الرئيسية - الدين والحياة - إعلاميون: لا بد من الشراكة بين وسائل الإعلام لإيجاد خطاب توعوي بقيم الدين الصحيحة
إعلاميون: لا بد من الشراكة بين وسائل الإعلام لإيجاد خطاب توعوي بقيم الدين الصحيحة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■ استطلاع / أمين العبيدي –

تجبروا في الأرض بغير وجه حق.. وعاثوا فيها فسادا.. لم ينههم ضمير ولا دين ولم تردعهم إنسانية ولا شفعة.. وتضحياتهم في قتل المسلمين وانتصاراتهم في دماء المستضعفين أنهم عصابات الإرهاب الذين يدفعهم الفكر المتطرف إلى ارتكاب أرذل الأعمال وأشنعها وأبشع سبل الإجرام وأفظعها في بلاد عرف أهلها باللين والرحمة نناقش فيما يلي دور الإعلام في مواجهة الفكر المتطرف الذي يغذي هذه العصابات الإجرامية وما هي سبل وطرق المواجهة لهذا الخطر الذي أهلك الحرث والنسل ننقل لكم آراء وانطباع عدد من الإعلاميين ..فإلى الحصيلة:

في البداية يقول أكرم توفيق القدمي مدير إدارة الإخراج في القناة التعليمية لقد أثبتت التجارب قطعياٍ وبما لا شك فيه بأن العنف لا يْقابل إلا بعنف , وأن الفكر لا يدحره إلا فكر وأن اللعب بموازين القوة والحديد يؤدي إلى المزيد والمزيد من الدماء ونزيف الأرواح و التشظي المجتمعي بين رجالات المذاهب المتناحرة خلف المرجعيات الموبوءة بشتى الأمراض وبما لا يلغي ذلك اضطراراٍ دون إفراط أو تفريط ينبغي التركيز على الركن الأهم في قاموس الأبجديات لنزع الفتيل المدمر وإبطال مفعوله ومكافحته من جذوره المتغلغلة في الأذهان المعطلة من التفكير لذا كانت التوعية السبيل الأنجع لمعالجة هذه الظاهرة المقلقة لسكينة القلوب والأوطان. الوصفة الناجحة وأشار القدمي إلى أن الإعلام اليوم هو الوصفة الطبية التي من خلالها يمكن أخذ الجرعات الصحيحة والصحية لتلك الآفة القاتلة دونما صراع واقتتال لقد تمكن الفكر المستعصي المشحون بضلاله الافتتان والتعبئة المضادة من السيطرة على الكثير والكثير من شبابنا المندفع والمتحمس والغيور بحماقة دونما تبصر عندما غابت البصيرة وتنوعت مصادر التلقي ليصبح عبارة عن أداة قتل وإجرام بيد الغير ممن لا يخافون الله ولا رسوله ,,تمكن أولئك من تشويه الحقائق والتدليس عليها وتصوير المجتمع بما فيه من مؤسسات وحكومات وأجهزة بأنهم عبارة عن رجس يجب التطهر منه .. بأنهم تيارات مرتهنة للغرب المعادي للدين والملة ..بأنهم قتلة ومرتدون. لذا فإن على الإعلام القيام بالدور الحقيقي للحد من هذه الظاهرة إيجاباٍ لا سلباٍ من خلال تبصير الشباب بمقاصد الشريعة الإسلامية التي أتى بها نبي الرحمة نبي السلام نبي التسامح والإخاء والمحبة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..هذه الرسالة التي تنبذ كل عصبية مقيتة وكل جرم وفحش وإساءة ..

وسائل مساندة ويضيف القدمي بقوله يجب أن يضطلع الإعلام بشتى وسائله بدوره الهام والعاجل في التنوير لا التضليل من خلال تقديم الرسائل والبرامج الهادفة التي تحقق النجاح وتلبي الطموح والذي يتمثل في كسب أولئك لا استعدائهم …نريد إعلاما لعلاج الآفة لا لتوطينها وجلب المصائب من خلال الرسائل العكسية الناتجة عن التحريض والتعبئة لا التوعية والإرشاد الصائب ..نريد إعلاما ينأى ويبتعد كل البعد عن الصراعات ذات الدوافع السياسية والتركيز على القضية باعتبارها الشرعية وعدم الاستثماربها ..نريد إعلاما يوحد الصف والكلمة ويعزز قيم المحبة والألفة والخير والسلام ..إعلاماٍ يساند ويعالج لا يقاتل ويحارب..إعلاما يرشد الوجهة لا يصعد بحدة ولا يلغي الحوار..نريد إعلاماٍ يتبنى هموم الناس ويدعم حفظ حقوقهم وحياتهم ..نريد إعلاماٍ يرفض الغلو والانحياز ..نريد إعلاماٍ يحصن المجتمع من الأخطار الهدامة والأفكار الضالة التي تكون مخرجاتها نكالاٍ على هذا البلد الممتحن بالبلاء والمحن نعم يستطيع الإعلام فعل كل ذلك إذا ما توفرت الوسائل المساندة لنجاح ما يقدم من برامج من خلال تسخير المال الكافي والمناسب لتقديم كل ما يمكن تقديمه بإتقان وحرفية فنية وموضوعية فالبرامج الممنهجة والمدروسة ذات العمق والبعد الاجتماعي بالصبغة الشرعية والواقعية في التناول مع التركيز على ملامسة العاطفة وشغاف القلوب في شكل البرامج التوعوية لمختلف هذه الوسائل.

رسالة سلبية وأما نجيب علي العصار سكرتير تحرير صحيفة «الوحدة» فيقول لا شك أن الإرهاب نبتة شيطانية دخيلة على مجتمعنا اليمني ويقينا بأن بلادنا خلال المرحلة الانتقالية تغرق كل يوم بمزيد من الإرهاب والعنف والقتل وتعتبر تلك الأعمال الإرهابية من أبشع صور الاستفزاز الصارخ في وجه القيم السماوية والمبادئ الإنسانية والأعراف المحلية. وأشار العصار إننا- كإعلاميين- مطالبون بلعب دور أكبر لتبني خطاب إعلامي يوضح للرأي العام خطورة هذا التوحش- الإرهاب- المستند لأفكار ومفاهيم ضالة تدمر المجتمع وتخلق المزيد من الإرهاب والعنف والتخلف والقتل. وللوقوف أمام هذا الإجرام والعنف لا بد من تقييم أداء الإعلام الرسمي والحزبي والأهلي انطلاقاٍ من المشاهد اليومية وحرب الاستنزاف التي تطال المؤسسة الأمنية والعسكرية فالأداء الإعلامي وتحديداٍ- الحزبي- تبدو رسالته مليئة بالإثارة والتأجيج لصراعات عنيفة ناهيك عن تزييف الوعي العام إزاء الكثير من الظواهر المعروفة وعلى وجه الخصوص الإرهاب. لذلك بات من الضرورة على وسائل الإعلام تبني استراتيجية واضحة تحقق الاستجابة الواعية لتحديات المرحلة ومنها الفكر المتطرف ناهيك عن الابتعاد عن تأجيج الخطاب السياسي والإعلامي القائم على النزاعات الانتقامية والمكايدات وتشويه الحقائق والتحريض ضد الآخر كذلك توسيع برامج الحوار في القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة يشارك فيها الدعاة وعلماء الدين غير المؤدلجين وأساتذة علوم النفس والاجتماع والسياسة والقانون لمناقشة تلك الأفكار الضالة والهدامة وخطورتها على المجتمع وبيان أخطائها ونتائجها لأن دور الإعلام الرقابي والتنويري للمواطن يجعله في مواجهة مع قوى الاستبداد والظلام. شراكة إعلامية وحول هذا الموضوع يقول مصطفى الشامي مسؤول التنسيقþ لدى þقناة سهيل يترتب على الإعلام مسؤولية كبيرة للحد من ظاهرة الإرهاب وتأتي هذه المسؤولية من منطلق كون الإعلام هو الظاهرة الوحيدة التي بمقدورها أن تصل إلى كل بيت وفرد في المجتمع ولأن المجتمع أصبح معايشاٍ للإعلام في اغلب أوقات اليوم فلذلك التأثير لكل ما يصدر عن الإعلام أصبح بمستوى كبير جدا وهذه المسؤولية تتمثل في تبني أعمال توعوية في مختلف مجالات الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة تصب كلها في هذا الخصوص واعتقد أن هذا لايتأتى إلا من خلال شراكة إعلامية حقيقية بين مختلف وسائل الإعلام الرسمية والخاصة والناي بالإعلام خصوصا في هذه القضية عن المكايدات الحزبية والمماحكات السياسية كون خطر الإرهاب لايستهدف جهة بعينها بل يستهدف كل المجتمع بكل مكوناته ولذلك يلزم على أصحاب الوجود الإعلامي أن يعملوا على توعية المجتمع وإبراز أضراره ومخاطره ليكون الإعلام شريكا حقيقيا في صناعة ثقافة ووعي المجتمع وهنا تلقى على عاتق الإعلام الرسمي المسؤولية الأكبر في هذا الخصوص وبدلا من ألا يكون في أشياء لاتعود بالنفع على المجتمع يصبح الأحرى أن نرى إعلامنا الرسمي يفرد مساحة كبيرة لتوعية المواطنين وهذا لا يعني أننا ننزع المسؤولية من بقية النوافذ الإعلامية الأخرى بل أن المسؤولية تبقى واحدة غير أننا نعمل على أن يكون الإعلام الرسمي هو القدوة في كل ذلك.