الرئيسية - الدين والحياة - خطبة الجمعة.. الدور المفقود !!
خطبة الجمعة.. الدور المفقود !!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

خطبة الجمعة تمثل برنامجا توعويا مكثفا يجب أن يتميز بالتجديد والمواكبة مع كل المستجدات والمتغيرات الطارئة ويجب أن تلامس هموم المجتمع وتعالج قضاياه وتحصنه أيضا من الأفكار المتطرفة التي لا تمت لديننا الإسلامي الحنيف بصلة فهل خطبة الجمعة لها هذا الدور الريادي أم أنه مفقود¿ للإجابة على هذا التساؤل استطلعنا آراء بعض المواطنين وخطباء المساجد وخرجنا بالحصيلة التالية:

في البداية الأخ محمد الرباط يقول: من وجهة نظري معظم الخطباء يغردون خارج السرب ولا يلامسون هموم المواطن وقضاياه ما يجعل خطبة الجمعة مملة ورتيبة لدى الكثير من الناس يحضرونها من أجل إسقاط الفرض ولا ينظر معظم الخطباء إلى هذه التظاهرة الأسبوعية الرائعة التي تأتي لهم بالناس من جميع أنحاء الحي وربما من أحياء مجاورة مأمورين بالإنصات الكامل وعدم الانشغال بأبسط الأمور – فمن مس الحصى فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له. وأضاف الرباط: ومع ذلك نجد بعض الخطباء يضيع مثل هذه الفرصة بالحديث عن مواضيع هزيلة وبعيدة عن اهتمامات المواطنين واحتياجاتهم ولأمانة القول فإن هناك بعض الخطباء يدركون المسؤولية الملقاة على عاتقهم وتجدهم يعدون لخطبة الجمعة عقب انتهائهم من صلاة الجمعة في الأسبوع الفائت ويظل موضوع خطبة الأسبوع القادم هو الهاجس المسيطر عليه خلال أيام الأسبوع فيحشد لها الأدلة والمواقف الموجودة في الحي ويعمل على تصحيح الأخطاء المنتشرة في الحارات وتهذيب الألفاظ النابية التي يستخدمها الأطفال وهؤلاء الخطباء نجد أنهم شامات ورموز تشد إليها الرحال وتجد مساجدهم قد امتلأت قبل صلاة الجمعة بساعة أو ساعتين. الأخت أم محمد تقول: أرى أن خطبة الجمعة لا تتناول مجتمع النساء إلا في النادر مع أن هذه الفئة التي تمثل نصف المجتمع وتقوم على تربية النصف الآخر لها هموم كثيرة وتعج بالكثير من المخالفات التي تؤثر في تربية النشء. وتضيف أم محمد: الجلسات النسائية ليست لها ضوابط فلم يعد هناك مفهوم العيب الاجتماعي انتشرت الشيشة والقات بين الشابات الصغيرات والتفاخر بالملابس الجديدة والتي لا تلتزم الضوابط الشرعية وكذا الإسراف في حفلات الأعراس ولا نرى من المجتمع أو رجال الدين التحرك المناسب لمثل تلك المخالفات. من جهة أخرى يرى الشيخ أحمد العقبي إمام وخطيب جامع العمودي بالمدينة الليبية أنه ينبغي على الخطيب الحصيف ملامسة هموم الناس وحل مشاكلهم غير أنه في نفس الوقت لا يذكر أشخاصا بأسمائهم أو جهات أو هيئات بعينها كما أنه يحبذ معالجة المشاكل بأسلوب هادئ ليس فيه تهكم أو ازدراء. ويضيف العقبي أنه لا يتناول من المشاكل إلا ما كان ذا بعد مجتمعي أو وطني يهم المجتمع أو يؤثر عليه سلبا أو إيجابا. ويعدد الشيخ أسامة الأسطى خطيب جامع الرشد عدة نقاط لاختيار موضوع الخطبة وكيف تكون مؤثرة ولها وقع في القلوب وذلك من خلال مواكبة الأحداث التي يعيشها المجتمع كأمة وكدولة وكمدينة حتى يصل إلى الحارة وعدم تأخير الكلام عن حادثة حصلت في المجتمع فتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز (قاعدة فقهية) والمصلون يأتون بعد الحادثة وهم منتظرون من الخطيب بيانا شافيا حول الواقعة فحينما يعيش الخطيب في واد والناس في واد تحصل الفجوة ولا ينسجم الجمهور أبدا مع خطيبه. ويرى الشيخ الأسطى أنه على الخطيب أن يبادر في تحضير خطبته من بداية الأسبوع حتى يلم بكل جوانب الموضوع ولا يكون عاطفيا في اختيار الموضوع بحيث أنه لو مر على موضوع ما في جريدة أو كتيب أو موقع من مواقع الإنترنت يتكلم فيه دون إلمام كما ينبغي أن يكون له برنامج أو خطة سنوية يمشي عليها في طرح مواضيعه يستطيع من خلالها توصيل الرسالة كاملة وواضحة إلى جمهوره ويرتقي بجمهوره من خلال طرح مواضيع مرتبة وهادفة ولا يتجاوز خطته إلا إذا طرأ حادث مهم توجب عليه مناقشته والحديث عنه ولابد أن يكون طرح الخطيب مقبولا لدى جمهور حارته ومجتمعه وملامسا لواقعهم ومعايشا للأحداث التي تحصل فيهم. ويضيف الشيخ أسامة: أرى أن الخطيب لا بد أن يكون عضوا فاعلا في كل التكوينات التي تهتم بمجتمعه كمجالس الأحياء ومجالس الآباء بالنسبة للمدارس وغيرها من التكوينات التي تهتم بمعالجة المشكلات التي تحصل في المجتمع حتى يكون ملما بكل جوانب المشكلات وأيضا تكون معالجتها بشكل كامل كل في جهة اختصاصه ومنهم الخطيب في مسجده. واقترح الأسطى في نهاية حديثه أن يجلس خطيب كل حي مع وجهاء المجتمع وأصحاب الرأي والمشورة فيناقش معهم القضايا التي تهم مجتمعهم بل ويستشيرهم أيضا في القضايا التي يجب عليه مناقشتها وتناولها في خطبته حتى يضع خطته وبرنامجه على أساس متين من المعرفة بالقضايا التي تحتاج إلى مناقشة.