قال مدير المركز الإقليمي للتراث العربي العالمي الدكتور منير بوشناقي: إن وضع مدينة صنعاء القديمة شهد بعض التجاوزات وهي بحاجة إلى دفعة دولية ومحلية لمعالجة وضعها . وأكد الدكتور بوشناقي وهو ممن أسهم في الاعداد واطلاق الحملة الدولية لإنقاذ صنعاء في الثمانينيات عبر اليونسكو أن وضع مدينة صنعاء لم يتغير عما وجدها في الزيارة السابقة. وخلال زيارة الدكتور منير بوشناقي أمس لمدينة صنعاء التاريخية وتجواله في بعض احيائها واسواقها قال : لم يتغير وضع المدينة عن العام الماضي هذه السنة زرت صنعاء في أثناء تقييم العمل في ترميم الجامع الكبير و زرت كل أحياء المدينة ولاحظنا أنا وزملائي الخبراء في مجال التراث أنه أولا توجد بعض التجاوزات من خلال بنايات حديثة شوهت شيئا ما الطراز المعماري لمدينة صنعاء الفريدة من نوعها. وأضاف في حديث لـ (سبأ) : كما لاحظنا أن المقاشم التي كانت خضراء وكانت تعطي صورة رائعة لصنعاء صار فيها نوع من الجفاف وهذه الأمور تحدث في المدن التاريخية وتحتاج إلى عناية من طرف المسؤولين عن هذه المدن وكذلك من طرف السكان. وقال : لابد من توفير دور فاعل من جماعات المجتمع المدني اليمني لكي يحافظوا على التراث وعلى خصوصية هذه المدينة. وأضاف: أنا عرفت هذه المدينة عندما كان يأتي إليها آلاف الزوار والسياح وبسبب الأزمة تراجعت الزيارات وتراجع اعداد السياح وتحتاج المدينة إلى ان نعمل لها دفعة جديدة مثلما عملنا في الثمانينيات والتسعينيات في القرن الماضي بجهد محلي وجهد دولي. وبخصوص مدينة زبيد القابعة في قائمة المدن المهددة بالخطر منذ العام 2006م قال الدكتور منير بوشناقي : مدينة زبيد من أشهر المدن في اليمن ويتوفر فيها قيمة تاريخية من ناحية العمران وتختلف المباني فيها عن المباني الموجودة في المرتفعات من حيث طريقة البناء الدقيقة جدا واستعمال مواد تقليدية أعطت انطباعا للخارج بأهمية هذه المدينة إلا اننا رصدنا تجاوزات ومباني حديثة وللأسف لم تأخذ هذه التجاوزات بعين الاعتبار قيمة وتاريخ هذه المدينة. وكشف المسؤول الدولي عن نوايا كانت لدى المجتمع الدولي لاخراج مدينة زبيد وبعض المدن في العالم التي شهدت تجاوزات من قائمة التراث العالمي مشيدا بجهود الجمهورية اليمنية ممثلة في وزارة الثقافة في عدم شطب المدينة من قائمة التراث العالمي. وقال : كان هذا في اجتماع مجلس التراث العالمي في كمبوديا العام الماضي إلا ان جهود وفد الجمهورية اليمنية كلل بالنجاح حيث بذل الوفد اليمني ممثلا في وزير الثقافة و وزير الأوقاف و رئيس هيئة المحافظة على المدن التاريخية جهودا كبيرة ولقوا دعما من وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت خليفة واتفقوا على الا تخرج هذه المدينة من القائمة العالمية. وأوضح ان هذه الزيارة لليمن تأتي لإتمام مشروع في سبيل انقاذ مدينة زبيد .. وقال : تأتي هذه الزيارة لمتابعة المشروع الذي تم الاتفاق عليه قبل بضعة شهور وقد كلفت بإتمام هذه المشروع ومتابعته. ويزور اليمن حاليا الدكتور منير بوشناقي مع الخبير الدكتور كمال بيطار لتوقيع اتفاق تنفيذ مشروع بمدينة زبيد في إطار جهود الحفاظ عليها. ويتولى الاشراف على هذا المشروع المركز الاقليمي للتراث العربي العالمي و مقره المنامة بتمويل من مملكة البحرين. إلى ذلك التقى وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل مساء أمس مدير المركز الإقليمي للتراث العربي العالمي الدكتور منير بوشناقي والخبير في مركز التراث العالمي الدكتور كمال بيطار اللذين يزوران اليمن حاليا لإتمام إجراءات مشروع حفاظي في مدينة زبيد بإشراف من المركز الإقليمي وبتمويل من وزارة الثقافة البحرينية. وحضر الوزير ومعه الدكتور بوشناقي والدكتور بيطار عرضا مسرحيا نظمته وزارة الثقافة على خشبة المركز الثقافي بصنعاء لنخبة من نجوم المسرح اليمني في إطار عروض مهرجان المسرح اليمني لهذا العام.