الرئيسية - كــتب - همس الورد لأشواك القبيلة
همس الورد لأشواك القبيلة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

في البدء كانت الكلمة وكخطوة ثانية كانت الكتابة على أوراق البردي وكخطوة ثالثة اجتماع الاثنان “الكلمة والكتابة” بالقرب من دار اسمها الكتابة وأخيرا كانت القراءة فعل المعرفة الحقيقي وفي المنتهى كانت زاوية “قرأت لكم” عرضا موجزا للكتب ..ونافذة لإطلالة شذرات من الإصدار الذي يصعب أن يصل إلى الآخر! بين البدء والمنتهى ثمة اعتذار يصدر من كاتب هذا العمود بسبب انقطاعه عنكم لعددين ماضيين وذلك لأسباب عائلية وسفري للمغرب ولكن حبكم يبقى الأقوى والأكثر تأثيرا وجذبا للاستمرار في الكتابة.. عشرون إدانة في هذا العدد استوقفتني المجموعة القصصية الشعرية للقاصة بلقيس الكبسي المعنونة بـ( همس الورد لأشواك القبيلة ) والتي صدرت عام 2008م عن دار عبادي للدراسات والنشر فالمجموعة التي احتوت ما يزيد عن العشرين قصيدة وعدة فلاشات وعدد من القصص القصيرة والأقاصيص حملت رغم تنوعها ما بين القصة والأقصوصة والقصيدة هدفا إنسانيا واحدا وكأن الكاتبة إرادات أن تقول بأن الاستفادة من كل الأنواع الأدبية من شأنه أن يساهم في رفد رسالتها التي دشنت بها مشروع حياتها الأدبي! همس الورد: تتضح رسالة بلقيس احمد الكبسي جلية من خلال قصة همس الورد لأشواك القبيلة والتي حملت عنوان المجموعة .ففي هذه القصة التي تتمخض من رحم الشقاء كما ورد فيها ..تدين الكبسي الشقاء الإنساني الحاصل..تدين همجية القبيلة وخاصة تجاه المرأة..تستنكر بل وتدعو لثورة على العادة المشينة التي بدأت تكتسبها القبيلة تجاه المرأة.. “ويهمس الورد لأشواك القبيلة .. من هنا ينبثق فجر الصامدين .. ويتمخض من رحم الشقاء قلب تمرد على الانحناء.. في زمنها الحصري رسمت صمتها (ملونيزا) الخلود ليتلو حرف كفر بزمن الحروف المتواطئة والكلمات العارية إلا من سكناتها .” حب وقبيلة وعادة: ثلاثي مدمر يقتل كل ما يدعو للحب والوئام ..ويتضح ذلك بصوت صارخ “غادرها غدرا لكن ظله السوسني ما زال معلقا بين مقلتيها يتدلى غافيا في رهبة الحضور فلم تعد تمتلك ثرثرة حروف تحتوي ضجيج الصمت ..! ولم تجد مفردة شاردة لا شبيه لها في قواميس القلوب تكتبها من جديد أسطورة حب لتتجاهل خطى التعثر ومسافات أسيرة التردي تراودها نحو هاوية قبيلة من غضب.” دروب محيرة إنها المرأة اليمنية مازالت دروب الحيرة هي طريقها في الحياة ..ففي هذه الطريق تواجه الكثير من الويلات والمصاعب الناتجة عن سوء فهم المجتمع للمرأة “تشدها دروب الحيرة بقوة فتناشد صبح التحدي لينشدها ترانيم السكون عند الغسق تهمس لها هواجس المساء لتصعد إليها فتتهادى سلم الحروف علها تصل إلى حلم من ورق وأرق بينما لاح في الأفق سرب من الاحتمالات المخضبة بالأوهام.” لكن: لكن الأمل يظل القشة الوحيدة التي تتعلق بها المرأة اليمنية المحرومة من حقها في قليل من الحياة والحرية “عند باب الصباح الأليف تقاطرت أرواح الملائكة وانصرفت الشياطين فدنا الورد من أشواك القبيلة هامسا على مسامعه : تزرعني بين يديك المتصحöرتين فأطوي جذوري كي لا أغوص في تربتك التي لا تلاءم أناقة قلبي قد يكون التقطير أجدى من كلö هذا الإسراف الذي يغمرني أتظنه يرويني..¿! لن ترى مني سوى وجه ظامئ وخارطة كل فصولها متعثرة كل طرقاتها مشققةولا شيء أسقيك سوى الظمأ أمنحك الوجع وأحقن ليلك بالسهر والانتظار فتهديني عبارات صاخبة تتقنها جيدا تزرعني في صحراء ليست لي .. فانتزعني ..! ويثبت استحواذك جذوري واقتلعني تهديني قلبا من سراب وأهديك تراتيل العذاب أهديك الحرقة واللوعة وشيئا يبدو غريبا عليك يسمى الوجع تهديني ثرثرتك المفرطة وأهديك صمتي.” فترهل قلبه بعنجهية مفرطة ولم يدع له مجالا للتحقق من شكوكه المتوارثة وخبايا وسواس يتلذذ بإثارة لهيبه المستعر حتى أصيب رأسه بتخمة من شر الأوهام فاستدعى أطلال مجد تليد لا يمت له بصلة وانبرى ينعق متبخترا يتردد صدى صوته متعاليا: ( ألا لا يجهلن أحد علينا …. !) سلام على الراحلين في أغوار السنين .. سلام على مسافاتك داخلي .. أيا فيض الرجاء قد صرت إنسانا من نور يا وجه النور لا بشريا من طين وماء..” فبهت مفجوعا نعيق الوهم .. وهمس الورد لأشواك قبيلة من غضب فهزمها ..! تشبث: أي همس هذا الذي يقود المرأة إلى هاوية العادات المشينة وأي قبيلة تلك التي تشن من شدة الغضب على تلك الورد كل تلك الحروب ..وضد من ولمن!