويهدد أيضا وحدة الوطن وأمنه واستقراره. ولفت إلى أن الأعمال الإرهابية تؤثر بشكل مباشر على المواطن من الناحية الاقتصادية والاجتماعية خصوصاٍ وأن الانفلات الأمني في أي دولة يعد عاملا طاردا لرأس المال الوطني فضلا عن إيقاف عجلة التنمية وظهور الكثير من التحديات والاشكاليات. ونوه بأن وجود النية الصادقة والانتماء للوطن من قبل مكونات المجتمع سواء كانت سياسية أو شبابية أو اجتماعية سيكون رافدا قويا لنجاح أي حملة ضد عناصر تنظيم القاعدة أو أي خطر يواجهه الوطن.

مسؤولية جماعية بدوره يشير الناشط الحقوقي أمين عام المنظمة اليمنية لرعاية الفكر والحوار نبيل القطريفي إلى أن عناصر تنظيم القاعدة سبق وأن وجهت لهم الدعوة للحوار والجنوح إلى السلم إلا أنهم فضلوا استمرار الاعتداءات على منتسبي القوات المسلحة والأمن من خلال التفجيرات والاغتيالات وغيرها من الأعمال التخريبية الغادرة. وقال القطريفي أن المواطنين يأملون تطهير البلاد من أي مخاطر ويعولون على الجيش والأمن أن يحققوا انتصاراتهم ضد هذه العناصر التي تسعى في الأرض فسادا لتهلك الحرث والنسل. وأكد أن من يرفض الحوار ويجعل من السلاح لغة له يجب أن تتكاتف كل الآراء والقوى السياسية والمدنية والإجماع على كلمة واحدة لطرد الضلاليين والإرهابيين وأن لا مكان لهم في أرض اليمن مادام وأن دعوات السلم والحوار لم تجد نفعا لمثل هؤلاء.

عناصر أجنبية من جانبه يؤكد أستاذ القانون الدولي والجنائي الدكتور أمين الحذيفي أن الخيار العسكري كان لابد منه بعد الكشف عن وجود عناصر أجنبية دخلت البلاد بطريقة غير مشروعة لتعيث في الأرض فسادا وتعمل على جلب وتجميع عناصر أخرى وتدريبها على عمليات إرهابية وهو ما تعذر على القيادة السياسية الحوار مع هذه العناصر والقبول بأنصاف الحلول. وأشار إلى وجود إرادة سياسية غير مسبوقة لاستئصال هذه الظاهرة وذلك بعد وجود معلومات تؤكد تزايد العناصر الإرهابية يوما بعد يوم والتي على أساسها بنيت خطة عسكرية أمنية شعبية جديدة تكاد تكون الأولى من نوعها حيث تواجدت القيادات العسكرية والأمنية في محافظتي شبوة وأبين منذ حوالي عشرة أيام. وقال الدكتور الحذيفي أن علماء اليمن عندما قابلوا رئيس الجمهورية طلبوا منه فتح باب الحوار مع هذه العناصر الإرهابية فرد عليهم رئيس الجمهورية أنه ليس هناك أي حوار مع العناصر الأجنبية.. وهو ما أكده العلماء في ختام اللقاء بمد يد الحوار مع الشباب المغرر بهم من أبناء اليمن فقط أما من كان أجنبيا فلا حوار معه وهو ما اعتبر ضوءاٍ اخضر وإجماعاٍ رسمياٍ وشعبياٍ غير مسبوق لمكافحة خطر الإرهاب. وأضاف أن بدء الحملة العسكرية جاءت مناسبة ومتزامنة مع انعقاد مؤتمر المانحين والداعمين لوحدة وأمن واستقرار اليمن وتأكيداٍ على وجود إرادة وإجماع مشترك داخلي وخارجي لمكافحة تنظيم القاعدة. ولفت إلى أن التعاون الدولي لن يؤتي ثماره إلا إذا لاقى تعاوناٍ داخلياٍ وتوجهات حقيقية واستثنائية في مواجهة هذه الظاهرة. داعياٍ القوى السياسية والحزبية والشعبية والمجتمعية إلى التكاتف مع القيادة السياسية لمجابهة هذا الخطر المحدق بأمن الوطن واستقراره. وأكد استاذ القانون الجنائي والدولي أنه بعد بروز العنصر الأمني من مختلف الجنسيات داخل تنظيم القاعدة في اليمن.. لا يمكن أن يوجد عذر لأي مواطن يمني غيور على وطنه وعلى أبناء جنسه أن يقف متفرجاٍ أو مكتوف الأيدي.