تعتبر مديرية يافع لبعوس إحدى مديريات محافظة لحج من المدن التاريخية القديمة والمهمة فالحديث عنها لا يمكن إيفاؤه في سطور نظرا لما تحتويه وتكتنزه من مواقع أثرية وسياحية وتاريخية قد تفوق في جمالها كل المدن فهي متحف مفتوح يسر الناظر بكل أنواع التاريخ والتراث والجمال المتنوع. ويوجد في يافع لعبوس العديد من الجبال أشهرها جبل ثمر والبالغ ارتفاعه نحو (2500) متر تقريبا فوق مستوى سطح البحر ومن أشهر جبالها كذلك جبل اليزيدي الذي يقع في الاتجاه الجنوبي من المديرية ويتميز جبل اليزيدي عن غيره بأنه واسع الامتداد ويحتضن قرى وعزلا متناثرة مرصعة بالمباني الجميلة ذات الارتفاع الشاهق والطابع المعماري الحميري (اليافعي) الذي يظهر عظمة وقدرة الإنسان القديم في يافع بفن العمارة وخباياها ومن جبال لبعوس أيضا جبل حبة وجبل العر وجبل الحقب وجبل حلين وجبل كنابة بالإضافة إلى جبال عديدة لا يتسع المقام هنا لذكرها. ومن المناظر التي تستهوي الزائر لهذه المديرية القلاع والحصون المنيعة المنتشرة في قمم الجبال العالية ومن أهم تلك الحصون والقلاع قلعة المحجبة التاريخية (النوبة) وهي من القلاع التاريخية التي تتميز بموقعها الاستراتيجي المنيع الذي يصعب على الطامعين دخولها وتعتبر من أشهر المعالم الأثرية في يافع لبعوس لأنها كانت معقلا منيعا يتحصن فيه السلاطين من آل هرهرة ولها رصيدها التاريخي كمعقل للسلطنة لقبائل يافع العليا (بني مالك) ومن الحصون والقلاع التاريخية في مديرية يافع لبعوس حصن أيضا تي خيطان في عزلة القعيطي ونوبة لقمر. كما تحتضن يافع لبعوس المئات من المساجد القديمة كمسجد الحقب ومسجد النور ومسجد السيد ومسجد حيد الفتح ومسجد الصالح في القعيطي وجامع الهجر ولا تخلو أي منطقة في يافع لبعوس من المساجد القديمة المزينة بالعقود الحجرية والقباب المشيدة بالقضاض ولكن وللأسف الشديد التهمت أيادي العابثين العدد الكبير من تلك المساجد الأثرية وما تبقى من تلك المساجد تم طمسها بالأسمنت تحت مسمى ترميم ولم يبق من المساجد القديمة سوى بعض المساجد التي تقع في أعلى الجبال بعيدا عن المساكن كمسجد الحقب. كما تزخر مديرية يافع لبعوس بعشرات الأضرحة كضريح باعباد وضريح الثور بالإضافة إلى مدافن الحبوب وصهاريج المياه القديمة المنتشرة في كل قرى وعزل المديرية.